أختي الفاضلة بالنسبة لضعف الحديث فمنشؤه عند علماء الحديث
الأول: الطعن في عدالة الراوي كأن يمون كذاباو أو متهما بالكذب فهذا حديثه موضوعا
الثاني:سوء حفض الراوي وهو على اقسام فإن استوى حفظه, وخطؤه كان حديثه ضعيفا,يتقوى بضوابط عند المحدثين إن وجدت له طرق أخرى و يرتقي إلى الحسن, أو إلى الصحة حسب درجة رواة الحديث و سلامة المتن من الأخطاء, وإن زاد خطأ الراوي على صوابه ترك حديثه بالكلية
فبالنسبة للحديث الموضوع كانت له اسبابا لوجوده ذكرها اهل العلم منها
1 – الخلافات السياسية ، وقد كانت الشرارة الأولى لهذه الخلافات بعد مقتل عثمان [25]رضي الله عنه ثم انتشرت الخلافات السياسية ، وانتشر معها الكذب نُصرة لطائفة أو خليفة ونحو ذلك .
2 – الخلافات المذهبية ، فقد أدّت الخلافات المذهبية إلى وضع الأحاديث ، حتى أن رجلاً كان من أهل الأهواء ثم تاب فقال : كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا.[26]
3 – الزندقة والطعن في الإسلام ، فقد أدرك الزنادقة وأعداء الإسلام أن قوة الإسلام لا تُقاوم ، فلجئوا إلى وضع الأحاديث التي تُنفّر الناس من الإسلام ، وتُشكك المسلمين بدينهم .
4 – القصص والوعظ ، فقد كان لديهم حرصا شديدا على ترغيب الناس أو ترهيبهم ، فما يجدون من يتحرّك إلا إذا وضعوا لهم الأحاديث في ذلك .
5 – الوعظ والتذكير ، فقد وضع أحد الوضاعين – وهو ميسرة بن عبد ربه – حديثاً في فضائل سور القرآن ، ولما سُئل عن ذلك قال : رأيت الناس انصرفوا عن القرآن ، فوضعتها أرغّب الناس فيها !
6 – التكسّب وطلب المال ، فيضع الوضّاع الحديث الغريب الذي لم يسمعه الناس ، ليُعطوه من أموالهم .
حدّث جعفر الطيالسي فقال : صلى أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة ، فقام قاصّ فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لا اله إلا الله خلق الله من كلمة منها طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان- وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة - فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إليه وهما يقولان : ما سمعنا بهذا إلا الساعة ! فسكتا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطعة دراهم ثم قعد ينتظر ، فأشار إليه يحيى فجاء ، فقال يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال الكذّاب : أحمد وابن معين ! فقال : أنا يحيى وهذا أحمد ! ما سمعنا بهذا قط ، فإن كان ولا بُـدّ من الكذب فعلى غيرنا !! فقال : أنت يحيى بن معين ؟!! قال : نعم . قال : لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق !!! وما علمت إلا الساعة !! كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما ؟!! كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين !! قال : فوضع أحمد كمّه على وجهه ، وقال : دعه يقوم . فقام كالمستهزئ بهما !!
7 – العصبية للجنس والقبيلة أو اللغة والوطن ، فقد وُضِعت الأحاديث في فضل العرب ، وفي فضل بعض البلدان أو ذمّهم ، ونحو ذلك .
8 – التقرب للحكام والسلاطين ! بما يوافق أهوائهم ، كما فعل غياث بن إبراهيم النخعي الكذاب ، فقد وضع حديثاً في فضل اللعب بالحَمَام !
وذلك أنه دخل على المهدي ، وكان المهدي يُحب اللعب بالحَمَام ، فقيل لِغياث هذا حدّث أمير المؤمنين . فجاء بحديث : لا سبق إلا في نصل أو خفّ أو حافر – ثم زاد فيه – أو جناح !
