العرّافة التي أضحكتني وأبكتني
هذه قصة حقيقة وقعت معي حيث قد تم استدعائي من قبل سيدة عجوز لكي أتعرف على حالة ابنها الذي أصيب بجنون مفاجأ وصار هائماً على وجهه في الشوارع ولا يرجع إلا في آخر الليل وقد يبيت خارج البيت ولا أحد يقدر عليه حيث تنتابه حالة هياج شديدة ويكسر كل ما في وجهه
توجهت على الفور إلى منزل هذه العجوز وكانت بصحبة بعض جيرانها وعندما دخلت إلى منزلها شعرت بانقباض شديد في نفسي ولكني لم أبالي كثيراً نحو هذا الشعور . سألت عن المريض قالوا لي أنه ليس بالبيت فهو الآن هائم على وجهه في الشوراع يهذي ... سألت المرءة عن تاريخ الحالة فقالت لي أنه كان طبيعياً وليس به أي شيء ولكنه تحول فجأة إلى ذلك الوضع ، فسألتها هل ذهبتي به إلى أحد فقالت نعم لقد جاءتنا الشيخة "سماح" ولكن ذلك كان قبل مرضه بأيام .. سألتها لماذا إذن استدعيتي هذه المرءة فقالت لأنه كان لا يسمع الكلام فأتيت بها كي تسوي له شيء لكي يسمع كلامي.
سألتها من هي الشيخة "سماح" وماذا سوت لكي . فقالت لي هي فتاة صالحة لا تأخذ أجر وتحب مساعدة الغير . قالت لقد جاءت "سماح" إلى البيت وظلت تقرأ أشياء غير مفهومة ثم طلبت منها إحضار إناء به ماء فأحضرته لها فطلبت منها أن تغطي الإناء وتجلس عليه ففعلت السيدة وظلت "سماح" تقرأ أشياء غير مفهومة وبعدها طلبت منها أن تقوم وتفتح الإناء ففعلت المراءة وإذا بها تجد الماء ملطخاً بالدم وبه تراب وكيس صغير . ففتحت الكيس إذا به سورة أبنها (مرسومة) ومكتوب حوله بعض الكلمات . أخبرت "سماح" العجوز أن هذا كان سحر لأبنها وقد أبطلته "سماح" ففرحت العجوز ثم إذا بـ"سماح" تطلب من العجوز ورقة وأخرجت سماح قلم ممتلئ بحبر لونه أحمر وأمسكت "سماح" بالقلم (رغم أن "سماح" لا تعرف القراءة والكتابة كما يقولون) ثم تشنجت "سماح" وارتعدت أطرافها وراحت تكتب بسرعة بدون أن تنظر إلى الورقة وكأن شيئاً ما أمسك يدها وجعلها تكتب ما تكتب . ثم أعطت العجوز هذا "الحجاب" وقالت لها دسيه في مكان نومه ولا تخرجيه أبداً حتى لا يعود إليه السحر ، ثم انصرفت "سماح" . طلبت من العجوز أن تأتي لي بهذا "الحجاب" فرفضت في البداية عملا بكلام العرافة "سماح" ولكن مع إصراري وإصرار الحاضرين ذهبت العجوز وأتت بالحجاب.
أخذت الورقة وفتحتها من وراء ظهري (وهي نصيحة لمن يريد فتح حجاب أو حرز لا يفتحه من أمام وجهه وإلا أصيب بريح أرضي سبب له صداع أيام عديدة) ثم نظرت إلى الورقة فضحكت بشدة لدرجة أن ضحكتي رنت بالمكان
ماذا كان مكتوباً بالورقة؟؟
الورقة كانت باللغة العربية ولكن بحروف متقطعة وإن جمعت بعض الألفاظ السيرانية والرسومات كتب في الورقة بعض الأسماء ثم كتب تحتها توكلوا بحق هذه الأسماء بجلب الجنون والشتات إلى فلان ابن فلانة ...... وفي آخر الورقة مكتوب جنون جنون جنون – هياج هياج هياج – شتات شتات شتات.
