صديق ثقيل
عندما تلف بالنفس المئاسي و الهموم
و تصبح كنسر قوي على رأسها يحوم
لينزل بجناحيه و يلفها بقوة و يزرع بخفة أشواك الغموم
تبحث لك عن صديق ليدفع عنك بحلو القرب تلك السموم
فلا تجد لك من رفيق إلا ذاك الذي ينادي و يكسر عنك الوجوم
يمد يداه إليك سريعا لتجذبك و تحضنك و تسكنك قلب المنون
تريد فراقه فيؤثر قربك و ينكر بعدك و من أجلك يعد اللبان لك في شجون
يغير جلده حرصا عليك يزين وجهه ليقرب منك و يلبس أثواب أم حنون
تجده أمامك في فرحة أو غصة يأبى فراقك أينما كنت و أين تكون
فيقطع عنك برناته و حناته و مناته وجوم الدجى و فيض السكون
تحاول عبثا زرع الآمال لقطع الوصال بذاك الصديق
و لكن صديقك يموت لبعدك و يهوى لقاك في كل ضيق
يحب الوفاء و يسعى دؤوبا له دائما و من لا يحب وفاء الصديق
و لكن وفاءه يكسر جسورا و يبني أمورا كأسد جسور ليلوي الطريق
أليس وفيا لك يا صاحبي من أشعل و زادك نارا إذا إشتم رائحة للحريق
أليس كريما ذاك الرفيق إذا مدك بماء غزير و إن كنت في لج بحر غريق
أليس حنونا ذاك الحنون إذا زاد عناقا لك ليحجب عنك الهواء الطليق
أليس غيورا من غار عليك إذا لامست يافتيك عبقات نسيم الصباح الرقيق