إخواني وأحبابي في الله أحيكم بتحية الإسلام أن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأعاد الله عليكم أعياده باليمن والبركات.
وصلى الله على النبي الإمام وعلى آله أفضل الصلوات.
أما بعد
أنا شخص في منتصف العمر وعلى درجة لا بأس بها من العلم والإيمان والتقوى ولله الحمد.
عندما قررت التوبة بعد غفلة طالت في مشارق الأرض ومغاربها وانشرح صدري بحمد الله للإسلام. بدأت أحداث غاية في الغرابة تحدث حولي بعضها كان أشبه بخوارق العادات التي ينعم بها الله على الصالحين من عباده ولا داعي للدخول في التفاصيل لاجتناب التلبيس والتضليل.
لكني كنت أحس أيضاً بتدخل اليد الشيطانية والعياذ بالله في حياتي ومحاولتها التلبيس علي في نسق تلك الأشياء.
مع العلم أني لم أمارس في حياتي سحر أو أحاول تحضير جن أو أوذي شخص جنا كان أم انس ولم أكن كثير الضلال والذنوب إلا أنني لم أكن ملتزماً بالصلاة. و لا أخفي عليكم أني عندما كنت فتى صغيراً جربت مع أصحاب لي لعبة "الويكا" وهي كانت لعبة مشهورة جربها الكثير من الناس وآذت بعضهم وهي عبارة عن ما يسمونه بتحضير الأرواح بجعلها تحرك كوب مقلوب تمرره على حروف مكتوبة. وهي لم تنجح معي.
قضيتي باختصارإخواني هي مس فريد من نوعه أعاني منه منذ ذلك الزمن (منذ التزامي قبل أربع سنوات مضت). بداء بأعراض المس المعتادة من صداع وحزن و ضيق وانقباض في الصدر ورغبة في البكاء وسخونة وبرودة في الجسم ورجفة في أعضاء الجسد خاصة عند الذكر والتسبيح وقراءة القران. مع أغراض أخرى إضافية غاية في الغرابة مثل سماع شتائم من الناس و أفكار غريبة بشأن ما اسمع أو أرى في التلفاز كأنما يخاطبني شيء من خلاله ويحول لي ما أسمع إلى شتائم مع الشعور بأن هناك شيء فيني ليس مني يدفعني دفعاً للشعور بمشاعر معينة مثل الغضب والضيق بدون سبب كافي لتلك المشاعر. أي كأنما هناك شيء معين يشاركني مشاعري وأحاسيسي وفكري ويحاول التأثير علي بعدة طرق مثل الهمس والوسوسة. هذا بالإضافة إلى الآم مفاجئة و طعنات في الصدر تتفاوت في القوة وألم في القلب ووخز مثل وخز الإبر في الأطراف وغثيان.
فكنت أحس بأن هناك شيء في جسدي وبدأت قرأه الرقية (وبالأخص آيات العذاب بعد أن أؤذن لإنذار الجن المحيط بالمنطقة وبحرص على عدم ظلم أو أذية جن آخر لكي لا أعطي الجن إن وجد سبباً في إيذائي)....لم ينفع هذا الأمر نفعاً واضحاً لي. لكن لا اخفي عليكم أني لم أداوم على الالتزام بقراءة آيات العذاب إذ أنها كانت تسبب لي كآبة شديدة جداً بحيث أني أتصور العذاب وأعيش في أجوائه.
فبدأت بعد ذلك في قرأه آية الكرسي لآلاف المرات بنية إزهاق هذا الشيء الذي في جسدي أو إخراجه مني لعلمي بكراهية الجان لأية الكرسي.
بعد فعل ذلك بدأت أرجلي تتحرك أحيانا وتنكمش القدم وتنقبض وتنبسط وترتجف في حركة لاإرادية قوية جداً وملفتة للنظر . ويوم بعد يوم كنت أقتنع بأن هناك جن في جسدي وكنت أشتم الشيطان أحيانا لكي أرى ردة فعله فتنكمش عضلات القدم بشدة وتتحرك حركة اهتزازية مزعجة جداّ. وكلما قلت كلام فيه استفزاز للجن أو قرأت القران أو هممت بطاعة معينة حدثت هذه الحركة. فتأكدت تقريبا بعد فعل هذا أن هناك جن وضايقني هذا الأمر كثيراً.
