16- النهي عن الأكل متكئا
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأكل متكئاً حيث بين أنه من الكبر الذي يتولد خلقه من الشيطان: فقال في غير ما حديث:
- «آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد».
- «أما أنا فلا آكل متكئا».
- «إنما أنا عبد: آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد».
- «لا آكل وأنا متكئ» رواه أحمد في مسنده وصحيح البخاري وأبو داود وابن ماجة عن أبي جحيفة، والاتكاء المنهي عنه هنا يحتمل:لا آكل مائلاً إلى أحد الشقين معتمداً عليه وحده أو لا آكل وأنا متمكن من القعود أو لا آكل وأنا مسند ظهري إلى شيء، قاله المناوي في فيض القدير، روى هذه الأحاديث السيوطي في الجامع الصغير.
17- النهي عن أن يجول الإنسان بيده في الطعام
ونهى صلى الله عليه وسلم عن أن يجول الإنسان بيده في الطعام وقال هكذا يأكل الشيطان: فعن جعفر بن عبد الله قال: رآني الحكم الغفاري وأنا آكل - وأنا غلام - من ههنا وههنا فقال: يا بني لا تأكل هكذا، هكذا يأكل الشيطان، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع يده في القصعة - أو في الإناء - لم تجاوز أصابعه موضع كفه. رواه الطبراني وفيه النعمان بن شبل وهو ضعيف.
18- النهي عن الاضطجاع على البطن
ونهى عن الاضطجاع على البطن فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجلاً مضطجعا على بطنه، فقال: «إن هذه ضجعة لا يحبها اللّه»" رواه الترمذي. وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه عند ابن ماجه: «إنما هي ضجعة أهل النار»،وهذا الرجل كان طخفة بن قيس وكان من أهل الصفة، وهذه قصته: روى أبو داود عن يَعِيشَ بنِ طِخْفَةَ بنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيّ قال: "كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصّفّةِ فقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «انْطَلِقُوا بِنَا إلَى بَيْتِ عَائِشَةَ»، فانْطَلَقْنَا فقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا»، فَجَاءَتْ بِجَشِيشَةٍ فأَكَلْنَا (الجشيش: ما يجش من الحب فيطبخ، والجش: طحن خفيف)، ثُمّ قال: «يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا»، فَجَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلَ الْقَطَاةِ فأَكَلْنَا (الحيس: أخلاط من تمر وسويق وأقط وسمن يجمع فيؤكل)، ثُمّ قال: «يَا عَائِشَةُ أَسْقِينَا»، فَجَاءَتْ بِعُسّ مِنَ الّلبَنِ فَشَرِبْنَا (العس:بضم العين وتشديد السين: القدح الضخم)، ثُمّ قال: «يَا عَائِشَةُ أَسْقِينَا»، فَجَاءَتْ بِقَدَحِ صَغِير فَشَرِبْنَا، ثُمّ قال: «إِنْ شِئْتُمْ نِمْتُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلَقْتُمْ إِلَى المَسْجِد»ِ. قال: فَبَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ في المَسْجِدِ مِنَ السّحَرِ عَلَى بَطْنِي إِذَا رَجُلٌ يُحَرّكُنِي بِرِجْلِهِ فقَالَ: إِنّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا الله. قال: فَنَظَرْتُ فإِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم".
والسُحر (بضم السين) هو داء الرئة ولهذا اضطجع طخفة على بطنه كما بين حين قال: فَبَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ في المَسْجِدِ مِنَ السّحَرِ عَلَى بَطْنِي، قال القاري: ولعله عليه السلام لم يتبين له عذره أو لكونه يمكن الاضطجاع على الفخذين لدفع الوجع من غير مد الرجلين، والله أعلم انتهى. وفي الحديث أن النوم على البطن لا يجوز وأنه ضجعة الشيطان.
19- النهي عن أن يجلس المرء ونصفه في الظل والنصف الآخر في الشمس
ونهى أن يجلس المرء ونصفه في الظل والنصف الآخر في الشمس: فعن أبي عياض، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضح (ضوء الشمس) والظل وقال: «مجلس الشيطان».
رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقال المنذري: إسناده جيد ٌ، قال الألباني في السلسلة الصحيحة: إسناده صحيح ورجاله ثقات وأورده برقم:3110.
وقال المناوي في قوله "مجلس الشيطان": أي هو مقعده أضاف المجلس إليه لأنه الباعث على القعود فيه، والقعود فيه إذ ذاك مضر لأن الإنسان إذا قصد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين.أ.هـ.
وقال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: وقد ذكروا في هذا معاني من أحسنها أنه لما كان الجلوس في مثل هذا الموضع فيه تشويه بالخلقة فيما يرى كان يحبه الشيطان لأن خلقته في نفسه مشوه وهذا مستقر في الأذهان. أ.هـ.
20- النهي عن التأثر بما رأى في الحُلْم فالحلم من الشيطان
أمر صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحلم وبين أنه من الشيطان بخلاف الرؤيا فإنها من الله: فقد روى البخاري عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره».