40 حالة نبه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فأمر ببعضها ونهى عن الآخر وقاية من الشيطان الرجيم
1- التصبح بسبع تمرات
ونصح بأكل سبع تمرات صباحاً ؛ ففي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول:ُ«مَنْ تَصَبّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ، عَجْوَةً، لَمْ يَضُرّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمّ وَلاَ سِحْرٌ».
ويتأكد هذا في حق تمر المدينة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، مِمّا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا، حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرّهُ سُمّ حَتّىَ يُمْسِيَ» رواه مسلم.
وفي الرواية الأخرى: «إن في عجوة العالية شفاء أو إنها ترياق».
ومما لا شك فيه أن السحر من عمل الشياطين، قال النووي: وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها.
2- النداء بالأذان :
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه قال حدّثني أُمَيّةُ بْنُ بِسْطَامَ: حَدّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعِ) حَدّثَنَا رَوْحٌ عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ. قَالَ وَمَعِي غُلاَمٌ لَنَا (أَوْ صَاحِبٌ لَنَا) فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ. قَالَ: وَأَشْرَفَ الّذِي مَعِي عَلَى الْحَائِطِ فَلَمْ يَرَ شَيْئاً، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنّكَ تَلْقَىَ هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتاً فَنَادِ بِالصّلاَةِ، فَإِنّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدّثُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنّهُ قَالَ: «إِنّ الشّيْطَانَ، إِذَا نُودِيَ بِالصّلاَةِ، وَلّى وَلَهُ حُصَاصٌ»،
3- الحرص على الذكر التالي بيانه
وهو أن تقول هذا الذكر الذي رواه النسائي والبيهقي عن ابن مسعود قال: جاءت الشياطين إلى رسول الله من الأودية، و تحدرت عليه من الجبال، و فيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله، قال: فرعب، قال جعفر: أحسبه قال: جعل يتأخر . قال: و جاء جبريل فقال: [يا محمد ! قل] . قال: «ما أقول؟» قال: [قل: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر، من شر ما خلق و ذرأ و برأ، و من شر ما ينزل من السماء، و من شر ما يعرج فيها، و من شر ما ذرأ في الأرض، و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار، و من شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن !"]، فطفئت نار الشيطان، و هزمهم الله عز و جل، قال الألباني: إسناده حسن وهو في السلسلة الصحيحة برقم: 2995.
4- الأمر بالمواظبة على الوضوء
الوضوء من أعظم التحصينات، فعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طهروا هذه الأجساد طهركم الله؛ فإنه ليس عبد يبيت طاهرا إلا بات معه ملك في شِعاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك، فإنه بات طاهرا» رواه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي: أرجو أنه حسن الإسناد، وقال الحافظ في الفتح : سنده جيد ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3639.
وروى البزار والطبراني في الكبير عن ابن عمر أيضاً قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بات طاهراً بات في شعاره ملك فلا يستيقظ من ليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك كما بات طاهراً» قال الألباني في السلسلة الصحيحة: إسناده حسن وهو برقم: 2539.
قال المناوي في فيض القدير : ( شعاره) : ثوبه الذي يلي جسده
(فإنه بات طاهراً) والطهارة عند النوم قسمان :- طهارة الظاهر وهي معروفة ، وطهارة الباطن وهي بالتوبة وهي آكد من الظاهرة فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب فيتعين عليه التوبة وأن يزيل من قلبه كل شيء وحقد ومكروه لكل مسلم أ.هـ كلام المناوي
قال ابن القيم في الجواب الكافي : وإذا نام العبد المؤمن بات في شعاره ملك فملك المؤمن يرد عليه
ويحارب ويدافع عنه ويعلمه ويثبته ويشجعه أ.هـ كلام ابن القيم.
5- الأمر بنفض الفراش إذا قام عنه بالليل ثم عاد إليه
وأمر صلى الله عليه وسلم من قام عن فراشه بالليل أن ينفضه قبل أن يعود إليه فإنه لا يدري ما خلفه بعده: عَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ من فِرَاشِهِ ثُمّ رَجَعَ إلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بَصنفَةِ إزَارِهِ ثَلاَثَ مَرّاتٍ فَإِنّهُ لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ باسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظهَا بمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصّالِحينَ، فإِذَا اسْتَيْقَظَ، فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ الله الّذِي عَافَانِي في جَسَدِي وَرَدّ عَلَى رُوحِي وأَذِنَ لِي بِذِكِرِهِ» رواه الترمذي وغيره بسند حسن.
قوله: "لا يدري ما خلفه" بالفتحات والتخفيف "عليه" أي على الفراش "بعده" أي ما صار بعده خلفاً وبدلاً عنه إذا غاب. قال الطيبي: معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام أ.هـ. وقال النووي: معناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون قد دخل فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات وهو لا يشعرأ.هـ.
ولربما كان ما خلفه بعده هو شيطان من الشياطين