وهذا إثبات ما قلته :
http://www.ruqya.net/forum/showthrea...778#post271778
بسم الله الرحمن الرحيم
الكهانة لغة :
قال في القاموس المحيط :
وتَكَهَّنَ تَكَهُّناً : قَضَى له بالغَيْبِ.
وقال في الوسيط :
( كهن )
له كهانة أخبره بالغيب فهو كاهن .هــ .
أقول : والغيب غيبان مطلق وجزئي
وستجد هنا أن العلماء يعممون التعريف على الاثنين
وإليك بيان ذلك :
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 13 /190 عند حديث رقم : 3387 :
(فائدة): قال ابن الأثير في "النهاية":
"الكاهن: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما، فمنهم من كان يزعم أن له تابعاً من الجن وزئيّآ يلقي إليه الأخبار، ومنهم من يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله، أو من فعله، أو حاله، وهذا يخصّونه بالعراف، كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة ونحوهما. والحديث الذي فيه: "من أتى كاهنا... " قد يشتمل على إتيان
الكاهن، والعراف، و المنجم ".
قلت: فإذا عرفت هذا؛ فمن (الكهانة) ما كان يعرف ب (التنويم المغناطيسي)،
ثم بـ (استحضار الأرواح)، وما عليه اليوم كثير من الناس- وفيهم بعض المسلمين الطيبين- ممن اتخذوا ذلك مهنة يعتاشون منها، ألا وهو القراءة على الممسوس من الجني، ومكالمتهم إياه، وأنه يحدثهم عن سبب تلبسه بالإنسي؛ حبّاً به أو بغضاً! وقد يزعمون أنهم يسألونه عن دينه، فإذا أخبرهم بأنه مسلم؛ صدقوه في كل ما ينبئهم به! وذلك منتهى الغفلة والضلال؛ أن يصدقه وهو لا يعرفه ولا يراه، فكن حذراً منهم أيها الأخ المسلم! ولا تأتهم ولا تصدقهم " وإلا صدق فيك هذا الحديث الصحيح وما في معناه. *
وقال الخطابي ـ رحمه الله ـ :
وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم وهي على أصناف منها ما يتلقونه من الجن فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين وأرسلت عليهم الشهب فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وكانت إصابة الكهان قبل إلاسلام كثيرة جدا كما جاء في أخبار شق وسطيح ونحوهما وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد
ثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبا أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد
ثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه
رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم وكل ذلك مذموم شرعا أهــ . نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري . في باب الكهانة . .
وقال النووي في شرح مسلم :
قال القاضي رحمه الله كانت الكهانة فى العرب ثلاثة أضرب أحدها يكون للانسان ولى من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء وهذا القسم بطل من حين بعث الله نبينا صلى الله عليه و سلم الثانى أن يخبره بما يطرأ أو يكون فى أقطار الأرض وما خفى عنه مما قرب أو بعد وهذا لا يبعد وجوده ونفت المعتزلة وبعض المتكلمين هذين الضربين وأحالوهما ولااستحالة فى ذلك ولابعد فى وجوده لكنهم يصدقون ويكذبون والنهى عن تصديقهم والسماع منهم عام الثالث المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما لكن الكذب فيه أغلب ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف وهو الذى يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعى معرفتها بها وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض فى ذلك بالزجر والطرق والنجوم وأسباب معتادة وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم واتيانهم والله أعلمأهــ . باب تحريم الكهانة 14/223
وقال الحافظ في فتح الباري 7/179:
قوله : (كنت كاهنهم في الجاهلية ) الكاهن الذي يتعاطى الخبر من الأمور المغيبة وكانوا في الجاهلية كثيرا فمعظمهم كان يعتمد على تابعه من الجن وبعضهم كان يدعي معرفة ذلك بمقدمات أسباب يستدل بها على
مواقعها من كلام من يسأله وهذا الأخير يسمى العراف.أهــ
وقال في الرد المحتار 4 / 240 :
وأما الكاهن فقيل هو الساحر وقيل هو العراف الذي يحدث ويتخرص وقيل من له من الجن من يأتيه بالأخبار
وقال في الانصاف 10 / 264:
فالكاهن هو الذي له رئي من الجن يأتيه بالأخبار.
وقال في الروض المربع :
ويكفر ساحر يركب المكنسة فتسير به في الهواء، ونحوه(2) لا كاهن ومنجم، وعراف وضارب بحصى ونحوه(3) إن لم يعتقد إباحته(4) وأنه يعلم به الأمور المغيبة(5) ويعزر ويكف عنه(6).
وقال ابن القاسم في حاشيته شارحا عبارة الماتن :
(3) أي لا يكفر كاهن، وهو من له رئي من الجن، يأتيه بالأخبارأهــ .
قال من الشارقة : والماتن هنا اشترط شرطين في عدم كفر الكاهن :
أن لا يدعي علم الغيب المطلق .
وأن لا يعتقد اباحة الأخذ عن الجن في الاخبار عن الأمور المغيبة التي لا تعد من الغيب المطلق لأن ذلك من الكهانة .
و لكن بني قومنا زعموا أن الاستعانة بالجن من مقويات الايمان ، ومن الأمور المشروعة فضلا أن لا يعتقدوا بإباحة ما يفعلونه .
فكيف سيكون حكمهم عند هؤلاء العلماء ؟
ولا اقصد التكفير ولكن أنظر أخي المسلم إلى جناية هؤلاء وأي مرحلة من الضلال والجهل وصلوه
ونسأل الله العافية والسلامة .
وقالت اللجنة الدائمة في وجه تحريم ما يسمى بالتنويم المغناطيسي :
ثانيا : التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني حتى يسلطه المنوم على المنوم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعا له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم بما يطلبه منه من الأعمال أو الأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقا أو وسيلة للدلالة على مكانة سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز بل هو شرك لما تقدم ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم .أهــ . مجلة البحوث الإسلامية 30/80
وقال الشيخ ابن باز في التعليقات البازية على كتاب التوحيد :
الكاهن : هو من له صاحب من الجن يخبره بالمغيبات ،
وقال الشيخ ابن باز في فتاوى نور على الدرب :
والعراف من يدعي معرفة الأمور الغيبية عن طريق التكهن والاستعانة بالجن ، وهكذا الكاهن وهو من له رئي من الجن أي صاحب من الجن يخبره ببعض المغيبات التي يسمعها من الناس في البلدان القريبة أو البعيدة ، أو يسمعها من مسترق السمع من الشياطين من جهة السماء ، فهؤلاء لا يسألون ولا يصدقون .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى 8/105:
, والكاهن عند العرب : هو الشخص الذي له صاحب من الجن يخبره عن بعض الأشياء التي تقع , والغيب لا يعلمه إلا الله , يقول سبحانه : ** قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ** (1) لكن هؤلاء يخبرون : أن قد وقع له كذاووقع لأمه كذا , من الأشياء الواقعة التي حفظها الشياطين وأدلوا بها إليه , فالشياطين تخبر بها على الساحر , والساحر يخبر بها على المريض , فيظن المريض لجهله أن عنده علما , وأنه ينبغي أن يستطب , وأن يؤخذ بقوله .أهــ .
وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله في فتاوى نور على الدرب :
والعراف من يدعي معرفة الأمور الغيبية عن طريق التكهن والاستعانة بالجن ، وهكذا الكاهن وهو من له رئي من الجن أي صاحب من الجن يخبره ببعض المغيبات التي يسمعها من الناس في البلدان القريبة أو البعيدة ، أو يسمعها من مسترق السمع من الشياطين من جهة السماء ، فهؤلاء لا يسألون ولا يصدقون
.وقال الشيخ الألباني في كتاب التوسل :
وبهذه المناسبة فلا يفوتنا أن نذكر أن الكهانة والعرافة والتنجيم ما يزال لها تأثير كبير على كثير من الناس حتى في عصرنا هذا الذي يدعي أهله أنه عصر العلم والتفكير والتمدن والثقافة ويظنون أن الكهانة والشعوذة والسحر قد ولت أيامها وانقضى سلطانها ولكن الذي يمكن النظر ويطلع على خفايا ما يحدث هنا وهناك يعلم علم اليقين أنها ما تزال تسيطر على كثيرين ولكنها لبست لبوسا جديدا وتبدت بأشكال عصرية لا يفطن إلى حقيقتها إلا القليل وما استحضار الأرواح ومخاطبتها والاتصال بها بأنواعه المختلفة إلا شكل من أشكال هذه الكهانة الحديثة التي تضلل الناس وتفتنهم عن دينهم وتربطهم بالأوهام والأباطيل ويظنونها حقيقة وعلما ودينا والحقيقة والعلم والدين منها برءاء
وقال الشيخ الفوزان في إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد :
هذا الحديث جمع بين الاثنين: العرَّاف والكاهن، فإذا جُمع بينهما فالكاهن هو: الذي يُخبر عن المغيّبات بسبب ما تُلقيه عليه الشياطين. وأما العرّاف فهو الذي يُخبر عن المغيّبات بسبب الحَدْس والتّخمين والخطّ في الأرض، وما أشبه ذلك.
