قرأت يوماً هذه الفقرة ، فتوقفت عندها ، وقد أشرق وجهي بابتسامة عريضة ، ثم كان لي تعليق سريع ، وإليك الفقرة مع قليل من التصرف :
يمامة الوادي
قرأت يوماً هذه الفقرة ، فتوقفت عندها ، وقد أشرق وجهي بابتسامة عريضة ،
ثم كان لي تعليق سريع ، وإليك الفقرة مع قليل من التصرف :
لاحظ أحد الفلاحين الانجليز أن البقر في مزرعته ، يتجمع عند سور المرعى ،
تاركة بقية الحقل ، فلما تتبع سر ذلك ،
علم أن هناك عزف موسيقي في بيت ملاصق للمزرعة ،
وأن الأبقار ترهف السمع لذلك العزف ، وتطرب له !!
فما كان منه إلا أن اشترى مذياعاً ، ووضعه في الحقل ،
فرأى أن كمية اللبن ، قد تضاعفت لدى هذه الأبقار ، فلقد كانت تطرب لما تسمع ،
ولكنه لاحظ أنها إذا سمعت محاضرة أو درساً أو حوارا ، تنام !!
فإذا انتهت المحاضرة أو الدرس أو الحوار ، وصدحت الموسيقى من جديد ،
نهضت نشطة ، وتحركت مبتهجة ، ولو أمكنها أن ترقص لفعلت !!
قرأت هذا الخبر الطريف ، فارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة ،
فلقد قفزت إلى ذهني صورة جماهير غفيرة من الناس ، هذا شأنهم تماماً بتمام ،
إذا سمعوا المحاضرة أو الدرس أو الحوار النافع ، تململوا وتأففوا ، تثاءبوا ،
وظهرت عليهم السآمة ، فإذا ظهرت مغنية تنعق وهي تتمايل ،
هبوا يتصايحون ويتراقصون ، في حالة أشبه الهستيريا …!!
بقرٌ هنا ، وبقر هناك ، لا فرق سوى الصورة !!
وأضيف سطراً :
إذا صح هذا الخبر ، وإن كنت أشك في ذلك ،
لأن لدى شعور أن من ساق هذا الخبر ، أراد أن يوصل رسالة في
أهمية الموسيقى في حياة الإنسان ،
بمعنى إذا كان أثرها كما رأينا على الحيوان ،
فلا شك أن لها أثرها الكبير على حياة الإنسان !!
ومع هذا أقول :
لو صح هذا ، فقد يكون في الخبر ما يدعو للعجب والتسبيح ،
والتأمل في بديع خلق الله سبحانه ، مما يزيدك قربا من الله ،
وأنت تدير فكرك في مثل هذه العجائب التي لا تزال تتجدد كل يوم
لكني ذهبت إلى شيء آخر ، هو الذي آلمني ومع ألمي ابتسمت ،
فقد قالوا : شر البلية ما يُضحك !!
وأيضا :
لو صح هذا الخبر ، فهل بالضرورة أن ما يثير الحيوانات ،
ويهيجها على مزيد من العطاء ، هو الذي يثير الإنسان ويهيجه على العطاء ؟!
إنك لن تجد شيئا على الإطلاق ،
يقفز بالإنسان إلى سماء السماء ، فيبقى متميزا ، حيوياً ، معطاء ،
حياً متوثبا لكل خير ، مثل قوة الإقبال على الله سبحانه ..
وإلا فلو كانت الموسيقى هي التي تدفع الإنسان إلى بوابات السعادة ،
والحيوية والابتهاج ، ومزيد العطاء ،
فإن ذلك سيكون اتهام صريح لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
تقول لي : كيف ذلك ؟ أقول لك :
لأنهما لم يدلانا على هذا الطريق الرائع الموصل إلى كل تلك الخيرات !!
بل هناك نصوص تشير إلى الحذر والتحذير من ولوج هذا الباب !!
يا الله ! ماذا تفعل الغفلة بأهلها ..!
ودمتم ودامت لكم عقولكم ..
وصرف عنكم شياطين الإنس والجن ، الذين يسعون إلى تزيين الباطل،
ليخرج في أحلى حلة ، وأجمل حلية ، يغري عامة الناس ..!
من هنا :
http://www.twbh.com/index.php/site/article/read57191