[ ثبت شرعا وبما لا يدع مجالاً للشك أن الجن لا يدخل الإنس ولا يشاركه في جسده ولا نعرف أن الجن يداخل الإنس في جسده ولكنه يؤذيه ويمسه لقول الله عز وجل : ( كالذي يتخبطه الشيطان من المس ) ولقوله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي بال ولم يسم فأذاه الجن بأن صرعوه : لقد أذى إخوانكم الجن ببوله أما أنه لو ذكر الله لا انتفي ذلك ولا يمكن للجن أن يداخل الإنس في جسده لأن الجن جوهره النار والإنس جوهره الماء فلا يجتمع ضدان في جسد واحد ، اما انه يصاحبه للأذية فنعم وهذا الذي يطلق عليه الناس تغليبا التلبس ، وفي الحقيقة أن الجني المؤذي يلازم الإنس لآذيته وهو لا يستطيع أن يدخل جسده ولكنه يعبث بجملته العصبية . ومعلوم آن الجملة العصبية هي أن الجسد تصدر إليه الأوامر من المخ إلى المخيخ ومن ثم إلى الأعضاء . أما أعراض ملازمة الجن للإنسان فكثيرة منها : التخيلات والصداع والدوخة والرغبة في القيء وعدم الاتزان والتلفظ بألفاظ غير لائقة إضافة إلي الأرق أو النوم العميق . وبالمناسبة الذي ينطق عند القراءة ويقول انه جاء عن طريق سحر أو أرسل عن طريق فلان أو فلان ، فهذا هو القرين والقرين موضعه تحت الكتف الأيسر من الخارج ، مثل الملكين اللذين عن اليمين وعن الشمال قعيد . والقرين يلازم الإنسان لغوايته ولوسوسته ولإطغائه لقول الله تعالى : ( قال قرينه ربنا ما اطغيته ) . وإذا وجد إنسان به مثل هذه الحالات عليه بحسن اللجوء إلى الله وسؤاله وحده لا شريك له والإكثار جدا من " حسبي الله ونعم الوكيل " لان الله عز وجل يقول : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين ) . آل عمران ] انتهى .
الشيخ محمد فيصل السباعي
مدير إدارة النشر بجامعة أم القرى سابقاً والمعالج بالقرآن .
[ نقلاً من صحيفة " عكاظ يوم الأحد 12 رمضان 1423هـ الموافق 17 نوفمبر 2002 م السنة الرابعة والأربعون العدد 13231 "]
" ندعو الله له بالهداية !!! لا أعلم هل قراء أو سمع أو العكس عن رد الشيخ بن باز على الشيخ الطنطاوي رحمهم الله . وكلام أهل العلم وكبار العلماء أمثال ابن تيمية وغيرهم كثير في هذه المسألة . "
أخوكم ومحبكم في الله / سعيد بن عيد ( سعيد بن سعيد )
الأربعاء 22 / رمضان المبارك /1423هـ .