موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2009, 09:40 AM   #1
معلومات العضو
أبا الحسن
عضو موقوف

Icon37 الولاء والبراء في الإسلام للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ( 1409هـ .)

بقلم : د \ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد‏ : ‏ فإنه بعد محبة الله ورسوله تجب محبة أولياء الله ومعاداة أعدائه‏ .
فمن أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها ويعادي أعداءها ، فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ، ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم ، وذلك من ملة إبراهيم والذين معه ، الذين أمرنا بالاقتداء بهم ، حيث يقول سبحانه وتعالى‏ : ‏

‏سورة الممتحنة الآية 4 قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .

وهو من دين محمد عليه الصلاة والسلام . قال تعالى : سورة المائدة الآية 51 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .

وهذه في تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا .

وقال في تحريم موالاة الكفار عموما :

سورة الممتحنة الآية 1 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 116)

بل لقد حرم الله على المؤمن موالاة الكفار ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسبا ، قال تعالى : سورة التوبة الآية 23 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .

وقال تعالى : سورة المجادلة الآية 22 لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .

وقد جهل كثير من الناس هذا الأصل العظيم ، حتى لقد سمعت بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى : إنهم إخواننا ، ويا لها من كلمة خطيرة .

وكما أن الله سبحانه حرم موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم ، قال تعالى : سورة المائدة الآية 55 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ سورة المائدة الآية 56 وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ .

وقال تعالى : سورة الفتح الآية 29 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ .

وقال تعالى : سورة الحجرات الآية 10 إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .

فالمؤمنون إخوة في الدين والعقيدة ، وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم ، قال تعالى : سورة الحشر الآية 10 وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .

فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 117)

أزمانهم إخوة متحابون ، يقتدي آخرهم بأولهم ، ويدعو بعضهم لبعض ، ويستغفر بعضهم لبعض .

وللولاء والبراء مظاهر تدل عليهما :

1 - فمن مظاهر موالاة الكفار :

1 - التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما ؛ لأن التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما يدل على محبة المتشبه للمتشبه به ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : سنن أبو داود اللباس (4031). من تشبه بقوم فهو منهم . فيحرم التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم من عاداتهم وعباداتهم ، سمتهم وأخلاقهم ؛ كحلق اللحى وإطالة الشوارب والرطانة بلغتهم إلا عند الحاجة ، وفي هيئة اللباس ، والأكل والشرب وغير ذلك .

2 - الإقامة في بلادهم وعدم الانتقال منها إلى بلد المسلمين لأجل الفرار بالدين ؛ لأن الهجرة بهذا المعنى ، ولهذا الغرض واجبة على المسلم ؛ لأن إقامته في بلاد الكفر تدل على موالاة الكافرين ، ومن هنا حرم الله إقامة المسلم بين الكفار إذا كان يقدر على الهجرة , قال تعالى : سورة النساء الآية 97 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا سورة النساء الآية 98 إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا سورة النساء الآية 99 فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا .

فلم يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة . وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 118)

كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم .

3 - ومن مظاهر موالاة الكفار السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس . والسفر إلى بلاد الكفار محرم إلا عند الضرورة - كالعلاج والتجارة والتعليم للتخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم - فيجوز بقدر الحاجة ، وإذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين . ويشترط كذلك لجواز هذا السفر أن يكون مظهرا لدينه معتزا بإسلامه ، مبتعدا عن مواطن الشر ؛ حذرا من دسائس الأعداء ومكائدهم ، وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام .

4 - ومن مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة ، نعوذ بالله من ذلك .

5 - ومن مظاهر موالاة الكفار الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين ، واتخاذهم بطانة ومستشارين ، قال الله تعالى : سورة آل عمران الآية 118 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ سورة آل عمران الآية 119 هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ سورة آل عمران الآية 120 إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا .

فهذه الآيات الكريمة تشرح دخائل الكفار وما يكنونه نحو المسلمين من بغض ، وما يدبرونه ضدهم من مكر وخيانة ، وما يحبونه

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 119)

من مضرة المسلمين وإيصال الأذى إليهم بكل وسيلة ، وأنهم يستغلون ثقة المسلمين بهم فيخططون للإضرار بهم والنيل منهم .

روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قلت لعمر رضي الله عنه : لي كاتب نصراني ، قال : ما لك قاتلك الله ، أما سمعت الله يقول : سورة المائدة الآية 51 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ . ألا اتخذت حنيفا؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، لي كتابته وله دينه . قال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله ، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ، ولا أدنيهم وقد أقصاهم الله .

