ظهور ادعياء المهديه قديما وحديثا
من كتاب المهدى فى مواجهة الدجال لمنصور عبدالحكيم
ادعياء المهديه كثر ومنهم من يؤمن بالرجعه وعودة بعض الصالحين اخر الزمان الى الحياة مثل فرق الشيعة وغيرهم
وأول دعوى للرحعةظهرت كانت بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم؛ وقام بها -صلى اليهودى عبدالله بن سبأ الذى ادعى الاسلام فقال: العجب من قومٍ يزعمون أن عيسى -عليه السلام- سوف ينـزل، وينكرون خروج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ومحمد أحق بالرجوع من عيسى.
ونادى ايضا برجعة الامام على بن ابى طالب كرم الله وجه.بوصفة المهدى المنتظر اخر الزمان.
وهذه الفكرة الخيالية أراد منها هذا الرجل العَبَث بمقدس من مقدسات الإسلام، وهو عقيدة ختم النبوة، فإن الله تعالى ختم النبيين بمحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذه من العقائد القطعية عند المسلمين؛ ولهذا كفَّر المسلمون جميعًا -عوامهم وخواصهم، علماؤهم وقادتهم- كل من ادعى نبيًّا بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وحكمت المحاكم الإسلامية بأن القاديانية والبهائية فرق كافرة خارجة عن الإسلام؛ لأنهم ادعوا نبوة رجلٍ من قادتهم كميرزا غلام أحمد، أو غيره، بعد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فكفروا بذلك؛ لأنهم خالفوا قطعيًّا من قطعيات الدين.
وعبد الله بن سبأ اليهودي تحايل على هذه الفكرة، فزعم أن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- سيخرج من قبره، ولم يقل: هناك نبي آخر،.
وهذا خروج عن قواعد المسلمين، وخروج عن قانون الشريعة، وخروج على إجماع الصحابة، وإجماع السلف، وإجماع التابعين، ومن يدعي مثل هذه الأشياء هو بين أمرين:
1- إما أنه شخص فيه هوس وجنون، فهذا محله المصحَّات النفسيَّة.
2- أو أنه شخص عاقل، فينبغي أن يُقنَع، ويُفَهَّم ويُبين له، فإن أصرَّ؛ فلا بد من محاكمته، كما حاكم المسلمون الطوائف القاديانية في باكستان وغيرها، وأصدروا فيهم حكمًا واضحًا حتى لا يلتبس الأمر على الناس.
كما جاءت من عند ابن سبأ دعوى أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو المهدي، وكان يقول: لو أتيتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا أنه مات، وأنه سيعود، ويملأ الأرض عدلاً؛ كما ملئت جَوْرًا!!
ثم انتقلت دعوى المهدية بعد ذلك إلى محمد بن الحنفيَّة، الذي هو ابن علي بن أبي طالب،
وممن ادعى المهدية لمحمد بن الحنفية المختار بن أبي عبيد، والمختار كان في العراق، وكان يدعي أن الملائكة تأتيه، وقد قال ابن عمر -رضي الله عنه- لما قيل له: إن المختار يقول: إن الوحي يأتيه، قــال: (صدق، وَإِن الشَّيَاطِين لَيُوحُون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ)، ولم يجامله مع أن زوجة ابن عمر صفية بنت أبي عبيد هي أخت المختار. وهؤلاء الذين يدعون مهدية ابن الحنفية يسمَّون الكيسانيَّة.
ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن، على أبي جعفر المنصور، تلقب بالمهدي؛ طمعًا أن يكون هو الموعود به في الأحاديث، ثم هُزِم جيشه، وقُتِل سنة 145هـ، واحتُزّ رأسه وحُمل من المدينة إلى العراق، ومع ذلك انقسم أتباعه، فمنهم من آمن بأنه مات؛ فانقشعت عنه هذه الفكرة، وآخرون زعموا رجعته، وأنه -وإن ظهر لنا أنه مات- إلا أنه سيعود. وفئة ثالثة نقلت المهدية إلى غيره.
