أهمية العسل للأطفال
إن ملعقة عسل النحل فى غذاء الطفل تجلب له فائدة تفوق فائدة 20 حتى 35 جم من السكر, ويرتبط هذا الرأى بأن السكر هو مادة كربوهيدراتية ذات سعرات عالية فقط، بينما العسل يعتبر مادة غذائية عالية القيمة وتحتوى على مواد كيميائية وبيولوجية هامة, فمثلاً يزيد من عدد كرات الدم الحمراء ونسبة الهيموجلوبين فى الدم.
ويعتقد "ب. ديزجا" أن استخدام العسل كغذاء للأطفال الضعفاء يحسن صحتهم العامة بالإضافة إلى أن له أهمية كبيرة فى تغذية الأطفال الرضع وخاصة عندما يكون لبن الأم غير كاف ويستبدل بألبان الأبقار, ومن الجدير بالذكر آن إضافة السكر إلى اللبن (سكر القصب أو البنجر) فانه يتحلل بالضرورة فى القناة الهضمية إلى سكريات أحادية من الجلوكوز والفركتوز قبل وصوله إلى دم الانسان, ومن الواضح أن الجلوكوز والفركتوز يدخلان كمكونين أساسيين فى العسل.
وتعزى أهمية عسل النحل أيضاً إلى أنه يمد أجسام الأطفال بالحديد الذى يوجد أيضاً فى لبن الأم ولبن الأبقار بكميات قليلة, ويحتوى العسل على تركيب نموذجى لخليط من السكريات المفيدة مثل الجلوكوز والفركتوز مع المواد الأخرى مثل الأحماض العضوية والزيوت الطيارة وكثير من المواد الأخوى التى تحسن الشهية وتنشط عملية الهضم.
ومن جهة أخرى فان العسل يتميز عن السكر باحتوائه على مضادات حيوية كما أنه ذو خاصية قلوية حيث يسبب ذلك تطهيراً لمنطقة تجويف الفم والحلق, وفى هذا الصدد فانه ليس من قبيل الصدفة أن محلولاً مائياً بتركيز من 10-15 جم للعسل يستخدم فى الطب الشعبى كمضمضة للفم والحلق, وقد تطور استخدام العسل فى الوقت الحالى إلى استخدامه فى صورة سبراى (بواسطة الرش).
وفى علاج حالات الإسهال الناتجة عن التسمم الوبائى, فقد أوضحت النتائج أن عسل النحل لم يعط تأثيراً جيداً فقط فى سرعة الشـفاء بل ساعد أيضاً على زيادة وزن الأطفال، حيث أن الأطفال المرضى الذين استخدموا عسل النحل فى الغذاء قد زاد وزنهم بمقدار 2.5 كجم بالمقارنة بالأطفال الآخرين من نفس العمر الذين عولجوا تحت نفس الظروف دون استخدام العسل.
وتوجد ملاحظات تؤكد أن للعسل تأثيراً جيداً على عملية تنظيم تكرار وخواص البراز فى حالات الدوسنتاريا البسيطة وأيضاً على استمرارية المرض, فبعد استخدام العسل انتهى وجود الدم فى البراز عند جميع المرضى وشفوا أسرع من المرضى الآخرين الذين لم يستخدموا العسل.
إن الدوسنتاريا المزمنة تصبح أقل حدة بالعلاج بالعسل كما يشفى المريض فى وقت سريع.
ومن جهة أخرى فان الباحثون أثبتوا أن العسل لم يكن أبداً ضاراً للأطفال, ذلك أن الاعتقاد القديم بأنه قد يسبب لهم مرض الصفراء غير صحيح، بل على العكس تماماً فان العسل يستخدم الآن لعلاج ذلك المرض.
ومصداقاً لما ذكر نضرب هذا المثال: طفل عمره 9 سنوات أصيب بمرض الكساح وبعض العيوب الأخرى أضيف إلى غذائه العسل, وبملاحظة هذا ا الطفل فى خـلال أربعين يوماً فانـه أصبح أكثر قوة وحيوية، وازداد وزنه 2.5 كجم كما زادت نسبة الهيموجلوبين فى الدم وكذلك زالت العيوب الأخرى.
إن عملية استخدام العسل يمكن أن يتم باستعمال العسل فى شكل نقى أو بإضافته إلى مواد غذائية أخرى، حيث يقوم العسل بتحسين طعم تلك الأغذية ويزيد من سعراتها الحرارية ويسهل عملية الهضم.
إن استخدام العسل للأغراض العلاجية يفضل أن يكون فى شكل ذائب، حيث يسهل ذلك من امتصاص مكوناته الأساسية فى القناة الهضمية ومنها إلى الدم ثم الأنسجة والخلايا.
وبصفة عامة فانه يجب إعطاء الأطفال ملعقة عسل صغيرة (30 جم تقريباً) كل يوم وذلك قبل الأكل بحوالى 1 إلى 1.5ساعة وبعد الأكل بساعتين أو ثلاثة, ومن الجدير بالذكر أن دورة العلاج بالعسل تستمر لمدة شهرين مع الأخذ فى الاعتبار عدم زيادة الجرعات المقررة منه يسبب زيادة كمية المواد الكربوهيدراتية وينعكس ذلك بالضرر على وظيفة إفراز الأنسولين.