بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله
اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل
اللهم أسألك علما نافعا و ملا صالحا و قلبا خاشعا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
( ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علم كثير بالكتاب و السنة و الفقه في الدين وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم )
مجموع الفتاوى 20 / 142
نقل عن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
( من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه )
أخرجه أبو داود بإسناد صحيح 5 / 341
قال الإمام الشوكاني ( إن إنصاف الرجل لا يتم حتى يأخذ كل فن عن أهله كائنا ما كان وأما إذا أحذ العلم عن غير أهله ورجح ما يجده من الكلام لأهل العلم في فنون ليسوا من أهلها وأعرض عن أهلها فإنه يخبط ويخلط ويأتي من الأقوال والترجيحات بما هو في أبعد درجات الإتقان وهو حقيق بذلك )
لذا نرجو كل من أراد إن يكون راق و يخدم عباد الله أن يتحلى بالعلم و المعرفة و أن لا يكون امعه
و أقول لمن سار على هذا الدرب بارك الله بك و عليك و سدد رميك وخطاك
اقرأ معي قول رسول الله عليه الصلاة والسلام
(( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً )) أبو داود انظر السلسلة الصحيحة للألباني 273
إخوتي في الله نحمد الله القائل
(( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ))
ونصلي و نسلم على رسوله القائل
(( إن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ))
إخوتي الأعزاء إن العلاج بالقرآن الكريم ظاهرة تدعو للخير و التفاؤل بلا شك
ولكن ما يثير القلق و الحزن في النفوس أن نجد الجاهل بعلمه أو الهارب من دينه و المتسكع بين الخطأ و الخطيئة يتنطح و يرفع رايته بهذا العلم فكانت له تجارة سريعة و أكلا لأموال الناس بالباطل
ومما يثير القلق و الحزن أيضا أننا أصبحنا في زمان يكثر فيه من لا يميز بين الرقية الشرعية
و الخزعبلات الشركية فكثر الدجالين و المشعوذين و الفاسدين المفسدين نسال الله السلامة
و العافية
ولعل احد أسباب ذلك غفلة الطب الحديث عن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام
(( عليكم بالشفائين القرآن والعسل )) أخرجه ابن ماجه في السنن 2 / 1142 رقم 3452 وإسناده صحيح
فقد جمع هذا القول بين الطب البشري والطب الإلهي ))