21- النهي عن النوم جنبا ما لم يتوضأ.
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم جُنباً عامداً عالماً بالنهي: فعند أبي داود والنسائي وابن حبان: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا جنب ولا كلب. قال النووي في المجموع: إسناده جيد والمراد بالجنب الذي يعتاد ترك الغسل ويتهاون به قاله الخطابي.
وجاء في حاشية السندي على شرح النسائي:باب:في الجنب إذا لم يتوضأ: وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخل الملائكة» حملت على ملائكة الرحمة والبركة لا الحفظة فإنهم لا يفارقون الجنب ولا غيره وحمل الجنب على من يتهاون بالغسل ويتخذ تركه عادة لا من يؤخر الاغتسال إلى حضور الصلاة وأشار المصنف بالترجمة إلى أن المراد من لم يتوضأ وبالجملة فإن النبـي صلى الله عليه وسلم كان ينام وهو جنب ويطوف على نسائه بغسل واحد ورخص في النوم بوضوء فلا بد من تخصيص في الحديث ،و غياب ملائكة الرحمة عن المكان أدعى لدخول الشياطين.
22- النهي عن حكاية أسرار الجماع
ونهى عن حكاية أسرار جماع الزوجين ووصف الحاكي بأنه شيطان: فقد روى الطبراني في الكبير عن أسماء بنت يزيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله، أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها، فلا تفعلوا؛ فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون»، قال السيوطي: حسن، وفي مسند الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: «لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم» فقلت: أي والله يا رسول الله إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون، قال: «فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون».
23- النهي عن الشقاق بين الزوجين خصوصا وبين المسلمين عموما
· ونهى وحذر من كثرة الشقاق بين الزوجين وبين أن هذا الأمر هو غاية ومراد الشيطان: ففي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال فيدنيه أو قال فيلتزمه ويقول نعم أنت».
· ونهى الشارع المؤمنين عموما عن الشقاق وأمرهم أن يقولوا التي هي أحسن: قال تعالى: )وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً( [الاسراء:53]، قال ابن كثير في التفسير: يأمر تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباد اللّه المؤمنين، أن يقولوا في مخاطبتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن، والكلمة الطيبة، فإنهم إن لم يفعلوا ذلك نزغ الشيطان بينهم، وأخرج الكلام إلى الفعال، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة، فإنه عدّو لآدم وذريته من حين امتنع من السجود لآدم، وعدواته ظاهرة بينة وفي الحديث: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله؛ التقوى ههنا»، قال حماد: وقال بيده إلى صدره.
24- النهي عن خروج الأطفال في جنح الليل
ونهى عن خروج الأطفال عند المساء وخصوصاً في بدايته: فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان جُنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأوكئوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئا، وأطفئوا مصابيحكم» رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .
وعن جابر أيضاً يرفعه: «خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشارا وخطفة» أخرجه البخاري في الأشربة 10/88، والاستئذان؛ومعنى «اكفتوا صبيانكم» أي:ضموهم إليكم، والمراد أولادكم، ذكورا وإناثا، قاله السيوطي.
25- النهي عن أن يبيت المرء وحده أو يسافر وحده
ونهى أن يبيت المرء وحده أو أن يسافر وحده بالليل لما قد يعرض له من الجن في حال الوحدة: فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.