وروى الإمام أحمد ومسلم صحيح مسلم الجهاد والسير (1817),سنن الترمذي السير (1558),سنن أبو داود الجهاد (2732),سنن ابن ماجه الجهاد (2832),مسند أحمد بن حنبل (6/149),سنن الدارمي السير (2496). أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين ، فلحقه عند الحرة ، فقال : إني أردت أن أتبعك وأصيب معك ، قال : تؤمن بالله ورسوله؟ قال : لا . قال : ارجع فلن أستعين بمشرك .

ومن هذه النصوص يتبين لنا تحريم تولية الكفار أعمال المسلمين التي يتمكنون بواسطتها من الاطلاع على أحوال المسلمين وأسرارهم ، ويكيدون لهم بإلحاق الضرر بهم ، ومن هذا ما وقع في هذا الزمان من استقدام الكفار إلى بلاد المسلمين ؛ بلاد الحرمين الشريفين ، وجعلهم عمالا وسائقين ومستخدمين ، ومربين في البيوت ، وخلطهم مع العوائل ، أو خلطهم مع المسلمين في بلادهم .

6 - ومن مظاهر موالاة الكفار التأريخ بتاريخهم ، خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي ، والذي هو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام ، والذي ابتدعوه من

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 120)

أنفسهم ، وليس هو من دين المسيح عليه السلام ، فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم . ولتجنب هذا لما أراد الصحابة رضي الله عنهم وضع تاريخ للمسلمين في عهد عمر رضي الله عنه عدلوا عن تواريخ الكفار وأرخوا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم ، والله المستعان .

7 - ومن مظاهر موالاة الكفار مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها ، أو حضور إقامتها ، وقد فسر قوله سبحانه وتعالى : سورة الفرقان الآية 72 وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ . أي : ومن صفات عباد الرحمن أنهم لا يحضرون أعياد الكفار .

8 - ومن مظاهر موالاة الكفار مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم ، دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد . قال تعالى : سورة طه الآية 131 وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى طه الآية 131 .

وليس معنى ذلك أن المسلمين لا يتخذون أسباب القوة من تعلم الصناعات ومقومات الاقتصاد المباح والأساليب العسكرية ، بل ذلك مطلوب ، قال تعالى : سورة الأنفال الآية 60 وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ .

وهذه المنافع والأسرار الكونية هي في الأصل للمسلمين ، قال تعالى : سورة الأعراف الآية 32 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 121)

وقال تعالى : سورة الجاثية الآية 13 وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ .

وقال تعالى : سورة البقرة الآية 29 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا .

فالواجب أن يكون المسلمون سباقين إلى استغلال هذه المنافع وهذه الطاقات ، ولا يستجدون الكفار في الحصول عليها ، بل يجب أن تكون لهم مصانع وتقنيات .

9 - ومن مظاهر موالاة الكفار التسمي بأسمائهم ، بحيث يسمي بعض المسلمين أبناءهم وبناتهم بأسماء أجنبية ويتركون أسماء آبائهم ، وأمهاتهم وأجدادهم وجداتهم والأسماء المعروفة في مجتمعهم . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مسند أحمد بن حنبل (4/178). خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ، وبسبب تغيير الأسماء فقد وجد جيل يحمل أسماء غريبة ، مما يسبب الانفصال بين هذا الجيل والأجيال السابقة ، ويقطع التعارف بين الأسر التي كانت تعرف بأسمائها الخاصة .

10 - من مظاهر موالاة الكفار الاستغفار لهم والترحم عليهم ، وقد حرم الله ذلك بقوله تعالى : سورة التوبة الآية 113 مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ .

لأن هذا يتضمن حبهم وتصحيح ما هم عليه .

2 - مظاهر موالاة المؤمنين :

مظاهر موالاة المؤمنين قد بينها الكتاب والسنة ومنها :

1 - الهجرة إلى بلاد المسلمين وهجر بلاد الكافرين ، والهجرة هي

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 122)

الانتقال من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .

والهجرة بهذا المعنى ولأجل هذا الغرض واجبة وباقية إلى طلوع الشمس من مغربها عند قيام الساعة ، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، فتحرم على المسلم الإقامة في بلاد الكفار ، إلا إذا كان لا يستطيع الهجرة منها . أو كان في إقامته مصلحة دينية كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام . قال تعالى : سورة النساء الآية 97 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا سورة النساء الآية 98 إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا سورة النساء الآية 99 فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا .

