السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الزوجية أمام الفتيات !
عنوان الاستشارة حديث الزوجية أمام الفتيات !
كنت في المجلس وسأني الحديث أمام فتيات صغيرات وأخريات كبيرات لم يتزوجن ...أعمارهن فوق الثلاثين ،عن أمور زوجية مثل الكلام عن ملابس النوم وألعاب زوجية،أشرت لهن غيرن الموضوع
أخبروني أنا فتيات هذه الأيام لايجهلن هذه الأمور ،بل قد يعلمون عن أمور نحن المتزوجات لانعلمها،انت مسكينة.
انأ أعلم انا هذه الأمور الزوجية (في غرفة النوم) لايصلح ان يطلع عليها فتيات ،ثم حتى لاينكسر قلب الآتي لم يتزوجن أجيبوني بأجابة وافية لأني سوف أطبعها وأُريهم إياها.وجزاكم الله ألف خير
رد المستشار
اسم المستشار أ. عدنان بن عبد الله العفالق
أيتها الأخت الفاضلة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
أحيي فيك هذه الروح والغيرة على المجتمع وخاصة بنات جنسك.
أنا أتفق معك تماما في عدم مناسبة ذلك بل و عدم مشروعيته حسب النصوص الآتية.
[1] قال تعالى: **فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ** .
في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب .
[2] قال تعالى: **وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ... أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ** .
من الأمانة أن يحفظ المرء كلام من يحدثه حديثًا وهو يعتبره من الأسرار،فكيف ما هو من أسر الأسرار والذي لا يحدث إلا وراء الأبواب المقفلة وفي ستر عن أقرب الأقربين.
[3] مثلهما كمثل شيطان وشيطانة.
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:[ لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون].
قال: [فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون]
فهذا الحديث نهى صريح عن كشف أسرار الفراش، [4] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[[إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها]]. ولأنك ستنسخينها
وترينهن فهده كلمة للأخوات الفاضلات:
ايها الأخوات الكريمات لا ينبغي أن نتجاوز الحكم الشرعي و الله يقول في محكم التنزيل **وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً**
ثم هل تعلمن أنه لو استثيرت أحد الجالسات معكن فقامت بعمل لا يرضاه الله و لا رسوله أنكن ستكونن شريكات معها في الإثم,
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هُدَى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" رواه مسلم.
فهل قلت ذنوبكن وأصبحت الواحدة تبحث عن الإثم.
قد لا تكون النتيجة أن تقع إحداهن في الفاحشة أعاذنا الله منها جميعا و لكن حتى لو وقعت في أقل من ذلك كالبحث عن ما تتكلمون عنه في المواقع المخلة أو غير ذلك وهو خطأ فاضح.
ثم ألا تعلمن عن شيء اسمه العين كم من امرأة كانت هانئة مع زوجها فأفسدت العين حياتها فانقلبت بؤسا و نكدا فما بالكن لو أن واحدة من الحاضرات تحرك في نفسها الحسد و هي ترى نساء من عمرها و جيلها و لعلها أجمل منهن تسمع المتعة التي يتنعمن بها وهي محرومة فهل فكرتن في هذا؟
أما حجة أن الفتيات يعلمن عن كل شيء فقد يكون صحيحا إلى حد ما ولكن ليس الخبر كالمعاينة وإن لم تطلع عيونهن ولكن الوصف يكون أشد تأثيرا من الرؤية أحيانا ثم أنهن يعرفنكن عن كثب وهذا أيضا له تأثيره, وأمر آخر هل تحبين أيتها المسلمة الفاضلة أن تتصورك إحداهن وأنت في وضع خاص مع زوجك وتتصور أنها تسمعك ألا ترين أن هذا بحده مخجل ومقزز.
أيتها الفاضلات :
إني أرجوكن أن لا تعينن الشيطان على بناتنا فالإعلام وحده يكفي وما هو مبثوث في الشبكة يكفي فلا تزدن الطين بلة ولا تخرقن سفينة المجتمع بأيديكن فنحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر, وأهل الشر والكفر ودعاة التغريب يخربون صباح مساء فلا تعنهم على تحقيق ما يريدون من تخريب مجتمعنا وتشويه فطرة أبنائنا وبناتنا فأنتن تحبون الطهارة والشيطان وأعوانه يحبون الفاحشة فكونوا أنصار الله لا أنصار الشيطان وتذكروا أن المولى سبحانه يقول: **وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً**
والله يحفظكم ويرعاكم
م.ن