السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:= عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما اسفل الكعبين من الازار ففي النار " رواه البخاري.
= عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " رواه مسلم.
= عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الاسبال في الازار والقميص والعمامة ، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة " صححه الالباني .
= عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي ازاري استرخاء ، فقال " ياعبد الله ارفع ازارك"فرفعته،ثم قال :" زد" فزدت ،فما زلت اتحراها بعد .فقال بعض القوم : الى اين ؟ فقال : الى انصاف الساقين ". رواه مسلم.د
من خلال دراستنا لهذه الادلة الصحيحة عن صفة طول القميص والازار والسراويل _بالنسبة للرجال_ يتضح ويتبن لنا ان اسبالها كبيرة من الكبائر ومعصية من المعاصي سواء اكان لقصد الخيلاء ام لم يكن.
وقد يحتج بعض الجهلة من الناس على جواز الاسبال من غير الخيلاء ، مستدلين بالرواية الصحيحة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة" فقال ابو بكر : يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا ان اتعاهده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك لست ممن يفعله خيلاء " .رواه البخاري .
ويقولون ان حالهم حال ابي بكر.وقد رد اهل العلم على هؤلاء بقولهم : ان الدليل صحيح وان الاستدلال غير صحيح، لان ابا بكر رضي الله عنه لم يكن يسبل ازاره عمدا متعمدا ومع ذلك كان يرفعه ، بخلاف هؤلاء الذين يرخونه عمدا ويتركونه ولا يرفعونه .فكيف يحصل التشبيه والمقارنة ؟ سبحانك اللهم ان هذا لبهتان عظيم.
وزيادة على ذلك : فان ابا بكر رضي الله عنه نال تزكية خاصة به من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن يزكي هؤلاء بعده؟؟؟؟؟؟؟؟
وخير ما ادفع به هذا الكلام الباطل ، ما اورده الامام الجليل محمد ناصر الدين الالباني في "صحيح ابي داوود" عن ابي سعيد الخذري رضي الله عنه قال : قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ازرة المسلم الى نصف الساق، ولا حرج او لا جناح فيما بينه و بين الكعبين فما كان اسفل من الكعبين فهو في النار ومن جر ازاره بطرا لم ينظر الله اليه ".فانظر الى قول النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يفرق بين الحالتين ويحرمهما على السواء.
وخير ما ادعم به كلامي ما اورده الامام الفاضل محمد بن صالح العثيمين حيث قال :
" قسم النبي صلى الله عليه وسلم طول القميص الى اربعة اقسام :
+ القسم الاول : السنة، وهو الى نصف الساق.
+ القسم الثاني: الرخصة، وهو ما نزل من نصف الساق الى الكعب .
+ القسم الثالث : كبيرة من كبائر الذنوب ، وهو ما نزل عن الكعبين ولكنه لم يكن بطرا.
+ القسم الرابع : من جر ثوبه خيلاء او بطرا وهو اشد من الذي قبله .
فصارت الاقسام اربعة : قسم هو السنة ، وقسم جائز، وقسم محرم بل من كبائر الذنوب ، لكنه دون الذي بعده ، والقسم الرابع من جره خيلاء فان الله لا ينظر اليه"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفة مع شبهة اخرى :
من الذين قالوا بجواز الاسبال من غير الخيلاء وأنه مكروه ليس إلا،استدلالهم بالقاعدة الفقهية : أن المطلق يجمل على المقيد .فيقولون أن حديث أبي هريرة مطلق يحمل على المقيد من رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما .
ودفعا لهذه الشبهة الباطلة نقول لهؤلاء : هل غفلتم أو تغافلتم أم جهلتم أو تجاهلتم القاعدة الأخرى المصادمة لهذه القاعدة : "إذا اختلف الحكم والسبب منع حمل المطلق على المقيد "
فالحكم بن الحالتين مختلف لاختلاف السبب ( فمن أسبل إزاره من غير الخيلاء عذب بالنار فقط ، وأما من أسبل للخيلاء فلا ينظر الله اليه ولا يزكيه ولا يكلمه ثم هو في النار ).
وخير دافع ورادع لهذه الشبهة حديث ابي سعيد الخذري رضي الله تعالى عنه .وهو كاف شاف واف في الرد عليها .
اسال الله عز وجل ان يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
والسلام
" مختصر الأقاويل في...حكم اسبال الإزار والسراويل "