2 - مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم ، قال تعالى : سورة التوبة الآية 71 وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، وقال تعالى : سورة الأنفال الآية 72 وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ .

3 - التألم لألمهم والسرور بسرورهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الأدب (5665),صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2586),مسند أحمد بن حنبل (4/270). مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : صحيح البخاري الصلاة (467),صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2585),سنن الترمذي البر والصلة (1928),سنن النسائي الزكاة (2560),مسند أحمد بن حنبل (4/405). المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا . وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 123)

4 - النصح لهم ومحبة الخير لهم ، وعدم غشهم وخديعتهم ، قال صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الإيمان (13),صحيح مسلم الإيمان (45),سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2515),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5016),سنن ابن ماجه المقدمة (66),مسند أحمد بن حنبل (3/272),سنن الدارمي الرقاق (2740). لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . وقال : صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2564),مسند أحمد بن حنبل (2/277). المسلم أخو المسلم ، لا يحقره ولا يخذله ، ولا يسلمه ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه وماله وعرضه . وقال عليه الصلاة والسلام : صحيح البخاري الأدب (5719),صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2563),مسند أحمد بن حنبل (2/394),موطأ مالك الجامع (1684). لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا .

5 - احترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم ، قال تعالى : سورة الحجرات الآية 11 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ سورة الحجرات الآية 12 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ .

6 - أن يكون معهم في حال العسر واليسر والشدة والرخاء ، بخلاف أهل النفاق الذين يكونون مع المؤمنين في حالة اليسر والرخاء ، ويتخلون عنهم في حال الشدة ؛ قال تعالى : سورة النساء الآية 141 الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .

7 - زيارتهم ومحبة الالتقاء بهم والاجتماع معهم . وفي الحديث القدسي : مسند أحمد بن حنبل (5/237),موطأ مالك الجامع (1779). وجبت محبتي للمتزاورين في . وفي حديث آخر : صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2567),مسند أحمد بن حنبل (2/408). أن

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 124)

رجلا زار أخا له في الله ، فأرصد الله على مدرجته ملكا ، فسأله : أين تريد؟ قال : أزور أخا لي في الله ، قال : هل لك عليه من نعمة تربها عليه ، قال : لا ، غير أني أحببته في الله ، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه .

8 - احترام حقوقهم ، فلا يبيع على بيعهم ، ولا يسوم على سومهم ، ولا يخطب على خطبتهم ، ولا يتعرض لما سبقوا إليه من المباحات . قال صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري النكاح (4848),صحيح مسلم النكاح (1412),سنن الترمذي البيوع (1292),سنن النسائي النكاح (3243),سنن أبو داود البيوع (3436),سنن ابن ماجه التجارات (2171),مسند أحمد بن حنبل (2/42),موطأ مالك النكاح (1112),سنن الدارمي البيوع (2567). ألا لا يبع الرجل على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبته . وفي رواية : ولا يسم على سومه .

9 - الرفق بضعفائهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي البر والصلة (1920),سنن أبو داود الأدب (4943),مسند أحمد بن حنبل (2/207). ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، وقال عليه الصلاة والسلام : صحيح البخاري الجهاد والسير (2739),سنن النسائي الجهاد (3178),مسند أحمد بن حنبل (1/173). هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم . وقال تعالى : سورة الكهف الآية 28 وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .

10 - الدعاء لهم والاستغفار لهم ، قال تعالى : سورة محمد الآية 19 وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .

وقال سبحانه : سورة الحشر الآية 10 رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ .
تنبيه :

وأما قوله تعالى : سورة الممتحنة الآية 8 لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .

فمعناه أن من كف أذاه من الكفار فلم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 125)

من ديارهم فإن المسلمين يقابلون ذلك بمكافأته بالإحسان والعدل معه في التعامل الدنيوي ، ولا يحبونه بقلوبهم ؛ لأن الله قال :

سورة الممتحنة الآية 8 أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ

ولم يقل : توالونهم وتحبونهم . ونظير هذا قوله تعالى في الوالدين الكافرين :

سورة لقمان الآية 15 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ .

وقد صحيح البخاري الهبة وفضلها والتحريض عليها (2477),صحيح مسلم الزكاة (1003),سنن أبو داود الزكاة (1668),مسند أحمد بن حنبل (6/355). جاءت أم أسماء إليها تطلب صلتها وهي كافرة ، فاستأذنت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقال لها : صلي أمك . وقد قال الله تعالى : سورة المجادلة الآية 22 لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ .

