عفوا ..أنت مصدر إزعاج (2)
دخلت للمسجد كعادتي مبكرا و كنت أنتظر قدوم الأخوات الكريمات واحدة بواحدة
و بعد أن استقر بي و بهن الجلوس..
فإذا بإحداهن تمشي على استحياء ..تتخطى الرؤوس ..تستسمح من هذه و تعتذر من تلك..
حتى وصلت إلى مجلسي ..ثم مع ابتسامتها الساحرة ..قربت شفتاها من أذني و قالت لي
(أريدك في موضوع هام جدا )
لقد تخطت الرؤوس و قطعت كل تلك المسافة لتستأذنني في
اشعال البخور
و مع أن رائحة المسجد معطرة بأطيب العطور و أغلى أنواع المسك إلا أنها أصرت تتودد إلى للسماح لها بالبخور
استحيت من رد طلبها و عزز ثقتي بها أن سمحت لها بذلك شريطة أن لا تبالغ مراعاة للأذواق و لأمور أخرى سأذكرها لاحقا ..
مر يومنا بسلام ..و جاء يوم آخر كنت فيه قد تأخرت قليلا لبعض الظروف على غير عادتي
و ما إن إقتربت من جناح النساء حتى شدت بصري زوبعة دخان إنبعثت لتحجب الأفق
قلت يا إلهي المسجد يحترق
ركدت بسرعة و فتحت الباب بدهشه و رحت أتتبع مصدر الدخان
إنها نفس السيدة ..إنتهزت فرصة تأخري و أشعلت البخور بكثافة ..
تفننت في اشعاله حتى جعلت الداخل إلى الجناح لا ير من فيه إلا كالأشباح ..
لا بل أذنت لغيرها لتجريب أنواع البخور.. و النظر في أحسنها ..
يا سلام ..المسجد أصبح مخبر تجارب ..
قالت صاحبة البخور بكل بساطة : لقد أخذت منك الإذن فيما مضى
فقلت : عجبي إذن مرة واحدة بوجودي أصبح مسمار جحا
أسرعت بفتح جميع النوافذ و الأبواب ..
و لم يمض من الوقت الكثير..
حتى تقدمت إلى سيدة ممتقعة الوجه ..تمشي بصعوبة .. لا تكاد تلتقط أنفاسها..
قلت : ما بك ؟ أتشتكين من شيء؟
قالت : لا أستطيع التنفس أحس بالإختناق
المسكينة مصابة بالربو و البخور يؤثر سلبا على أمثالها من المرضى
خفت أن تسقط بين يدي و لو لا أنها ممتلئة لركدت بها خارج القاعة
أصبحت أجرها جرا حتى وصلنا بصعوبة إلى المدخل و أخذت أقرأ عليها و أمسح بيدي على صدرها حتى هدأت حالتها
أعلنتها مدوية بعدها مممنوووع استخدام البخور في المسجد
فهل إنتهى الأمر