فواصلت في التركيز على آية الكرسي وقرأتها مئات المرات وفي أثناء فعل ذلك كنت أحيانا اسمع أصوات غاية في الغرابة وأشعر بزيادة النبضات والرفات في الجسد كله وخاصة منطقتي الدبر والقضيب اعزكم الله عندما أحاول الاندماج والخشوع في التسبيح و عند الصلاة.
وأعلم أن هذا صعب التصديق لكن يشهد الله الحق أنني كنت أحياناً أحس بحركة خفيفة تهز السرير أو المكان الذي أجلس فيه وأحياناً تهز الأرض من تحتي.
وذات يوم...في أثناء قرأتي لآية الكرسي بداء رأسي يتحرك ببطء حركة دائرية غير إرادية ويرسم لي أشياء في الهواء. لم أكترث به وواصلت في التسبيح وتوقف هذا الشيء.
وفي ليلة من الليالي بينما كنت مستلقياً في آلامي وأوجاعي وانقباضي وأفكر أنه لابد أن الله يحبني لذلك يحدث لي هذا بدأت قدمي التي كانت ترتجف وتتحرك. بدأت في الحراك على نحو غاية في الغرابة وببطء بداءات تكتب حروفاً في الهواء بالأصبع الكبير. وذلك كان أول تواصل واضح بيني وبين هذا الشيء إذ كان يكتب بأصبع قدمي وببطء الكلمات التالية:
يارب....يارب....يارب أنا لا أفهم.....يارب.
ولا أخفي عليكم أني لم أستغرب من هذا الشىء لأني كنت موقناً بعد حدوث ما حدث لي أن هناك جن في جسدي فلم اعر له اهتماماً أو أرد عليه.
بعد ذلك بداء يكتب لي :
إن.. الله.. يحبك..
فشكرته على ذلك.
ثبتت القدم قليلاً ثم بدأت في التحرك مرة أخرى وكتبت: إن الله يحبك.... قلت جزاك الله خيراً. ثم كتب مرة أخرى :إن الله يحبك...فتبين لي أن هذا الشيء غريب لماذا يفعل هذا ياترى هل يقصد مضايقتي؟؟...قلت له شكراً وسألته عن هويته فكتب:
الشيطان....أنت طيب ...الحمد لله انك طيب.
نمت بعد حدوث هذا....وإذا بي أستيقظ على رجفة عنيفة جداً في القدم فاستغربت وراقبت حركتها اللاإرادية وبعد قليل بداءات تكتب الكلمات التالية:
"قم ...ياخائب ..وصلي"
لم أرد.
بعد ذلك بداءات تكتب أشياء فارغة مثل:
"أنا...ملك....عذاب"
وتكتب لي شتائم وألفاظ بذيئة وكلام مستفز بشأن الأشياء التي أفكر فيها والتي تخطر على بالي.
ويشهد الله أني صبرت لكن لم ينفع هذا واستمر يكتب كلاماً غاية في الغرابة و يتلفظ بألفاظ بذيئة ويلعن الله والإسلام وتارة يكتب لي انه الله وتارة الشيطان ويكتب كلاماً كثيراً لامعنى له تارة أرد عليه وتارة أتجاهله.
واستمر هذا الحال لأسابيع يكون فيها هذا الشيء أحيانا متظاهراً بأنه مسكين ومسالم ومغلوب على أمره وأحيانا أخرى مؤذياً وشاتماً وكل ذلك بالقدم.. ولا أخفي عليكم أن كلامه الذي يكتبه كان يشبه كلام المجانين أو البله في كثير من الأحيان ..بعد ذلك أصبح يكتب ما يكتب بأصابع اليد ويحرك الرأس. .وهكذا دواليك بداء التواصل والحديث بيني وبين هذا الشيء يصبح شيء يومي وكله بالكتابة بالأطراف....لا كلام بصوت.