فإذا ذُكر الاثنان جميعاً صار لكل واحد معنى.
أما إذا ذُكر الكاهن وحده دخل فيه العرّاف، وإذا ذُكر العراف وحده دخل فيه الكاهن.
وقال الشيخ عبدالعزيز الراجحي في شرح الطحاوية :
كل من عنده وسائل بها يدعي معرفة المغيبات كليا أو جزئيا، فهو كاهن وعراف وساحر .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية :
المسألة الأولى: في حكم الكاهن أو العراف؟
والصحيح أنهم إذا استعانوا بالشياطين في ذلك، يعني لم يكونوا دجَّالين وإنما فعلاً يُخْبِرُونَ عن اسْتِعَانَةٍ بالشياطين فإنَّ هذا كفر، ويجب استتابتهم إنْ تابوا وإلا قُتِلُوا عند كثير من أهل العلم، على تفصيلٍ مَرَّ معنا في حكم الزنديق وأمثاله.
(المسألة الثانية: في حال السائل؟
قال ? "فقد كفر بما أنزل على محمد" وهنا الكفر هل هو كفرٌ أكبر مخرج من الملة أم كفرٌ أصغر دون كفر؟ أم يُتَوَقَّفْ فيه فلا يُقَالُ كفرٌ أكبر ولا كفرٌ أصغر لعدم الدليل على ذلك؟
ثلاثة أقوال لأهل العلم:
(من أهل العلم من المعاصرين وممن قبلهم من قال أنه كفرٌ أكبر لظاهر قوله "فقد كفر"، ويُفْتِي به عدد من مشايخنا هنا.
(ومن أهل العلم من يقول هو كفرٌ دون كفر، وهذا أظهر من حيث الدليل لأمرين:
?الأمر الأول: أنَّ النبي ? كما في رواية أحمد قال "من أتى كاهنا أو عرافا فسأله عن شيء فَصَدَّقَهْ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" فرتَّبَ عدم قبول الصلاة على السؤال والتصديق معاً ولو كان السائل الذي صَدَّقَ كافراً فإنه لا تقبل صلاة حتى يتوب دون تحديدٍ لمدةٍ معلومة.
? الأمر الثاني: أنَّ الناس يُصَدِّقُونَ العراف والكاهن لا على اعتبار أنهم يَدَّعُونَ علم الغيب وأنهم ينفُذُونَ على علم الغيب بأنفسهم؛ ولكن يقولون: هذا -يعني ربما قالوا- هذا ممن اخْتَرَقَتْهُ الشياطين.
فيكون لهم شبهة في ما يُصَدِّقُونَ به، وهذه الشبهة تمنع من أن يعتقدوا فيهم أنهم يعلمون علم الغيب مطلقاً.
وهذا يكثر في حال من يُصَدِّقْ من ينتسبون إلى الصلاح أو يظهر عليهم الوَلَايَةْ والصلاح ويُخْبِرُونَ بالمغيبات، والناس يصدقونهم على اعتبار أنهم يُحَدَّثُونَ بذلك، ولهم في ذلك -كما ذكرنا- شبهة وهذه تمنع من إخراجهم من الملة والكفر الأكبر.
ولهذا صار الصحيح هو القول بأنَّ تصديق الكاهن يعني في الخبر المُغَيَّبْ بخصوصه، يعني (من أتى فسأل فصدق) بالخبر بعينه أنَّ هذا كفر دون كفر لا يُخْرِجُ من الملة؛ لكن يجب معه التعزير البليغ والردع حتى ينتهي عمَّا سَمَّاهُ النبي ? كفراً.
( القول الثالث وهو رواية عن الإمام أحمد أنَّه يُتَوَقَّف فيه، فلا يقال هو كفر أكبر ولا أصغر لأنَّ الحديث أطلق ثم لبقاء الردع في الناس والتخويف في هذا الباب.أهــ .
والحمدلله رب العالمين .
جمعه أخوكم :
من الشارقة
غفر الله له ولوالديه .