بسم الله الرحمن الرحيم
هنا بعض الادله على وجوب الوفاء بالعهد...
قال الله تعالى: (واوفو بالعهد ان العهد كان مسئولا)
وقال تعالى: (واوفو بعهد الله اذا عاهدتم)
وقال تعالى: (ياايها الذين آمنو اوفوا بالعقود)
وقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون* كبر مقتا عند الله ان تقولو مالا تفعلون)
عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب.,واذا وعد اخلف,واذا اؤتمن خان)) متفق عليه.
زاد في رواة لمسلم: ((وان صام وصلى وزعم انه مسلم))
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:اذا اؤتمن خان,واذا حدث كذب,واذا عاهد غدر,واذا خاصم فجر))متفق عليه
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (لو قد جاء مال البحرين اعطيتك هكذا وهكذا وهكذا)) فلم يجئ مال البحرين حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم, فلما جاء مال البحرين امر ابو بكر رضي الله عنه فنادى:من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة او دين فليأتنا. فأتيته وقلت له:ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا , فحثى لي حثية, فعددتها, فإذا هي خمسمائة, فقال لي:خذ مثليها. متفق عليه.
أذكرك أختي الفاضلة أن تفي بالعهد
وانصحك بالتوبة النصوح ومصاحبة الصالحات والاستقامة على دين الله والالتزام باللباس الشرعي
شروط التوبة
سائل يقول: لقد ارتكبت كثيراً من المعاصي والمحرمات والآن أشعر بالذنب وأخيراً يقول: دلوني على الطريق الصحيح لأني أبحث عن التوبة وبودي أن أُقلع عن هذا إن شاء الله؟[1]
أيها السائل اعلم أن رحمة الله أوسع وأن إحسانه عظيم وأنه جل وعلا هو الجواد الكريم وهو أرحم الراحمين وهو خير الغافرين سبحانه وتعالى واعلم أيضاً أن الإقدام على المعاصي شرٌ عظيم وفسادٌ كبير وسبب لغضب الله ولكن متى تاب العبد إلى ربه توبةً صادقةً تاب الله عليه، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة عن الرجل يأتي كذا ويأتي كذا من الهنات والمعاصي الكثيرة ومن أنواع الكفر ثم يتوب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((التوبة تهدم ما كان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله))[2] وفي لفظ آخر: ((الإسلام يَجُب ما كان قبله والتوبة تَجُب ما كان قبلها))[3] يعني تمحوها وتقضي عليها فعليك أن تعلم يقيناً أن التوبة الصادقة النصوح يمحو الله بها الخطايا والسيئات حتى الكفر، ولهذا يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[4] فعلق الفلاح في التوبة، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[5] وعسى من الله واجبة، المعنى أن التائب التوبة النصوح يغفر له سيئاته ويدخله الله الجنة فضلاً منه وإحساناً سبحانه وتعالى.
فعليك يا أخي التوبة الصادقة، ولزومها والثبات عليها والإخلاص لله في ذلك، وأبشر بأنها تمحو ذنوبك ولو كانت كالجبال.
وشروط التوبة ثلاثة: الندم على الماضي مما فعلت ندماً صادقاً، والإقلاع من الذنوب، ورفضها وتركها مستقبلاً طاعة لله وتعظيماً له، والعزم الصادق ألاّ تعود في تلك الذنوب، هذه أمور لا بد منها، أولاً: الندم على الماضي منك والحزن على ما مضى منك، الثاني: الإقلاع والترك لهذه الذنوب دقيقها وجليلها، الثالث: العزم الصادق ألاّ تعود فيها فإن كان عندك حقوق للناس، أموال أو دماء أو أعراض فأدها إليهم، هذا أمر رابع من تمام التوبة، عليك أن تؤدي الحقوق التي للناس إن كان قصاصاً تمكن من القصاص إلا أن يسمحوا بالدية، إن كان مالاً ترد إليهم أموالهم، إلا أن يسمحوا، إن كان عرضاً كذلك تكلمت في أعراضهم، واغتبتهم تستسمحهم، وإن كان استسماحهم قد يفضي إلى شر فلا مانع من تركه، ولكن تدعو لهم وتستغفر لهم، وتذكرهم بالخير الذي تعلمه منهم في الأماكن التي ذكرتهم فيها بالسوء، ويكون هذا كفارة لهذا، وعليك البدار قبل الموت، قبل أن ينـزل بك الأجل، عليك البدار، والمسارعة، ثم الصبر والصدق، يقول الله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[6] افهم معنى وَلَمْ يُصِرُّواْ يعني لم يقيموا على المعاصي، بل تابوا وندموا وتركوا، ولم يصرّوا على ما فعلوا، وهم يعلمون، انتقل بعد ذلك – سبحانه – إلى أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ[7] هذا جزاء التائبين الذين أقلعوا ولم يصرّوا لهم الجنة، فأنت إن شاء الله منهم إذا صدقت في التوبة، والله ولي التوفيق.
[1] من برنامج نور على الدرب، الشريط رقم 59.
[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله برقم 121 بلفظ: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها".
[3] أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين، بقية حديث عمرو بن العاص، برقم 17357 بلفظ: "إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها...".
[4] سورة التوبة، الآية 31.
[5] سورة التحريم، الآية 8.
[6] سورة آل عمران، الآية 135.
[7] سورة آل عمران، الآية 136.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4259
أسأل الله ان يغفر لنا ولك وأن يتوب علينا وعليك وأن يرزقك زوجا صالحا فإنه ولي ذلك والقادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين