ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون.&المفتى : فضيلة الشيخ عطية صقر.&مايو 1997 المبدأ : القرآن والسنة.&سئل : ما معنى قوله تعالى :{ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ** القصص : 78 ؟ أجاب : مما يجب أن يعتقده كل مسلم أن الحساب بعد الموت حق ، وذلك لترتب الجزاء عليه ، قال تعالى {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ** الأعراف : 6 ، وقال {فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون ** الحجر: 92 ، 93 ، وهذا الحساب على مرحلتين الأولى فى القبر بعد الموت ؟ والثانية بعد البعث والعرض على الله ، وسؤال القبر بمعرفة الملكين كما هو ثابت بالقرآن والسنة ويكون عن الاعتقادات ، أما السؤال الثانى فيكون على كل شيء من واقع الكتاب المسطر فيه أعمال الإنسان ، {وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا** الإسراء : 13 ، 14.&قال العلماء : يستثنى من سؤال القبر الشهداء والصديقون والمرابطون فى سبيل اللّه والأطفال ، والحساب بعد البعث عام ، يسأل فيه الرسل عن التبليغ كما يسأل الناس عن موقفهم من الرسالة ، قال تعالى {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق ** المائدة : 116 ، وقد ورد ما يفيد ظاهره عدم سؤال النبى صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ** البقرة : 119 ، لكن المراد أنك غير مسئول عن كفرهم فما عليك إلا البلاغ ، {إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء** القصص : 156 ، كما ورد ما يفيد ظاهره أن الكافرين المجرمين لا يسألون ، كما فى قوله تعالى{ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ** لكن المراد أن المجرمين الكافرين لا يسألون عن المعاصى التى اقترفوها لأنها كثيرة ، ويكفى عنها الذنب الأكبر وهو الكفر ، فليس بعد الكفر ذنب يستحق أن يسأل عنه. لأن مصيرهم النار خالدين فيها أبدا. أو المعنى لا يكلفون يوم القيامة أن يرضوا ربهم بالإيمان لأن الآخرة ليست دار تكليف ، كما يفيده قوله تعالى{ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ** النحل : 84 ، وقوله {ولا يؤذن لهم فيعتذرون ** المرسلات : 36.&فالسؤال يوم القيامة لتقدير الجزاء ، وهو يسير على الطائعين من المؤمنين ، عسير على الكافرين والعاصين ، ويكفى أن يسأل الكافر عن كفره دون حاجة إلى التفاصيل ، فالمصير معروف قال تعالى{وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا** الفرقان : 23.&