،،،،،،
بارك الله في الجميع ، فقط اود أن أوضح مسألة في غاية الهمية حتى تكون معلومة للجميع وهي أن كل إداري ومشرف يتحدث بحال لساني ولولا ذالك لما تقلد هذا المنصب الذي هو تكليف لا تشريف ، وبخصوص الأخ الحبيب والمشرف القدير ( بو راشد ) فثقتي به مطلقة 0
ولا بد أن نعلم بأن سرائر الأمور إلى الله عز وجل ، وأذكر الجميع بما ذكرته من نصيحة في خاتمة الموسوعة حيث قلت :
وأنصح كافة العلماء وطلبة العلم والدعاة الالتزام بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب ، ولا بد أن يتحلى القارئ بأدب المناظرة والمجادلة ، وأنقل كلاما بديعا تحت هذا العنوان للدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله - حول مبادئ وآداب الخلاف ، تحت عنوان ( تحاشي الخلاف والاختلاف قدر الإمكان ) وذلك بمراعاة الأمور التالية :
أولا : حسن الظن بطلبة العلم وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار0
ثانيـا : حمل ما يصدر منهم أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان 0
ثالثـا : إذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد الخير والحق لإخوانه من الاعذار ما يبقي صدره سليما ونفسه رضية 0
وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه 0
ويكفيك في هذا أن تعلم أنك خطاء وأنك إذا أخطأت فإن تستغفر لنفسك ألا تستغفر لأخيك حين يخطئ فتقول كما قال موسى مع أخيه هارون : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) 0
رابعا : اتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر وتحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة 0
خامسا : رحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الإخوان ، واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح 0
سادسا : البعد عن مسائل الشغب والفتنة :
فقد ذكر الآجري في أخلاق العلماء أن العالم إذا سئل عن مسألة ويعلم أنها من مسائل الشغب ومما يورث بين المسلمين الفتنة استعفى منها ورد السائل إلى ما هو أولى به وأرفق ويدخل في ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة وبخاصة الصغار من طلبة العلم000وينبغي للأساتذة والعلماء أن يترفعوا بطلاب العلم وبخاصة صغار طلاب العلم 0 حتى لو نقل لك تلميذك قولا لعالم من العلماء مخالفا لما قلته أو حتى مخالف لما هو راجح عندك ، عليك أن ترفق بتلميذك 000 أما أن وجدت لذلك العالم مخرجا فتنبهه وتعوده وتربيه على حسن الأدب حتى مع المخالفين ، ولهذا قالوا ويحسن من ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة 0 فيتجنب الخوض في كل ما يعلم مما لا تدركه عقول من حوله من دقائق العلم وشذوذاته 0
سابعا : الالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 000
هذا ما يمكن أن يقال في هذه البضاعة المزجاة ) ( أدب الخلاف - ص 41 - 44 ) 0
وأهمس في أذن الأخ الحبيب ( عاصم النجدي ) بآية في كتاب الله عز وجل :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
( سورة آل عمران - الآية 159 )
يقول صاحب التفسير الميسر : ( فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم, ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب, لانْصَرَفَ أصحابك من حولك, فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "أُحد", واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم, وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة, فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده, إن الله يحب المتوكلين عليه ) 0
ويقول رسول الله :
( إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه )
( حديث صحيح )
( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك )
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0