فطلبت من العجوز أن تقرأ ما بالورقة فقالت أنها لا تعرف القراءة فطلبت من الحاضرين قراءتها لها وهي لا تزال غير مصدقة وتقول (الشيخة "سماح" طيبة ومش ممكن تأذي حد) ولولا أن بهذه الورقة كتب اسم هذه العجوز (الذي لا يعرفه أحد إلا العرافة "سماح" واسم أبنها ما صدقت أحداً منا أبداً ثم سألتهم من هي "سماح" وأين تسكن؟؟؟
حكاية العرافة
قالوا لي أن "سماح" كانت منذ سنوات فتاة جميلة شديدة الحسن ومتدينة ولكنها كانت مصابة بالمس ولم يقدر أحد على علاجها فكانت تصرع في الشوراع وتتكشف بل وتمزق ثيابها وتعود إلى بيتها وقد لفها أهل الحي بملاءة بعد أن مزقت ملابسها . وظلت مأساتها تكرر ولا أحد يعرف لها علاج . وأهلها فقراء أغلبهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا حتى "سماح" دخلت مدارس .
وعندما جاءها أحد المعالجين طلب من أهلها أن يتزوجها حتى يتابع علاجها بنفسه وبدون فتنة فوافقوا على الفور فزوجوها له بدون مهر ولا شبكة ... وبعد شهور من العذاب معها وهو لا يستطيع علاجها ولا يستطيع التمتع بها كزوجة ..إذا بـ "سماح" يجدونها تقرأ القرآن من المصحف (وهي لا تعرف القراءة) وتتكلم بصوت غليظ وتقول " أنا الحاج فلان وقد حضرت لأساعدكم ...
فرح أهلها وأهل الحي وتهللوا فرحاً بالشيخة "سماح" ومن معها وظلوا يذهبون إليها لسؤال الحاج الطيب الذي معها عن أحوالهم فهو يعرف أشياء كثيرة ويخبرهم بكل شيء بل ويجري عمليات جراحية كذلك !!!! نعم فهو يطلب من المرضى أن يلبسوا ملابس محددة وهم في بيوتهم ثم يتمددوا على الفراش وينادوا على اسمه مرات عديدة حتى يحضر ويجري لهم العملية الجراحية (الاستعانة بغير الله كفر)
المهم أن الأمر راق لأهل الحي ولأهل "سماح" ولزوجها الذي عادت إليه فتاة شديدة الجمال لم يدفع لها أي مهر ولم يقدم لها أي هدية زواج حتى شقة الزوجية كانت ملك "سماح". ثم بدأ هذا الشخص الذي ظهر في حياتهم (ويتحدث على لسان "سماح") يأمرهم بما فيه الخير والصلاح ويساعد الناس ولكنه بعد فترة طلب من "سماح" ألا تصلي وقال لها أن القلم رفع عنها وهناك من يصلون عنها ويقومون بكل الفرائض عنها وعليها هي أن تضطلع بمهمتها في مساعدة الناس وتنسى موضوع العبادات نهائياً فطلبت منهم أن ألتقي بـ "سماح"
لقاءي مع العرافة
"سماح" كانت تقابل كل الناس في بيتها ولا ترفض مقابلة أحد بل وتزور الناس في بيوتهم بدون مقابل . دخلت إلى بيتها ويا له من بيت تشم منه رائحة قذراة رهيبة وتجد كم رهيب من الحشرات والعناكب في كل مكان. لم يشد انتباهي في هذا المكان إلا شيء واحد وهو مطاردات بين الحشرات والعناكب التي في البيت على الأسقف وعلى الكراسي وفي كل مكان كذلك رائحة قذرة وكأنك في مكان تجميع قاذورات.
أشار لي الناس إلى غرفة سماح وقالوا لي تفضل ...
قلت لهم هل معها أحد قالوا لا ...
قلت وكيف هي ما زالت شابة كيف أدخل غرفة نومها وهي وحدها بلا محرم ....
فثار الناس علي وقالوا أنت تدخل على الشيخة "سماح" وليست كأي فتاة.....
دخلت إلى الغرفة وتركت الباب مفتوحاً ونظرت من حولي إذا بفتاة في العقد الثالث من عمرها في ملابس سافرة استقبلت الباب لأخرج ولكن هناك رجل وإمراءة دخلوا فاطمأننت وبقيت ولكن ظهري لهذه الفتاة ("سماح") ثم وقع عيني على أحد الكراسي في الغرفة فذهبت كي أجلس عليه فصرخت سماح وقالت لا ... هذا الكرسي للحاج فلان ... والكرسي الذي يليه للحاج فلان ... وهما جالسين على هذه الكراسي الآن !! فهمت انها تقصد الجن الذي يساعدها... فقلت وأين أجلس فأشار لي الناس على أحد الكراسي فجلست عليها.
مازلت في ذهول لا أعرف شيئاً عما يجري وكيف لهذه الفتاة التي تلبس الملابس السافرة أن يقولون عنها شيخة صالحة ويأخذون منها الفتاوى .. دخل شخص ما يعرفني فسلم علي وعرف الموجودين علي ففرحت "سماح" وقالت
آه إذن أنت معالج مثلي ...