وقد حاولت نصحه وتتويبه وإقناعه بالخروج مني بسلام كثيراً جداً كما أنني لم أكن اشتمه نهائياً لسماعي بضرر هذا الأمر. في كل مرة كان بقتنع بكلامي ويقول لي أنني طيب ويعدني بأنه سيخرج مني وسيوقف الأذى لكنه سرعان ما يعود للأذى مرة أخرى وبدون أي سبب واضح.
وأكثر ما كان يثير دهشتي سبه المستمر لله سبحانه وتعالى والأنبياء ولي ولأهلي بعد أن يكتب لي كلاماً حسناً عني ويمدحني ويثني على تديني وتقواي ويترجاني أن أغفر له. وكان يكثر من كتابة جملة :
" أنا لا أريد أن أموت....أنا لا أريد الموت"...
وأحياناً:
"أقتلني بسرعة....إقراء علي القران....أنا أريد الموت"
طبعاً لما رأيت أنه لا أمل في هدايته أو التفاهم معه أو التعايش معه بسلام واصلت في قراءة آيات العذاب والرقية الشرعية وغالباً كان لا يتأثر ولم يكن يفعل شىء عند سماعها ولكنه كان أحيانا يقاطعتي ويشتت تفكيري وبهز أطرافي بقوة و كانت تحدث رفات في الجسم وأشياء أخرى. وأحيانا عندما كان يكثر الأذى كنت أضطر إلى أن اضرب نفسي بمسبحة طويلة أو توصيلة كهرباء أو حزام أو نحوه ضرباً مبرحاً في ظهري فكان يكثر هز جسدي ويكتب شتائم تارة وتارة يتوقف ثم يعود للأذى وطبعاً أنا أيضا كنتً أتألم من الضرب ومرة كاد أن يغشى علي اذ ضربت نفسي بيدي ضرباً شديداً.
وفي ليلة من تلك الليالي المشؤمة. قرر هذا الشيء أن ينطق على لساني. عندما كنت أحدث نفسي في أمر ما وفجأة رد على هذا الشىء بصوتي نفسه. سألته من هو, قال لي بلهجة عراقية: أنا الشيطان الأكبر. سألته الأسئلة المعتادة ماذا يريد ولماذا هو فيني أو ينطق على لساني. فكان يرد علي بصوتي ويقول لي أشياء غاية في التناقض وعدم الموضوعية و الغرابة بالضبط مثل التي كان يكتبها بالأصابع... أذكر لكم بعضاً منها بإيجاز:
1- يقول لي أني أنا الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله. وهو يريد أن يؤذيني لأنه الشيطان.
2- يقول لي أني سيدنا محمد. وأنا عدوه لأنه إبليس.
3- يقول لي" من أنت "؟؟؟ وهو يريد أن يعرف بالضبط ما هي الأشياء الغريبة التي تحدث حولي ولماذا تحذث.
4- يقول لي أنه ملك عذاب وهو يريد تعذيبي لأني ملعون.
5- يقول لي أني مجنون أو أبله. وهو جن مسلم وهو يريد أن يشفيني من الجنون.
6- يقول لي أني قتلت إبليس والدجال وقتلت الكثير من الشياطين. لذلك يؤذيني.
7- بقول أنه إبليس ويريدني أن أكون الله...لكي أحل محل الله الحالي.
8- يقول أنه ما يسميه "بشيطان الماء" وهو يريد أن يدمرني لأني كنت استفز الجن.
9- يقول لي أن عبادتي الكثيرة وتسبيحي لا ينفع معه.
10- يقول لي انه يريد أن يعمل لي تلبس كلي ويؤذي أهلي.
11- بقول لي أنه يحبني حباً شديداً جداً ويريد أن يكون صديقي.
12- يقول انه ساحر وهو يعمل لي سحر في داخل جسدي.
13- يقول أنه جاء لقتلي وحاول ذلك لكني لا أموت.
14- يقول أنه يحاول أن يفقدني عقلي.
15- يقول انه الله ويتحاور مع نفسه باعتبار انه يتكلم مع الله والله يرد عليه.
