1- تلقينه الشهادة لتكون آخر كلامه
عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) رواه مسلم
التلقين هو التعليم والتفهيم ، والمراد بتلقين الميت أن يكون عنده من يذكره بالنطق بلا إله إلا الله ، والمراد بالميت هنا : المحتضر الذي نزل به الموت
وعن معاذ بن جبل –رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة )) ، ولا ينبغي إيذاء المحتضر بالإكثار عليه في التلقين ، إذا قالها ولم يتكلم بعدها بشيء
وقال النووي : ( وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه ، فيكره ذلك بقلبه ، ويتكلم بما لا يليق . قالوا : وإذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر ، فيعاد التعريض به ليكون آخر كلامه ) انتهى
ولما احتضر عبدا لله بن المبارك رحمه الله ، جعل رجل يلقنه ، قل لاإله إلا الله ، فأكثر عليه ، فقال له : لست تحسن ! وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي ، إذا لقنتني ، فقلت : لا إله إلا الله ، ثم لم أحدث كلاما بعدها ، فدعني ، فإذا أحدثت كلاما ، فلقني حتى تكون آخر كلامي - وهنا فائدة عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أولا : هل يكون التلقين بلفظ الأمر ، بمعنى أن الملقن يأمر المحتضر ، فيقول له : قل لا إله إلا الله ، أو يتلفظ بها أمامه بحيث يتذكرها إذا سمع من يقولها بجانبه ؟
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ينبغي في هذا الأمر أن ينظر إلى حال المريض ، فإن كان المريض قويا يتحمل ، أو كان كافرا فإنه يؤمر ، فيقال : قل لا إله إلا الله ، اختم حياتك بلا إله إلا الله ، وما أشبه ذلك
وإن كان مسلما ضعيفا فإنه لا يؤمر ، وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر .
ويشرع هذا التلقين ولو كان الميت كافرا ، لأنه لو قالها قبل النزع نفعه قوله ، ولو عذب ما عذب بذنوبه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر ، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ))
ومما يدل على أن الأمر بالتلقين يعم الكافر ، فعل النبي (صلى الله عليه وسلم ) مع عمه أبي طالب ، ومع الغلام اليهودي الذي كان يخدمه .
2- الدعاء عنده بالخير :
عن أم سلمه قالت قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون )
3- توجيهه نحو القبلة :
وللسلف رحمهم الله في توجه المحتضر قولان :
قال جمهور العلماء بمشروعيته ، وأنه يستحب أن يوجه عند الاحتضار .
وقال بعضهم بأنه لا يوجه ، وهو المأثور عن سعيد بن المسيب رحمه الله دل على أنه كان معروفا في زمانه ، وقد قال _عليه الصلاة والسلام – في القبلة : ( قبلتكم أحياء وأمواتا )
أما بعد نزول الموت فيوجه للقبله إجماعا وهذا التوجيه يكون على صورتين :
*الصورة الأولى : أن يرفع صدره قليلا ، وتكون رجلاه إلى جهة القبلة ، فيكون مستقبلا القبلة بصدره وبوجهه .
* الصورة الثانية : أن يكون مستقبلا القبلة كحال من ألحد في القبر ، بأن يضجع على شقه الأيمن على جهة القبلة .
وقد اختار أصحاب الأئمة وغيرهم أن يوجه على ظهره لأنه أيسر لخروج الروح ولتغميضه ـ وشد لحيته .
ملحوظة : الأمــــر فيه سعة ولله الحمد والمنة
4- قراءة يــس عند المحتضر :
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل قراءة سورة يـــس عند المحتضر ثابتة في السنة أم لا ؟
فأجاب : قراءة يــس عند المحتضر سنة عند كثير من العلماء ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( اقرأوا على موتاكم يس ) ، لكن هذا الحديث تكلم فيه بعضهم وضعفه ، فعند من صححه تكون قراءة هذه السورة سنة، وعند من ضعفه لا تكون سنة . والله أعلم .
وقيل الحكمة من قراءة يس هي اشتمالها على أحوال القيامة وأهوالها وتغير الدنيا وزوالها وكذا نعيم الجنة وعذاب الآخرة فيتذكر العبد تلك الأحوال الموجبة للثبات ، وقال أهل العلم : وفيها فائدة وهي تسهيل خروج الروح ، لأن فيها قوله تعالى : ( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِييعلمون * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ )
أما قراءتها عند الميت فهو من البدع المحدثة ولم يرد به نص .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم قراءة سورة يــس على الميت وعلى المقبرة وفي المنزل لمدة أسبوع ، ويوم ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته ، فأجاب :
فهذا العمل الذي سأل عنه السائل بدعة لا أصل له ، فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته لا في البيت ، ولا في المقابر ولا على رأس الأربعين من وفاته ، ولا في غير ذلك بهذا القصد ، بل هذه من البدع التي أحدثها الناس ، وإنما المشروع أن يقرأ عنده حين الاحتضار قبل أن يموت إذا كان محتضرا ، وإذا قرئت عنده سورة يــس فذلك حسن ، لأنه ورد فيها بعض الأحاديث
5- زيارة المحتضر من غير المسلمين :
ولا بأس في أن يحضر المسلم وفاة الكافر ليعرض الإسلام عليه رجاء أن يسلم ، لحديث أنس – رضي الله عنه – قال : ( كان غلام يهودي يخدم النبي – صلى الله عليه وسلم – فمرض ، فأتاه النبي – صلى الله عليه وسلم – يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ؟ فقال له : أطع أبا القاسم – صلى الله عليه وسلم – فــأسلم ) ، فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول : ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ، فلما مات ، قال : صلوا على صاحبكم ) . أخرجه البخاري والحاكم والبيهقي وأحمد
6- وضع قليل من الماء في فمه أو على شفتيه لأن العطش يغلب حين النزع .
يتبع في المرة القادمة علامات وأسباب حسن وسوء الخاتمة