فأمر له المهدي بصرّة ، فلما قام من عند المهدي قال المهدي : أشهد أن قفاك قفا كذّاب ! فلما خرج أمر المهدي بذبح الحَمَام !
9 – المصالح الشخصية أو قصد الانتقام من شخص أو فئة مُعيّنة ، فقد جاء ابنٌ لسعد بن طريف الإسكاف يبكي ، فسأله عن سبب بكاءه ، فقال : ضربني المعلّم . فقال سعد : أما والله لأخزينهم ! ثم وضع حديثا قال فيه : معلموا صبيانكم شراركم ...
10 – قصد الشهرة ، والتميّز على الأقران ، وهذا ما يفعله الذين يُريدون أن يُذكروا بعلوّ الإسناد ، أو كثرة الشيوخ ونحو ذلك ، فيُركّبون بعض الأحاديث ويضعونها لأجل ذلك .وانظري إلى هذا الرابط بالتفصيل http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2311 ومع هذا فالعلماء كانوا على بالغ اهتمام كبير بهذه الأحاديث المكذوبة, ونقيت من الأحاديث الصحيحة, وأفردت في كتب خاصة سميت بالموضوعات مثل
1 - تذكرة الموضوعات: لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، توفي سنة 507
2 – الموضوعات من الأحاديث المرفوعات : ويقال له "الأباطيل" لأبي عبد الله الحسين ابن إبراهيم الجورقاني المتوفى سنة 543
3 – الموضوعات لابن الجوزي
4- الأحاديث الموضوعة التي يرويها العامة والقصاص: وهي رسالة لعبد السلام بن عبد الله.. ابن تيميه، جد شيخ الإسلام توفي سنة 652ﻫ.
5- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة, وغيرها من كتب الموضوعات
اما بالنسبة للأحاديث الضعيفة فهي من الرواة الذين ساء حفظهم فخلطوا في بعض الأحاديث, وانتشرت في كتب الفقه, والتفسير, والأصول, والتزكية وغيرها لكن علماء الحديث كذلك بينوا زيفها, ونقدوها نقدا إما بجمعها في مكان واحد كما فعل الإمام الدارقطني في سننه فكثير من العلماء الذين انتقدوا الدارقطني في سننه بأنه مشحون بالأحاديث الضعيفة فنقدهم ليس جيدا لأن الدارقطني ألف هذه السنن ليجمع الأحاديث الضعيفة الضعيفة التي استدل بها الفقهاء في كتبهم, أو يكون نقد العلماء لها عن طريق تخريج أحاديث هذه الكتب الفقهية لأن الفقهاء خاصة في الأعصار المتأخرة بعد عصر السلف كانوا فقهاء قليلوا البضاعة في الحديث وأضرب على سبيل المثال
1- التلخيص الحبير تخريج أحاديث الرافعي الكبير في الفقه الشافعي لابن حجر العسقلاني
2- البدر المنير تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن الملقن
3- المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأحاديث والآثار للعراقي
4- تخريج أحاديث الكشاف للزمخشري وهو لابن حجر العسقلاني
5- نصب الراوية تخريج احاديث الهداية لجمال الدين الزيلعي فقه حنفي
6- إرواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل للألباني ففي هذه الموسوعات يحصل الباحث الأحاديث مخرجة مع تبيين درجتها صحيح أو حسن أو ضعيف أو موضوع
علاوة على ذلك فقد اتبه أئمة الحديث لأحاديث الثقات المجمه على ثقتهم إذا أخطأوا أحيانا في رواية الحديث وهذا يصعب اكتشافه غلا لائمة الحديث ومن تبحر في هذا الفن الشريف وهو ما تسمى بكتب العلل لأن حديث الثقة صحيح لكن إذا كتشف فيه الخطأيغدوا سقيما معلولا من قسيم المعلول الضعيف أرجو أن يكون جوابي واضحا و مفهوا وعليك الاطلاع على هذه الروابط للزيادة إن أردت
http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2311
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=3573
http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=710
[/quote]