16- يقول لي أنه ملك الموت عزرائيل وهو يريد قتلي.
وغيرها من الكميات الهائلة من الأشياء الجنونية والتي لا معنى لها وكميات من الأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان المخلوطة بشيء من الحقيقة بالإضافة للأذى وقول السوء.
الآن مضت أربع سنوات منذ دخول هذا الجن جسدي لم يخلو يوم واحد من أيام تلك الأربع سنوات من ثرثرة واذى هذا الشيء على لساني في أي وقت يريده وقوله الأشياء المؤذية لي وفعله الأشياء في الجسد وتحريكه لأعضاء جسدي. ولم يحدث يوم واحد أن عمل لي تلبس أو تمكن من السيطرة على عقلي بصورة كاملة بحيث غيبني عن الوعي أو صرعني مثلاً.
فبالله عليكم إخواني ماذا يعني هذا؟؟؟ أليس من المعروف أن الجن إما أن يكون في حالة تلبس جزئي لا يتخاطب فيه مع المريض إلا نادراً ويؤثر عليه داخلياً. أو يكون في حالة تلبس كلي بحيث لا يعي المريض بوجوده؟؟؟
أم أن هذا اقتران ومطابقة كما أظن؟؟؟
وإن كان هذا الشيطان فلماذا لا تؤثر فيه سورة البقرة ولا يزول في رمضان؟؟؟
وكيف هو السبيل الأسرع للفكاك من هذا الشيء الذي لا يتأثر بالقرآن فحسب وإنما يقراء القرآن بنفسه على لساني أحياناً؟؟؟
وكيف السبيل إلى إبطال ما يسمى بالمطابقة التي تسبب لي ما لا يطاق من الآلام أحيانا كرد فعل خارج عن إرادتي يكون من ناحية الجن إن أذاه شيء؟؟
وهل هذا مايسمى بالقرين؟؟؟ أم أنه ما يسمى بخادم السحر؟؟؟ وما الفرق بينهما وبين الشيطان؟؟؟
وأحيانا يبدوا لي أن هذا الجن مسحور ...كيف أتأكد من ذلك؟؟
هناك شيء آخر غاية في الغرابة وهو صوت أنثوي خافت جذاً احياناً يكرر أفكاري وأحيانا يتحكم فيه الجن ويبدوا كأنه من خارج الجسد (لكني لا أظن انه في الحقيقة خارج الجسد) وهو يقول أحيانا شتائم وأشياء لا معنى لها تكون أحياناً موجهة لي أنا وأحيانا موجهة للجن ؟؟...هل يمكن أن يكون هذا جن آخر خارج الجسد أم انه الجن نفسه يخيل لي هذا الشىء؟؟؟
وبالنسبة لمسألة إبليس هذه... هل تعتقدون أن إبليس يطلع على قلوب الناس جميعا؟؟
مع العلم أني قد جربت العلاجات الموضعية والأغذية الطاردة للجن. ولم تفيد فائدة واضحة لكني لم أواصل فيها.
أرجو أن لا أكون أكثرت عليكم أو أطلت إخواني.
وأذكر الأخوة هنا عافاهم الله بأن بعض حالاتهم هينة ولله الحمد فعلى الأقل ليس هناك من يزاحمهم في أجسادهم وعقولهم في كل وقت وحين فمن نظر إلى بلوى الغير هانت عليه بلواه. فنسأل الله الشفاء لهم جميعاً وليتذكروا قول الله عز وجل "أن كيد الشيطان كان ضعيفاً" وليصبروا فإن ذلك من عزم الأمور وإن الله مع الصابرين. وإن كان أنبياء الله وخاصته المحبوبة من الخلق قد ابتلوا بهذه الأشياء فلما نتشائم ونحزن.
فقد قال تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الانس والجن...الاية"
وفي انتظار ردودكم وأسأل الله لكم العافية في السمع والأبصار. والبصيرة الثاقبة بنور الله عز وجل بحيث يتيسر عليكم الجواب. و الشكر الجزيل لمن يقراء و لا يرد واسأل الله خير الجزاء لكل من لم ينسانا من صالح الدعاء.