لا يوجد حكم من الاحكام السارية علينا في الحياة ، مثل اهمية حكمنا على انفسنا ،
فهذا الحكم يمس وجودنا نحن !
ولا يوجد اي عامل من تفكيرنا وتحفيزنا ، او شعورنا وسلوكنا لم يتأثر بتقييمنا لأنفسنا .
ان اول تصرف لتقدير الذات هو تأكيد لوعينا ....
اختيار التفكير والادراك ...وارسال ضوء الى العالم الخارجي ، والى ما بداخلنا
فإذا ما قصرت في بذل هذا المجهود ، فإنك بذلك تقصر في حق نفسك في معظم مستوياتها الاساسية ....
ان تقديرنا لذاتنا، هو ان نعتمد على الله، فهو الموجود دائما ،وهو الذي يحمينا ويرعانا،
ويمكن لإيماننا ان يمدنا بشعور قوي من الامان العاطفي .
ان تقديرنا لانفسنا، يعني اننا نريد التفكير باستقلال ، وان نعيش بعقلنا،
وان تكون لدينا الشجاعة للتقدير واصدار الاحكام.
ان تقديرنا لذاتنا ، يعني ان نعتمد على انفسنا ،
فقد لا يتواجد الآخرون من اجلنا،
ولكننا نحن من يتواجد الى جانب انفسنا !
ان تقديرنا لانفسنا .... لا يعني فقط ان نعرف ما نفكر فيه ،
ولكن ايضا ما نشعر به ونريده ونحتاجه ونرغبه ونخافه ونغضب منه،
وان نتقبل حقنا في تجربة تلك المشاعر ،
اما السلوك المضاد لذلك فهو الانكار والجحود والكبت ونبذ الذات .
ان تقديرنا لأنفسنا ،
هو ان نتوقف عن الشعور بأن هناك شيء لم نحصل عليه ابدا ،
فنستمر في البحث بيأس واستمرار عن التقدير والاهتمام من اشخاص غير قادرين على منحه لنا ،
ينبغي انهاء اي شيء عالق بنا منذ الطفولة بأفضل طريقة ممكنة ،
فلنحزن ،وليكن لنا منظورنا الخاص، لتحديد ما اذا كان ما حدث في طفولتنا يؤثر على ما نقوم به الآن ام لا .
ان تقديرنا لأنفسنا ........هو ان لا نبتعد عن انفسنا، ولا نفقد الثقة بالجزء الداخلي بأنفسنا ،
والذي تنتابه مشاعر مناسبة ، ويحسّ بالحقيقة ، ويستشعر الاكاذيب التي تقال لنا ! ولديه القدرة على التعامل مع مواقف الحياة .
ولا نهمل بوصلتنا الذاتية فنصدّق بما يخبرنا به الآخرون بأننا مجانين غير موثوق بنا وننظر الى الناس من حولنا ( بما فيهم) المضطربين بأنهم بخير وان الخطأ فينا ! .
ان تقديرنا لانفسنا يعني، ان نحافظ على اتجاه تقبل الذات ،
والذي يعني ان نتقبل حقيقتنا دون ظلم او تعنيف وبدون تظاهر او تبديل لحقيقتنا.
فإن الهدف من التظاهر اما خداع انفسنا او خداع الغير.
ان تقديرنا لانفسنا ،
يعني ان نعيش بصدق وان نتحدث ونتصرف بالطريقة التي تمليها علينا معتقداتنا و مشاعرنا .
ان تقديرنا لأنفسنا،
يتطلب منا تغذية وانعاش هذا الطفل الخائف والمحتاج بداخلنا والمعرّض دائما الى الجراح .
ان تقديرنا لانفسنا،
هو رفض الشعور بالذنب دون سبب ، وان نبذل قصارى جهدنا لتصحيح ما اقترفناه من ذنوب بالفعل.
ان تقديرنا لانفسنا ......يعني ان نكون ملتزمين نحو حقوقنا في الحياة ،
والتي تأتي من معرفة ان حقوقنا لا تنتمي للآخرين ، واننا لسنا مخلوقين على وجه الارض من اجل تحقيق توقعات الغير ، فهذه مسؤولية مخيفة .
ان معرفة اننا نستطيع العيش بدون شخص ما او شيء ما ، لا يعني بالضرورة اننا يجب علينا ان نعيش بدونهم ، ولكن ذلك قد يحررنا لكي نعيش بالطريقة التي تفيدنا .
ان تقديرنا لأنفسنا ،
يعني ان نتوقف عن البحث عن السعادة لدى الآخرين،
ان مصدر سعادتنا ورضائنا عن انفسنا ليس بداخل الآخرين ،
ولكنه بداخلنا نحن.
لذا فلنتوقف عن السعي وراء موافقة الآخرين وتصديقهم ،،، فنحن لسنا بحاجة لذلك .
ان تقديرنا لانفسنا ،، هو ان نحب حياتنا وامكانياتنا للتطور والاستمتاع
وان نحب اكتشاف قدراتنا الكامنة بداخلنا والتي وهبها الله لنا .
ان تقديرنا لذاتنا ....
يأتي من الاعتقاد بأن قوانا الحقيقية تأتي من احساسنا بمشاعرنا وليس من تجاهلها ،
فالقوة الحقيقية لا تأتي من التظاهر بأننا اقوياء طوال الوقت،
ولكن بإدراك نقاط ضعفنا عندما نشعر بها .
احيانا .... نضطر الى القيادة في طقس سيء
ونخاف..فنحن بالكاد نرى الضوء...
ونشعر بأننا فاقدين للبصر تماما،
ولكن لو فكرنا قليلا ..... لوجدنا اننا نستطيع تلمس النور على بعد اقدام قليلة،
وكلما اتجهنا نحوها ، يكون هناك جزء آخر منير ،
ليس مهما ان نرى على المدى البعيد ، ما دمنا قادرين على رؤية المسافة التي نحتاجها !
وهكذا فإننا لكي نستطيع مواجهة المواقف الصعبة ، يجب ان نهتم بتقديرنا لأنفسنا وثقتنا فيها.
يجب ان نمارس الانانية ولكن بطريقة نبيلة ، وبأقل ما يمكن ان تعنيه هذه الكلمة ،
وان نذهب الى ابعد مدى يمكننا رؤيته ،
وعندما نصل الى هناك ...... سوف نكون قادرين على رؤية المزيد .
اننا بحاجة الى انفسنا والالتزام من اجلها ،
كما اننا بحاجة لمنحها الولاء الذي نستطيع بكل سهولة وتفاني منحه لغيرنا،
وسوف ينبع من اعتزازنا الكبير بأنفسنا جميع تصرفات العطف والحب والخير وليس الانانية .
وعن طريق ما نمنحه لأنفسنا من تقدير وولاء ،
سوف يكبر ما نتلقاه من تقدير من الغير .