،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب والمشرف القدير ( بو راشد ) ، أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( مما تقدم علمنا ان علماء أجازوا هذا الأمر فهل لك سلف من أهل العلم المعتبرين منعوه )
قلت وبالله التوفيق : الأصل في أمور الشرع هو أنها توقيفية ، والأصل في الأمور الحسية الاباحة ما لم يرد نص صريح صحيح بالتحريم ، وبالتالي فالمطالب بالدليل من يقول بآيات العطف وآيات الحرق ونحوه ، وإن كان من قال بمثل هذا القول لديه قول عالم معتبر عند ذلك فقد أخذ برأيه وأنا أخذت بالأصل حفاظاً مني على أن أسير في رحى الكتاب والسنة ولا أحيد عن ذلك قيد أنملة 0
هذا من ناحية ، وأما من الناحية الأخرى فقد بين في موضع آخر في هذا المنتدى المبارك بأن الأمر يتعلق بالأسلوب فتارة يستخدم تاسلوب الدعوة وآخر أسلوب الترغيب وثالث أسلوب الترهيب وهكذا ، والنية في الأصل هيّ شفاء المريض بإذن الله عز وجل 0
وحتى تتضح لكم الأمور فأنقل لكم ثلة من الفتاوى التي تبين خطورة هذا المزلق وإلى أين قد يؤدي بصاحبه :
سئل الشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله - السؤال التالي :
ما حكم قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج ؟ فقد انتشر في هذا الزمان ، فكثير من الأخوات تقسم بالله أنها لم تتزوج إلا بعد أن قرأت سورة البقرة لمدة شهر أو أربعين يوما وكذلك الاستغفار ألفا أو بعدد محدد بنية الزواج .... وأنا أخاف من البدعة ودخولي في هذا الأمر ، أرجو من فضيلتكم أن توضحوا هذا الأمر لي وما صحته ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله ،،،
الزواج أمر مقدّر مقسوم للعبد كسائر رزقه ، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، كما قال النبي :
( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، و تستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته )
( رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم " 2085 " )
فلا ينبغي القلق إذا تأخر الزواج ، لكن يشرع للفتى والفتاة أن يتخذ الأسباب لتحصيل هذا الرزق ، ومن ذلك الدعاء ، فتسأل الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح .
والاستغفار سبب من أسباب سعة الرزق ، فقد حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )
( سورة نوح - الآية 10- 12 )
والدعاء سلاح عظيم لمن أحسن استخدامه ، فادعي الله وأنت موقنة بإجابة الدعاء ، وتحري أسباب القبول ، من طيب المطعم والمشرب ، واختيار الأوقات الفاضلة ، واحذري من تعجل الإجابة ، فقد قال النبي :
( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي )
( متفق عليه - رواه البخاري " 5865 " ومسلم " 2735 " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه )
واعلمي أن الدعاء مدخر للعبد ، نافع له في جميع الأحوال ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي ( 3859 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
( مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، أَوْ يَسْتَعْجِلْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : دَعَوْتُ رَبِّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي )
( وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم " 2852 " )
وقراءة القرآن لها أثر عظيم في علاج الهم والقلق ، وجلب السعادة والطمأنينة ، وكذلك الاستغفار .
