لقد وردت النصوص من الكتاب والسنة على حقيقة تلبس الجان بالإنسان بإجماع الأمة على دخول الجني في الإنسي وصرعه له . ولم ينكر ذلك إلا أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة . واليكم الأدلة التي تثبت دخول الجني في الإنسي من الكتاب والسنة .. قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة 275 قال ابن جرير : يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه ويصرعه ( من المس ) يعني من الجنون . وقال البغوي في تفسير هذه الآية : أي الجنون . يقال " مس الرجل " فهو ممسوس . وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له . وقال القرطبي في تفسير هذه الآية : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجان . وزعم انه من فعل الطبائع . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين ) الموجود في مجموع الفتاوى 19/ 9 / 65 ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن . وقال شيخ الإسلام بن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى مجلد 24 صفحة 276 ـ 277 ما نصه ،، وجود الجن ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمتها . كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة آهل السنة والجماعة وذكر الآية المتقدمة في سورة البقرة 275 . ومن السنة الحديث الصحيح " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " . يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد المجلد الرابع صفحة 66ـ 99 . وساق كلاما جميلا ضمنه بقوله : شاهدت شيخنا يقصد ابن تيمية يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع . وبعد سرد بعض الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني في الإنسي يتبين بطلان قول من أنكر ذلك . وهم لا دليل لهم من كتاب أو سنة أو إجماع الأمة ، فندعوهم للرجوع إلى الحق . فالحق أحق أن يتبع . والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .. والله المستعان . وأما الأسباب التي تمكن الجني من الدخول فهي كثيرة من أهمها : البعد عن الله وعدم القيام بالواجبات وارتكاب المحرمات
وعدم التحصن بالأذكار في الصباح والمساء فيجد الشيطان مدخلا سهلا وإذا تحصن قفل جميع الأبواب للدخول . ومن ذلك دخول الجان عن طريق فرح شديد أو خوف شديد ولم يكن محصنا بالأذكار وكذلك أذية الإنسان للجان مثلا : ليسكب الماء الحار دون أن يسمي أو يدخل لقضاء الحاجة فلا يسمي ويتعوذ بالله من الخبث والخبائث . أو ينزع ثيابه في منزله ولا يسمي فيشاهد ويعجب به ويدخل فيه أو عن طريق السحر وكل ذلك إذا وجد المكان مهيأ للدخول بسبب عدم التحصن بالأذكار .
وأما الفرق بين الراقي بالرقية الشرعية والمشعوذ فإن الراقي بالرقية الشرعية يقتصر على الرقي بالقرآن والأحاديث وما ثبت من مباح ليس فيه شرك . وأما المشعوذ فقد يبدأ بالقرآن ليدجل على الناس ثم يبدأ يتمتم بكلام غير معروف ويستخدم البخور وتحضير الجان وبعضهم مشعوذ بالنصب والدجل وليس ساحرا بل يضحك على الناس ويصدقونه .] انتهى
الشيخ إبراهيم بن يحيى احمد الحكمي
عضو الدعوة والإرشاد بالإدارة العامة للسجون والواعظ بسجون منطقة الرياض وإمام وخطيب جامع الخيال بالرياض .
[ نقلاً من صحيفة " عكاظ يوم السبت 11 رمضان 1423هـ الموافق 17 نوفمبر 2002 م السنة الرابعة والأربعون العدد 13230 "]
أخوكم ومحبكم في الله / سعيد بن عيد
الخميس 23 / رمضان المبارك /1423هـ .