6)
السؤال: لماذا نهى النبي (عليه السلام) عن تعليق الدعاء بالمشيئة، وورد عنه قول: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
المجيب: الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
الجواب: ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له" أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (7477). ولمسلم: "... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).
وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعو، والله (سبحانه وتعالى) لا مكره له، كما في الحديث.
وأمّا الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل على مريض يعوده قال: "لا بأس طهور إن شاء الله ... الحديث" (3616( فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة.
( 7)
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله في شريط له بعنوان أحكام الجنائز :
الخبر عند أهل اللغة والبيان قد يرد بمعنى الدعاء ومن هذا القبيل على الصحيح قوله ( طهور إن شاء الله ) هذا خبر بمعنى الدعاء على الصحيح وقوله إن شاء الله لأنه لم يكن الدعاء محضاً بدليل أنه ما قال طهوراً بالنصب قال (( طهور بالرفع )) أي أنت طهور ويحتمل أنه قال أنت طهور إن شاء الله أي في واقع الحال.
( 8)
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه معلقاً على فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك رقم ( 6 ) وذلك في ملتقى أهل الحديث .
قول الشيخ عبدالرحمن البراك أن قوله في الحديث (لاباس طهور ان شاء الله ) خبر وليس دعاء يختلف مع رأي الحافظ ابن حجر في فتح الباري(10/119) حيث قال(وقوله ان شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لاخبر) انتهى كلام الحافظ
وقد يؤيد كلام الحافظ أنه قال في آخر الحديث (فنعم اذا ) فلو كان خبرا لشفى الرجل ولكن دعا له فلم يقبل الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم اذا
وعلى هذا قد يحمل ذكر ان شاء الله في هذا الحديث على التبرك بذكر الله وليس على الاستثناء والتعليق
والله تعالى أعلم )) .
خاتمة