والإكثار من الطاعات بصفة عامة ، من أسباب تحصيل السعادة ، كما قال تعالى :
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
( سورة النحل - الآية 97 )
وقال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً )
( سورة الطلاق - الآية 2،3 )
فمن أكثرت من هذه الطاعات ، وحافظت على صلاتها وذكرها واستغفارها ودعائها وقراءتها للقرآن ، رجي لها التوفيق والسعادة ، وتحقيق مرادها ومطلوبها ، لكن لا يشرع التعبد بتحديد عدد معين أو زمن معين لم يرد في الشريعة ، فإن ذلك من البدع ، وهي من أسباب رد العمل وحرمان صاحبه من الأجر ، كما قال :
( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )
( رواه مسلم " 1718 )
ولم يرد في الشرع المطهر – فيما نعلم – أن قراءة سورة البقرة بخصوصها أو الاستغفار بعدد معين سبب لحصول الزواج ، وإنما طاعة الله تعالى واتباع رسوله على سبيل العموم هما سبيل السعادة وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ، ويرزقك الزوج الصالح )
ورد في " موسوعة الفتاوى " - مركز الفتوى ما نصه :
( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فإن الابتداع في الدين من أخطر الذنوب، لما يسببه من الضلال لأنه لا يغفر، وقد حذر منه النبي فقال: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. رواه الترمذي 0
وقال : وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي وصححه الألباني وبعضه في مسلم
وقال : إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة. رواه الطبراني وصححه الألباني
ومعنى الحديث كما قال ابن القيم، أنه لا يوفق ولا ييسر للتوبة ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
قرأت في أحد المواقع أن من تريد أن تتزوج فعليها بالاستغفار كل يوم 73 مرة لمدة أربعين يوما ثم الانتظار 3 أيام ويأتي الفرج إن شاء الله .. سؤالي هو : ما صحة هذا الكلام ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فليس من شك في أن ملازمة الاستغفار سبب في بلوغ الغايات وتفريج الكرب، فقد قال النبي :
( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب )
( رواه أبو داود وابن ماجه )
لكن التزام المسلم كل يوم بعدد محدد من الاستغفار وترتيب أجر بخصوصه على ذلك لم يرد له دليل في الشرع فهو بذلك داخل في ضابط البدعة الإضافية كما تقدم في الفتوى رقم : 631.
وعليه، فما ذكرت أنك قرأته في أحد المواقع غير صحيح، ويجب الابتعاد عنه.
ومن تريد أن ييسر الله لها التزويج أو ييسر الله لها طرق الخير عموما فعليها بطاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وبملازمة الاستغفار من غير إحداث طريقة في ذلك لم يأذن بها الله، ثم بالدعاء في أوقات الإجابة.
ولا مانع من أن تبحث عن زوج ممن تراه مناسبا لها من الرجال، فقد أخرج البخاري عن ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له، قال أنس رضي الله عنه :
( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه! قال: هي خير منك رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم.... وأورد حديثا آخر )
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ( وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل، وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك ) 0 انتهى.
وهذا مشروط بالسلامة من الفتنة، ولذلك فالأولى أن يتولى ذلك أحد أقاربها الذكور.
والله أعلم ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
بالنسبة لقراءة بعض من السور القرآنية في الصباح والمساء مثل سورة الفرقان وآل عمران والبقرة والرحمن في الصباح وسورة السجدة والملك والدخان والواقعة في المساء هل هذا صحيح ؟ أفيدونا جزاكم الله عنا كل الخير ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فتلاوة كتاب الله تعالى فضلها عظيم حيث يحصل القارئ على عشر حسنات بكل حرف واحد، لقوله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرم وميم حرف )
( رواه الترمذي في السنن وصححه الشيخ الألباني )
فينبغي للمسلم والمسلمة المواظبة على تلاوة القرآن في كل وقت نظراً للأجور الكثيرة المترتبة على ذلك.
لكن لا ينبغي تخصيص أوقات معينة بقراءة سور بذاتها من غير دليل شرعي يحدد ذلك، والسور التي ذكرت لم يثبت تحديد قراءتها بكونها صباحاً أو مساء باستثناء سورة الملك وسورة السجدة، فقد ثبت الترغيب في قراءتهما عند النوم خاصة.
وما سواهما من السور التي ذكرت لا ينبغي لك تحديد وقت معين لقراءتها لأن ذلك من البدع الإضافية فيه، وراجعي الأجوبة التالية أرقامها: 43323، 18178، 36354، 47609.
والله أعلم ) 0
المصدر :
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
بسم الله الرحمن الرحيم : ما صحة هذا العمل وهو قراءة سورة يس بعد صلاة الصبح، قراءة سورة النبأ بعد صلاة الظهر، قراءة سورة الفتح بعد صلاة العصر، قراءة سورة الواقعة بعد صلاة المغرب، قراءة سورة الملك بعد صلاة العشاء، ما صحته مع أن جميع أفراد عائلتي يعملونه ويسمون هذه السور بالمنجيات ويتعلمونها قبل كل شيء وكأن لسان حالهم يقول أنها تكفي من القرآن كله ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في قراءة القرآن وبيّن عظم أجر من يقرؤه ويعمل به، وقد وردت أحاديث صحيحة في فضائل بعض سور وآي القرآن مثل سورة البقرة وآل عمران والفاتحة والمعوذات وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة.... وغير ذلك.
