بارك الله فيك أخي الحبيب المشفق ، موضوعك أكثر من رائع ، وما عهدنا منك إلا كل رائع وفقك الله وحفظك يا أخي الحبيب .
ولكن السؤال هنا : هل كل واحد منا يستطيع أن يجد العسل الطبيعي ؟ الإجابة ــ طبعا ــ لا ؟
والله ، لو الإنسان ترك كل شيء على طبيعته ، لأصبحت الدنيا بخير ، ولكنا بخير !
إنسان هذا العصر ، ساهم إلى حد كبير في تشويه الطبيعة واالكرة الأرضية
المقصود انه لم يكتفي باهلاك الحرث والنسل ، ورش المبيدات والسماد الكيماوي وقتل الزرع .
بل اتجه الى العسل الآن ( حتى النحلة لم تسلم من سطوته وجبروته ) !!!
وأصبحت عبارات : " لدينا عسل طبيعي 100% "
" خبرة 25 عاما ، خبرة 30 عاما بتربية النحل "
تتردد في كل مكان ، وعلى لسان كل بائع
وهؤلاء الأشخاص والنحالين يختلف بعضهم عن بعض أيضا ، فمنهم من يضع طبق من سكر وحلويات عند خلية النحل ، لسرعة الإنتاج .
ومنهم من يترك المناحل في مزارع خاصة .
ومنهم من يبحث عن العسل بين البساتين والمزارع والجبال ( وهو أفضلهم طبعا ) .
أما التمييز ، فأصبح أمرا في غاية الصعوبة بعد أن تفننت الأساليب في الغش والخداع
وأصبح من العسير على أي شخص ان يهتدي الى الحقيقي بين كل هذه الانواع والعروض التي تخلّ الأبصار وتُفقد التركيز.
فالعسل ، مغشوش ، والاقبال الجماهيري على الشراء كبير
نظرا لقلة الخبرة وغياب القدرة على التمييز
وربما لدقة الغش وضعف الملاحظة
ومع ازدياد طلبات الشراء وتبدل المتجمهرين ، ويطور البائع بهلواناته بالبيع،
فيغمس إصبعه بالعسل ويرفعها عالياً مؤكدا بأنه عسل حقيقي،
ينساب خيط العسل الرفيع من إصبعه إلى العبوة دون أن ينقطع.
التجربة الأخرى التي تقطع الشك باليقين ,كما يقول, هي إحراق العسل،
حيث يضع قليلاً منه على ورقة ويشعلها فتشتعل الورقة دون ان يشتعل العسل كدليل على عدم وجود السكر داحله، فيكسب مزيدا من المترددين.
البيانات المكتوبة على العبوات بعضها بلغة عربية وأخرى بلغة أجنبية، وكل ما يجب على المشتري عمله هو ان يثق بما هو مكتوب على اللصقات!!!!!
في الحقيقة ، ليس سهلا تتبع العسل إن كان حقيقيا أو مغشوشا ، لأن هذا يحتاج الى مزيد من الاختبارات المعقدة،
في حين ان معظم الأختبارات التي تُجرى عادة على العينات تقول :
" التحاليل التي أجريت على العينة أثبتت بأنها ليست عسلا بل هي عبارة عن قطر".
إذن الطريقة الوحيدة وغير العملية أبدا للقضاء على ظاهرة غش العسل وحماية المواطن هي : سحب عينات من العسل الموجود في الأسواق وإجراء الاختبار عليها لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات
ولا نستطيع أن نقول إلا أنه يبقى وعي المواطن هو الرهان النهائي في ضبط هكذا ظواهر.
وكان الله في عوننا .