]تعرفت فى احدى دور القران الكريم
شابة صغيرة، لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، يشع محياها الفتيّ نوراً ونضارة، وابتسامة رائعة لا تفارق شفتيها..
تحاول المشاركة في أيّ نشاط دعويّ قدر استطاعتها، لا يمكن أن تتغيّب عن الدار مهما كانت ظروفها، لم تقصّر أبداً في حفظ الجزء المقرّر رغم تقصير الأغلب ممّن أنهكت الدنيا واستنفدت قواه..
لا تسمح بأن يفوتها أيّ درس علميّ يقام في الدار، بل تجدها سبّاقة للجلوس في الصفوف الأولى هناك..
وداخل الفصل..
تطرق في خشوع لآيات الله وهي تتلى، تسبّح لله – تعالى- في مواضع عظمته – سبحانه- وتستغفره في مواضع العذاب، وتسأله بكلّ لهفة من فضله في مواضع الرجاء، فتوقظ بغمغمتها المخبتة قلوب من حولها، وتبعث في الأجواء هيبة وخشوعاً.. ودموعاً..
كلّ هذه الهمّة والوثابة والعزيمة الجبّارة.. وهي كفيفة..
يحسبها من يراها تتلمّس طريقها بخطوات وئيدة أنّها بحاجة لمن يعضدها ويعزّز ثقتها بنفسها، فإذا اقتربت منها تقزّمت نفسك أمام تلك القامة العملاقة من الحبّ والسعادة والثقة والطمأنينة..
همّة، ونشاط، وحيوية، واستغلال للوقت بشكل عجيب، وحرص على مجالس العلم وتلذّذ بها، تستفسر وتناقش وتسأل وتجيب وابتسامة رقيقة تشرق بها شفتيها، تجعل كلّ من أمامها يخجل من نفسه وصدقه وهمّته..
والله، لقد قرّرنا معاً أن نحفظ إحدى السور، فما تجاوز أكثرنا نحن المبصرات الوجهين والثلاثة، ثم انقطعنا وطوتنا عجلة المشاغل الفارغة، وهي أتمّت حفظ القرآن كاملاً في مدّة وجيزة..
من أشدّ ما لفت نظري إليها.. أنّه لا يمكن.. لا يمكن.. لا يمكن أبدا ًأن تفوتها الصلاة على النبي – صلّى الله عليه وسلّم-.. لأنّ قلبها يقظ حيّ خفّاق..
أسأل الله - عزّ وجلّ- أن يوفّقها، ويحفظها، ويثبّتها على الحقّ، ويتقبّل منّا ومنها صالح الأعمال..
اليوم أسمعك احتدام مشاعري *** وصراخ إيماني وصوت منايا
المستحيل بدا لعينيَ ممكنا *** سأري الخليقة ما رأت عينايا!
بواسطة (رسالة المراة)