أما السور التي ورد ذكرها في السؤال فلم يصح في تخصيص شيء منها حديث إلا سورة الملك، فقد أخرج الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر )
( صححه الألباني في السلسلة )
وحديث :
( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك )
( رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه، وحسنه الألباني )
وروى أحمد والترمذي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كان لا ينام حتى يقرأ " ألم تنزيل " وتبارك الذي بيده الملك )
( صححه الألباني )
أما سورة يس، فالأحاديث الواردة في فضائلها كثيرة ولكننا لم نقف منها على حديث صحيح فهي إما ضعيفة أو موضوعة، كحديث: من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له. رواه ابن حبان وضعفه الألباني في الجامع، وحديث: من قرأ يس في صدر النهار يستجاب دعاؤه. فرواه الدارمي بسند منقطع، وراجع الفتوى رقم: 18178.
أما الحديث الذي ورد في فضل سورة النبأ فإسناده ضعيف رواه الثعالبي في تفسيره والواحدي في الوسيط بلفظ: من قرأ سورة عم يتسألون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة. والثعالبي كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع، وكذلك صاحبه الواحدي أبعد عن السلامة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
أما الحديث الذي ورد في فضل سورة الفتح فرواه أبو الشيخ ولفظه :
( من قرأ سورة الفتح فكأنما شهد فتح مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم )
( قال العراقي في تخريج الإحياء : وهو حديث موضوع )
وأما حديث سورة الواقعة فرواه البيهقي عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً. فهو ضعيف، راجع الفتوى رقم: 13140.
واعلم أن تخصيص وقت معين لقراءة بعض السور بغير دليل صحيح من البدع المنكرة فإن العبادة مبناها على التوقيف فلا يعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )
( رواه مسلم )
قال الإمام الشاطبي في الاعتصام : ومنها -أي البدعة الإضافيه- التزام العبادة المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى.
والله أعلم ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
جزاكم الله خيراً.. لي سؤال أرجو الرد عليه إن أمي تتمنى زواجي كأي أم وقد سمِعت في إحدى القنوات الفضائية من سيدة في برنامج تليفزيوني يحل مشاكل المتصلين أن من تريد الزواج عاجلا عليها أن تقرأ سورة الرحمن والنور على كوب ماء وتغسل به وجهها كل يوم ولا أدري ما دليل هذا الكلام، لا شك أن قراءة القرآن فيها نفع كبير ولكن تحديد هذه السور وهذه الكيفية له صحة أم بدعة، عندما أتحاور أنا وأمي في هذا الموضوع تغضب مني وتقول إني أجادلها، فما رأي الدين في هذا، وبماذا أقنع أمي إن كان هذا الكلام ليس له أساس ديني؟ بارك الله فيكم.
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فلا نعلم دليلاً يدل على تخصيص سورتي الرحمن والنور بتيسير الزواج، وإثبات ذلك لا يكون إلا من طريق الشرع، والاعتقاد أن لهاتين السورتين خصوصية في تيسير النكاح بدون مستند شرعي اعتقاد باطل وبدعة منكرة.
وبهذا يعلم أن ما ذكرته الأخت السائلة من كيفية القراءة لا يعلم لها أصل، لكن دعاء الله تعالى بالزواج أو غيره بعد قراءة القرآن أمر حسن، فالتوسل بالأعمال الصالحة بين يدي الدعاء من أسباب الإجابة، وبإمكانك أن تقنعي أمك بأن الزواج بيد الله تعالى، وأنفع وسيلة لذلك هي طاعته والتعبد بأمره ونهيه، ثم إنه سبحانه وتعالى شرع وسائل كثيرة لينال بها العبد ما عنده، ومنها: كثرة الدعاء والإلحاح فيه، فهو لا يرد داعياً خائباً.
