يجلس إليك بكل صفاء وهدوء .. وبوجه برئ واضح الملامح .. صافي التقاسيم ..
لكن في مكمنه .. تتصارع النفس والهوى .. وتتنازع الغرائز والشهوات
فلا أحد يعلم بما في داخله .. تماماً كالبحر ..
و البحر حينما تغوص فيه و تتجاوز عالم النوازع والاقتتال ..
سوف تصل إلى درر ولألئ و مرجان
سوف تصل إلى الصدفات و داناتها ..
سوف تلامس أنفس الأشياء والجواهر ..
إنها في أعماق البحر ..
وهكذا الإنسان .. حينما يصفو ويروق .. ويتجاوز نوازع شهواته وأحقاده ..
سوف تصل إلى جوهره ومكمنه الحقيقي ..
وهذا ما يسمونه ( المعدن الأصيل ) ..
فجميعنا .. تتصارع في دواخلنا الشهوات والأحقاد وتشوه وجوهنا الهادئة الرقيقة ..
فأحياناً لا تصبح بتلك البراءة الصادقة ..
غير أن القليل منا .. يتجاوز هذه المرحلة ليبرز جواهره و نفائسه إلى سطحه ..
وإلى تقاسيم وجهه فتجده محبوباً .. صادقاً .. خلوقاً ..
يجبرك على أن تجلس إليه لتستمتع بلآلئه ودرره ..
وهكذا هي الحياة ..
نعيش كالبحر .. ونموت وأعماقنا كأعماقه ..
لا يراها إلا من يجيد الغوص فيها كما يغوص في البحر
منقول