فالصلة والمكافأة الدنيوية شيء ، والمودة شيء آخر ، ولأن في الصلة وحسن المعاملة ترغيبا للكافر في الإسلام ، فهما من وسائل الدعوة ، بخلاف المودة والموالاة ، فهما يدلان على إقرار الكافر على ما هو عليه ، والرضى عنه ، وذلك يسبب عدم دعوته إلى الإسلام .

وكذلك تحريم موالاة الكفار لا تعني تحريم التعامل معهم بالتجارة المباحة واستيراد البضائع والمصنوعات النافعة والاستفادة من خبراتهم ومخترعاتهم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم استأجر ابن أريقط الليثي ليدله على الطريق وهو كافر ، واستدان من بعض اليهود ، وما زال المسلمون يستوردون البضائع والمصنوعات من الكفار ، وهذا من باب الشراء منهم بالثمن وليس لهم علينا فيه فضل ومنة .
وليس هو من أسباب محبتهم وموالاتهم ؛ فإن الله أوجب محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 126)

قال الله تعالى : سورة الأنفال الآية 72 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ .

إلى قوله تعالى : سورة الأنفال الآية 73 وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ .

قال الحافظ ابن كثير : ومعنى قوله : سورة الأنفال الآية 73 إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ أي : إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس ، وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين ، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل . . انتهى . . قلت : وهذا ما حصل في هذا الزمان . والله المستعان .

أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء :

الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام :

القسم الأول : من يحب محبة خالصة لا معاداة معها ، وهم المؤمنون الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ، وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه تجب محبته أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين ، ثم زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام ، خصوصا الخلفاء الراشدين وبقية العشرة والمهاجرين والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان ، ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها ؛ كالأئمة الأربعة ، قال تعالى : سورة الحشر الآية 10 وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 127)

ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان ، وإنما يبغضهم أهل الزيغ والنفاق وأعداء الإسلام كالرافضة والخوارج ، نسأل الله العافية .

القسم الثاني : من يبغض ويعادي بغضا ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما ، وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين ، على اختلاف أجناسهم كما قال تعالى : سورة المجادلة الآية 22 لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .

وقال تعالى عائبا على بني إسرائيل :

سورة المائدة الآية 80 تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ سورة المائدة الآية 81 وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ .

القسم الثالث : من يحب من وجه ويبغض من وجه ، فيجتمع فيه المحبة والعداوة ، وهم عصاة المؤمنين ، يحبون لما فيهم من الإيمان ، ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك . ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم ، فلا يجوز السكوت على معاصيهم ، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم ، لكن لا يبغضون بغضا خالصا ويتبرأ منهم كما تقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك ، ولا يحبون ويوالون حبا وموالاة خالصين كما تقوله المرجئة ، بل يعتدل في شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهل السنة والجماعة .


(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 128)

والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ، والمرء مع من أحب يوم القيامة كما في الحديث .

وقد تغير الوضع وصار غالب موالاة الناس ومعاداتهم لأجل الدنيا ، فمن كان عنده طمع من مطامع الدنيا والوه ، وإن كان عدوا لله ولرسوله ولدين المسلمين . ومن لم يكن عنده طمع من مطامع الدنيا عادوه ولو كان وليا لله ولرسوله عند أدنى سبب وضايقوه واحتقروه . وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا) . رواه ابن جرير .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الرقاق (6137). إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب الحديث ، رواه البخاري .

وأشد الناس محاربة لله من عادى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبهم وتنقصهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي المناقب (3862),مسند أحمد بن حنبل (4/87). الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه أخرجه الترمذي وغيره .

وقد صارت معاداة الصحابة وسبهم دينا وعقيدة عند بعض الطوائف الضالة . نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه ، ونسأله العفو والعافية ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه . .
---------------------------------------------------------------------------------------
هذا ألمقال منقول من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء ( مجلة البحوث العلمية / العدد الخامس والعشرون - الإصدار : من رجب إلى شوال لسنة 1409هـ .

التعديل الأخير تم بواسطة أبا الحسن ; 11-06-2009 الساعة 04:23 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-05-2009, 10:24 PM   #2
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

جزاك الله خيراً اخي الفاضل أبي مساعدة


موضوع قيم ...أثقل الله به موازين حسناتك ..


وننتظر منك المزيد من مشاركاتك القيمة ...


ولمزيد من الفائدة اليكم رابط ...ذات صلة بالموضوع ...

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=26004


زادكم الله من فضله ونفع بكم ..
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 08:33 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com