والله أعلم ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
لعلي زين العابدين : ( إلهي كيف أدعوك وأنا أنا وكيف أقطع رجائي وأنت أنت إلهي إذا لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني ، وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أسأله فيستجيب لي وإذا لم أتضرع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرع إليه فيرحمني .... إلهي كما فلقت البحار لموسى ونجيته من الغرق فصل وسلم يارب على محمد وآل محمد ونجني مما أنا فيه من الكرب .... بفرج عاجل غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين ...آمين قلها بعد صلاة ركعتين 100 مرة في الثلث الأخير . ما صحة هذا الدعاء؟ بارك الله فيكم ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فما ذكرته من صلاة ركعتين ودعاء بعدهما في وقت معين لم نقف على نسبته لعلي زين العابدين رحمة الله تعالى عليه, كما أنا لم نقف عليه منسوبا إلى غيره, ولا على ما يدل على مشروعيته, وبالتالي فالقيام بما ذكرت هو قيام بعبادة معينة على وجه مخصوص من غير دليل شرعي, وهذا داخل في ضابط البدعة الإضافية كما تقدم في الفتوى رقم:631 , فالخير كل الخير في اتباع سنته صلى الله عليه وسلم, والشر كل الشر في الابتداع في الدين, فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
( متفق عليه )
والله أعلم ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
قال لي شخص اقرأ سورة قريش وأنت تعد الطعام فهذا سنة أم بدعة ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فقد سبق أن بينا تعريف البدعة، ولك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 17613.
ومن البدع ما يعرف بالبدع الإضافية، وقد عرفها الشاطبي رحمه الله تعالى بقوله: ... ومنها: البدع الإضافية التزام الكيفيات والهيئات المعينة... ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.
وبناء على هذا يتضح أن التزام قراءة سورة قريش أثناء إعداد الطعام بدعة وليس سنة.
والله أعلم ) 0
المصدر :
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
ما هو موقف الشرع الإسلامي في المساهمة في ختم القرآن الكريم ضمن مجموعة في مناسبات -كاللأربعينية- للمتوفين والانتقال إلى محل سكني جديد وزيادة مولود جديد...بدعوة من شخص معين (صاحب المناسبة) سواء بأجر أو بدونه. وشكرا مسبقا ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن القرآن نزل ليقرأ ويتدبر ويعمل به ويحكم به في كل زمان وفي كل مكان، وتخصيص زمان أو مكان أو هيئة للقراءة لم يرد بها الشرع تعد من المحدثات. وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
( متفق عليه )
وعليه فإن الصور المذكورة في السؤال من المحدثات غير المشروعة، سواء كانت بأجر أو بدون أجر.
وراجع الفتوى رقم والفتوى 12226 رقم 4271 .
والله أعلم ) 0
سؤال لـ " مركز الفتوى " :
السلام عليكم : هناك امرأة تريد مساعدتي في تسهيل أمر ما متعلق بشخص (جلبة للزواج) وذلك بقراءة بعض الآيات القرآنية وذلك مقابل أجر ما أريد أن أعرف هل هذا العمل حرام أم حلال ، ولكم جزيل الشكر؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فاستئجار من يقرأ القرآن لغرض تسهيل الزواج عمل محدث لم يرد به كتاب ولا سنة ولا أثر، ولهذا يتعين تركه والإعراض عنه.
وننصحك بالمواظبة على الفرائض، والإكثار من النوافل، والمداومة على ذكر الله تعالى لا سيما أذكار الصباح والمساء، والطعام والشراب، والدخول والخروج، فبهذه الأعمال تستجلب الأرزاق، وتدفع الهموم، وتفرج الكروب.
وينبغي الإكثار من سؤال الله تعالى، والتضرع إليه أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة.
واعلمي أن ما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، وإلزمي الاستغفار، فإنه خير معين على تحقيق المطالب، كما قال الله تعالى :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارا ً)
( سورة نوح - الآية 10-12 )
وقال سبحانه وتعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
( سورة الطلاق - الآية 2-3 )
والله أعلم ) 0
سؤال : ما حكم قراءة سورة البقرة في قيام الليل أو أي وقت من اليوم بنية الشفاء؟ علما بأن الشيخ الدكتور الجبير أوصى أشخاصا مرضى بقراءتها في قيام الليل وشفاهم الله عز وجل بقدرته وكرمه.. وذلك في شريط أسباب منسية..
