وصية قبل الزفاف
بـداية قبل أن أعرج على وصيتي هذه أبارك لك ولزوجك هذا الزواج الطيب المبارك وأسال الله العظيم أن ينعم عليكما بنعمة الاستقرار الأسري تحت مظلة المودة والرحمة وأن تجعلا من بيتكما مهدا تأويان إليه ينبني على المحبة والسكينه تنعمان في ظلاله الوارفة وان يكون مسار حياتكما الزوجية خالٍ من كدر ومن ملح زائد ومن منغصات تعكر صفو سعادتكما وان يرزقكما الله الذرية الصالحة ويعينكم على تنشئتهم تنشئه صالحة.
اُختي الحبيبة وصيتي هذه أبعثها إليكِ وقد بدأت ورحت أكتب أسطرها الأولى بعد أن تجاوزت عقارب ساعتي الثانية عشرة ليلاً حيث لم يكن دافعي لكتابة وصيتي هذه إلا الحب والوفاء فكتبتها لكِ بقلم المودة ولونتها بمداد الحرص ووقعتها بالحب وغلفتها بحنايا الصدر وطيرتها إليكِ تحملها طيور المحبة ترافقها مودتي ومحبتي.
أختي الحبيبة .. أعيريني سمعك وكوني معي بقلبك..
إنها وصية معونة لكِ.. لست أحاول إيجاد نظرية رياضية لكِ لتسيري عليها لأن زوجك له صفاته ومميزاته وأنت ِ أقدر على فهم نفسية زوجك والتعرف على الأشياء التي تسعده وتريحه ولكني سأُذكركِ باللوازم التي يجب أن تقدميها لصيانة حياتَكِ الأسرية لأنها بحاجة فن في التعامل لتحقيق السكن والمودة فيها.
أُختاه.. لا أُريد أن أتكلم عن وصايا اُمامة بنت حارث لاعتقادي بأنها محفورة في ذاكرتك ولكني سأُحاول بــث بعض من عطرها وأريجها لتعلمي أنكِ لباساً لزوجك كما هو لباس لكِ ,وأن تحققي المعنى العظيم لهذا اللباس في ذاتك من مؤانسة وتواصل وقرب وعطاء وتفهم وغيرها إذ ليس من فائدة في لباس لا يقي صاحبه عوارض الحر والقر .. ولست أرى من زوجة جعلت من نفسها سبباً لتكدير عيش زوجها.
أُختاه.. أملي فيكِ أن تكوني راعية في بيت زوجك الذي بناه بأظافره فأحسني تدبيره وأليني جانبك لزوجك يحبك وتواضعي له يرفعك وابسطي له وجهك يطيعك وأديري شؤونه بحكمة وعقلانية واجعلي من بيتك جنة ترفرف أطيار السعادة في كل ركن من أركانه فالزوجة العاقلة والناضجة ليست من تحتل قلب زوجها لتحظى بمحبته فقط بــل التي تحتل قلوب أهـلة وتملك مفاتيح محبتهم واحترامهم وتشعرهم أنها جزء منهم يضرها ما يضرهم ويسرها ما يسرهم لا تفشي أسرارهم ولا تطعنهم من الخلف بلسانها ولا تجعل من بيت أهلها ملاذاً وتهديداً لتذهب إليه لأتفه الأسباب.
أُختاه ..ان بنيتِ بيتك على التقوى وطاعة الله كان بيتك مبني على صخرة لا تقلعها ريح مهما كانت وان بنيتِ بيتك على غير ذلك ستكون النتيجة عكسية,فان البيت الذي يؤسس على الغرائز تهدمه الغرائز والمنزل الذي ينبني على أساس الماء يغرقه الماء والدار التي تشيد في مجرى السيل يهدمها السيل , واعلمي أن الذي يضمن سريان وجريان المودة والحب بين الزوجين هو التواصل الدافئ لان انقطاع وسائل أدوات الوصال يقود إلى حالة جفاف وقحط .
فـاجعلي من بيتك مملكة ومن زوجك ملك والحب عـطـر يسري في نواحيها ,وكوني الريحانة التي تفوح على بيتها عطر المحبة والود فالعطر هو الجاذبية والأناقة السحرية المخفية لأنوثة طاغية.
أُختاه..كوني لزوجك اماً في الحنان, وبنتاً في الطاعة ,واُختاً في الدعوة ,وحبيبة في الدار تقربي إليه بما يحب وابعدي عنه ما يكره تلقيه مبتسمة وودعيه بالدعاء ليعود إليك مشتاقا وليكن وجهك الباسم هو آخر ما ينظر إليه وهو خارج وأول ما ينظر إليه وهو داخل واستقبليه بكل الشوق.
أُختاه.. عوّدي لسانك على الكلمات الرقيقة والتعابير التي تقطر بشهد الكلام الذي يغمر النفس سكينة وبهجة, ولا تفشي له سراً فانك إن أفشيت سره لم تأمني غدره ولا تعصي له أمراً فإن عصيت أمره أوغرت صدره, واليني له جانبك يحبك ,وتواضعي له يرفعك , واجعلي الريح تمر عليكما كنسيمات لطيفة وانثري في دربه السعادة.
أُختاه..لا تثقلي عليه بكثرة الطلبات واجعليها منطقية واعلمي أن القناعة هي مفاتيح السعادة الزوجية.
أُختاه..تجمّلي وتزيني لزوجك وتذكري أن الجمال وحده لا يكفي بـل أن الجمال الحقيقي هو الجمال المصقول دائماً بالأخلاق الحميدة والثقافة الرفيعة فالسيدة الجميلة تعكس جمالها من خلال أدبها وحديثها بصوتها بهدوئها.
اخيتي.. تذكري أنكِ أنت زوجة اليوم أما غداً فأنتِ الأم الحاضنة أنتِ معهد الرجال ومنبت الأبطال وأم العظماء ومدرسة القادة الأفذاذ وأساس البناء ونواة المجتمع.
أختي الحبيبة.. إن شئتِ بعثري هذه الصفحات ارميها إذا أردت من أعلى مبنى فبالنهاية ما هي إلا أوراق ولا بد للهواء أن يعبث بها على هواه,خفيفة, لكنها ليست كباقي الأوراق.. فهي تحمل هدفاً كبيراً يمكن أن يحجب الريح والهواء.!