احذروا الحسد
مما لا شك فيه أن الحسد طريق يوصل إلى فعل كل قبيح لأنه
أول ذنب عُصي الله به في السماء يعني حسد ابليس لآدم عليه السلام ، وأول ذنب عُصي الله به في
الأرض يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله .
فتأمل كيف أوصله الحسد إلى القتل , فهو يوصل صاحبه إلى
الإساءة إلى الآخرين .
قال الإمام الماوردي رحمه الله : لو لم يكن من ذم الحسد إلا أنه خلق دنيء يتوجه نحو الأكفاء
والأقارب ويختص في المخالط والمصاحب لكانت النزاهة عنه كرماً والسلامة منه مغنماً
فكيف وهو بالنفس مضر وعلى الخصم مُصر حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف من
غير نكاية في عدو ولا إضرار بمحسود .
يقول بعض الحكماء : ( يكفيك من الحاسد أنه يغتم في وقت سرورك ) .
فالحاسد يود لو أصبح أصحاب النعم محرومين ويتشفى ويتمنى لو أضحوا لا مكان لهم ومشردين ,
وهذا من دلائل الصغار وتعمق الغل في النفوس المريضة بالحسد نعوذ بالله من الشقاء ولهذا نجد أن
حاسد النعمة لا يرضيه إلا زوالها .
يقول عبد الله بن المعتز : ( الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ) .
يقول الله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)(النساء: من الآية54)
ويقول تعالى : ) وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2)
ولذلك يجب علينا أن نحذر الحسد حتى نعيش حياة مطمأنة .
الشيخ عيسى ابرهيم الدريويش