أريد قراءتها وقراءة المعوذات والفاتحة وما أتمكن من قراءته معها حتى أبتعد عن البدعة وتخصيص آيات للشفاء فهل فعلي صحيح؟؟ وناصحة قول من يحلفون ويقسمون بالله أن الله حقق لهم أمانيهم بعد التزام قراءة سورة البقرة كالزواج والوظيفة وغيرها ؟؟؟
الجواب : ( جعلَ الله سبحانه وتعالى تلاوة كتابه العظيم والعمل به شفاءً قال تبارك وتعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )
( سورة يونس - الآية 57 )
وقال سبحانه وتعالى :
( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً )
( سورة الإسراء - الآية 82 )
وقال عز وجل :
( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ )
( سورة فصلت - الآية 44 )
فدلت هذه الآيات الثلاث من كتاب الله على جواز الاستشفاء بكتاب الله تبارك وتعالى ، ومن صور الاستشفاء المشروعة الاستشفاءُ بتلاوته والعمل بما فيه .
وهذا الشفاء شفاء للأمراض الحسية والأمراض المعنوية كالشرك والنفاق ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
** لا رقية إلا منعين أو حُمَة **
( رواه البخاري (5705) ومسلم (220) وأبو داود (3884) )
وقوله للذي رقى اللديغ بسورة الفاتحة :
** وما أدراك أنها رقية **
( رواه البخاري (5736) ومسلم (2201) )
وقال صلى الله عليه وسلم :
** لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً **
( رواه مسلم (2200) وأبو داود (3886) واللفظ له ).
والقرآن كله شفاء ، وأما تخصيص آيات للشفاء فالأولى تركه ؛ إلاَّ ما ثبت به النص بعداً للابتداع وقرباً للإتباع .وفضل الله تبارك وتعالى عظيم ورحمته واسعة ، وعليكِ بسؤال الله التوفيق والشفاء ، ومن أدمن قرع الباب فيوشكُ أن يُفتحَ له ) 0
سؤال : هل قراءة سورة البقرة للدعاء بالزواج جائزة مع العلم أني لا أحدد عددا معينا للقراءة أم أن ذلك يدخل ضمن البدعة ؟؟؟
الجواب : ( بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من قراءة سورة البقرة وغيرها من السور بهذه النية وغيرها، ولا يوجد لزواج سور خاصة أو دعاء معين، لكن هناك أدعية كثيرة وردت في القرآن والسنة جامعة لخيري الدنيا والأخرة، وتشمل هذه المسألة، مثل:
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
( سورة البقرة - الآية 201 )
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر )
( أخرجه مسلم )
( اللهم أني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم )
( أخرجه ابن ماجه )
إلى غير ذلك من الأدعية المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وهي موجودة في كتب الأذكار.
وأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى :
( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )
( سورة البقرة - الآية 216 )
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، مع التضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.وأسأل الله أن يفرج كربك وكروب المسلمين أجمعين، إنه سميع مجيب.والله تعالى أعلم )
بواسطة : أ. د. أحمد الحجي الكردي،خبير في الموسوعة الفقهية
24 حزيران, 2009
أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( القراء يعتبرون حديث إنما الاعمال بالنيات دليلاً لهم لا عليهم )
قلت وبالله التوفيق : بل أرى من وجهة تظري بأن هذا الحديث يدين من يتلفظ بالنية ، وهذه فتوى أهل العلم المعتبرين حول النية وأن مكانها القلب ، ولم نسمع أحد من أهل العلم المعتبرين جوز التلفظ بالنية وخاصة في مسائل العبادة ، كأن يقول الانسان :
( نويت أن أصلي أربع ركعات أو نويت الصيام ، أو نويت الحج وهكذا )
ومعلوم بأن الرقية هي من باب الدعاء وبالتالي فالحكم والوصف ينطبث عليها ، وأعيد فأقول من قال بذلك فعليه بالدليل ولست ملزماً آن آخذ برأي عالم أجاز ذلك لأنني أبني على الأصل كما أشرت آنفاً 0
ولذلك تراني أخي الحبيب ( بو راشد ) التزم قالباً ومضموناً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لا أنكر على الغير في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وأنأى بنفسي عن الشبهات 0
وأختم فأقول :
( ما أصبت فمن الله وحده وما أخطأت فمكن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان )
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0