قلت : لها يا أمة الله أنا معالج بالقرآن...
قالت : وأنا أيضا أعالج بالقرآن....
قلت : لها أي قرآن وهذه الثياب التي تلبسيها ....
قالت : لقد رفع عني القلم....
قلت : وكيف!!!! (كل ذلك وظهري للفتاة)
قالت : طالما أنك بتقول أنك شيخ أدخل الغرفة التي أمامك ستعرف ....
دخلت الغرفة فإذا بها أقبح غرفة في البيت وأنتنها ...فخرجت
فقالت لي "سماح" : ها عرفت السبب....
قلت : لم أعرف شيء.....
قالت : هناك فتاة تشبهني في الغرفة وتقوم نيابة عني بكل العبادات ...
ضحكت وقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله....
قالت : ازاي بتقول أنك شيخ ومش شايفها....
قلت لها : بارك الله فيكي لم أرى إلا حشرات وعناكب ولم أشم إلا رائحة نتنة..
فثار علي الحاضرين جميعاً بما فيهم الشخص الذي يعرفني...
ولكن "سماح" كانت شديدة الحلم كريمة الأخلاق!!!
قالت لهم دعوه فهو لا يعرف
ثم سألتها سأفترض معكي أنك مرفوع عنكي القلم فكيف تلبسين هذه الملابس وفيها فتنة وإغراء وهناك من الشباب من يدخل عليكي....
فقالت : لا بس اليوم لأني عملت عملية ...
وفي هذه الأثناء دخل علينا زوجها وهو شيخ بلحية كبيرة ويظهر عليه من ملابسه أنه إمام مسجد
حييت الرجل وجلس جواري وشرح لي أن "سماح" كانت تعاني من مرض خطير بالقلب وقد أجروا لها عملية...
سألته عن المستشفى التي أجروا فيها العملية وأسم الطبيب
قال ليس كذلك .... الصالحين الذين معها اجروا لها العملية وهم الذين شخصوا المرض من البداية
قلت تقصد الشياطين الذين معها
فثار علي كل الجالسين حتى زوجها ولكنها أشارت إليه فهدأ وجلس
قلت له : أنت تعرف معنى الاستعانة بغير الله
فصمت الرجل ولم يشأ أن يجيب
فقالت لي "سماح" : إنهم (خدمة طيبة)
فسألتها : أليسوا من الجن ؟؟
قالت : هم أرواح طيبة
قلت : لا شيء في ديننا أسمه أرواح طيبة هناك إنس وجن وملائكة فمن هم
فقالت : بصوت منخفض جن
ولكن مسلم
قلت لها : دعيكي من أمر مسلم الآن وتذكري أنهم جن وتلوت عليهم أول آيات من سورة الجن
فتأوهت "سماح" بصوت عالي وقالت أنها تعبت
فثار علي زوجها وقال هل تريد أن تعيدها كما كانت ؟؟؟
قلت الحمد الله الحمد الله الحمد الله . لأنك تعرف أن من معها شياطين ولكن لا تريد أن تصارح نفسك فتُحرم مما أنت فيه وهي لا تريد أن تصارح نفسها فتحرم مما هي فيه
وتعمدت أن أتلو بعض آيات العذاب بصوت عالي وكانت الشيخة العرافة "سماح" تتألم بشدة ولكنها تدعي أن الألم بسبب الجرح بعد العملية وليس بسبب قراءة القرآن
قلت لها لو فرض أنكي كنت مريضة فهم من امرضوكي حتى تستعيني بهم وليس بالله
قلت لهم من الذي يشفي؟
هل من إله غير الله؟
فتصرخ "سماح"
فأقول لمن الملك اليوم؟
وتصرخ العرافة
فشدني زوجها بشدة ليخرجني من المكان ولكن هناك من اقتنع بكلامي بشدة وبكى من الموقف ودعا لـ "سماح" بالهداية وانصرف
خرجت من عندهم باكي العينان أسبح وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أنظر إلى كم السيارات الفارهة التي وقفت أمام بيت "سماح" تنتظر البركة المزعومة وزاد من حزني أنهم أخبروني أنها كلما عالجت فتاة جلست معها لتعلمها أسرار العلاج (طبعاً الشيطان الذي معها ) فتصبح مثلها ويزيد عدد الساحرات في المكان ولكني حمدت الله أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ليسوا على الحق
منقول 
العرافة التي اضحكتني وابكتني