والغريب أن هذا أمر يتكرر؛ فعندما وقعت أحداث الحرم، وكان معهم من زعموه مهديًّا، فقُتل، ومع ذلك قال بعض الذين تَشبَّعوا بهذه الفكرة، وامتلأت بها نفوسهم: إنه لم يُقتَل، ولكنه هرب!!
فالإنسان يُكذِّب الحِسَّ، وما أبصره بعينه؛ لأنه تشبَّع بمعنى معين، ويصعب عليه أن يقـول: إنه أخطأ، أو إنها كانت فكرة تبيَّن له انحرافها، أو غشاوة تجلى عنه ضبابها.
فبعد محمد بن الحنفية، هناك من ينتظر محمد بن جعفر، الذي هو جعفر الصادق، وبعد أن مات محمد بن جعفر، صار هناك من ينتظر إسماعيل بن جعفر، وهم من يُسمَّون (الإسماعيلية)، وهم من فرق الباطنية، وبعد أن مات إسماعيل من غير ولد صار هناك من ينتظر محمد بن إسماعيل، وهؤلاء هم القرامطة الباطنيون.
وأشهر فرق الشيعة هم من يسمَّون: (الاثني عشرية) وهم يقولون باثني عشر إمامًا، آخرهم هو محمد بن الحسن العسكري، وهو عندهم إمام معصوم، اختفى في السرداب قبل أكثر من ألف ومئتي سنة، والواقع أن الحسن العسكري لم يُنجب، ومات عقيمًا.
أما المهدي العباسي فقد سماه أبوه أبو جعفر المنصور محمدًا؛ ولقبه بالمهدي لأنه كان يواجه مشكلة المهدي من آل البيت، فاضطر أن يواجه الحرب بمثلها، وكان يقول في مجالسه الخاصة: والله لا مهدي آل البيت مهدي، ولا ولدي أيضًا مهدي؛ لكن نحن نقاوم هذا بهذا!!
فادعى ابن أبي جعفر المنصور المهديَّة؛ كما لقبه أبوه؛ وذلك منافسة للنفس الزكية.
فالمهديون كُثُر، ، مثل: المهدي ابن تومرت، في بلاد المغرب، وهو مؤسس دولة الموحدين في المغرب.
وهناك أيضًا المهدي السوداني، وهو محمد، أو أحمد بن عبد الله، الذي قاد حركة المهدية التي لا تزال حزبًا، جماعته قائمة في السودان إلى اليوم، وكان يقول: إنه من آل البيت، ويدَّعي أنه يأتيه الوحي، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كلَّمه كفاحًا، وأخبره أنه المهدي، وتجمع حوله أناس كثيرون، وإن كان من خير في هذه الحركة المهدية، فهي أنها ساهمت في طرد الاستعمار من السودان.
وهناك مهديون لم يحالفهم الحظ، كما يقول الإمام ابن تيمية: أعرف في زماننا غير واحد من المشايخ من أهل الزهد، والتقوى، والعبادة، يظن كل منهم أنه المهدي، وربما يخاطَب أحدهم بذلك مرات في اليقظة، وإنما تخاطبهم الشياطين.
كما ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- أحدَهُم في كتاب (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) وعبر عنه بقوله: حصل له انحراف في المزاج، فادعى دعاوى عريضة من الرؤية -رؤية الله سبحانه وتعالى.
وحتى الان وادعياء المهديه يظهرون وخاصة بعد ما وصلت اليه حال الامة من الانهزام والتردى وسقوطها تحت براثن الاحتلال الامريكى الصليبى واستعجال المسلمين لظهور المهدى المهدى المنتظرباعتبار اننا نعيش اخر مراحل الزمن الاخير
ولن تنتهى تلك الظاهره الا بخروج المهدى الحقيقى المنتظر عجل الله خروجه
وصلى اللهم وسلم على ال محمد وصحبه وسلم.
كتبه / منصور عبدالحكيم