موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر الفقه الإسلامي

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 28-09-2025, 05:09 PM   #1
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي تحريم التشبه باليهود والنصارى والمشركين

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

جاء التشريع بتحريم تشبه المسلمين بالكفار ، سواء في عباداتهم أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم .
وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية ، خرج عنها اليوم - مع الأسف - كثير من المسلمين ، جهلاً بدينهم ، أو اتباعاً لأهوائهم ، أو انجرافاً مع العادات والتقاليد المخالفة للشرع.
ومن العجيب أن هذا الأصل ـ الذي يجهله كثير من المسلمين اليوم ـ قد عرفه اليهود الذين كانوا في المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يخالفهم في كل شؤونهم الخاصة بهم .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ فِيهِمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهَا ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ).. إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ ، فَقَالُوا : مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ ) رواه مسلم (302) .
وأدلة هذه القاعدة كثيرة في الكتاب والسنة .
أما أدلة القرآن الكريم ، فمنها :
1. قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ . وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ . ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) الجاثية/16-18 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"أخبر سبحانه أنه أنعم على بني إسرائيل بنعم الدين والدنيا ، وأنهم اختلفوا بعد مجيء العلم بغياً من بعضهم على بعض ، ثم جعل محمداً صلى الله عليه وسلم على شريعة من الأمر ، شرعها له ، وأمره باتباعها ، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون ، وقد دخل في ( الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) كل من خالف شريعته ، و( أهواؤهم ) هي ما يهوونه ، وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك فهم يهوونه ، وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه ، ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ، ويسرون به ، ويودون أن لو بذلوا مالاً عظيماً ليحصل ذلك" انتهى .
ومثل هذه الآية في الاستدلال ، قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ . وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ) الرعد/36 ، 37 .
فمتابعتهم والتشبه بهم فيما يختصون به هو من اتباع أهوائهم .
2. قول الله تعالى : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) الحديد/16 .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" فقوله : (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب) نهي مطلق عن مشابهتهم ، وهو خاص أيضاً في النهي عن مشابهتهم في قسوة قلوبهم ، وقسوة القلوب من ثمرات المعاصي" انتهى .
وقال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية (4/396) : "ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية " انتهى .
3. قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) البقرة/104 .
قال ابن كثير رحمه الله (1/197) : " نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم ، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص ، عليهم لعائن الله ، فإذا أرادوا أن يقولوا : اسمع لنا قالوا : راعنا ، ويورون بالرعونة ، كما قال تعالى : ( مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) النساء/46 .
وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون : ( السام عليكم ) والسام هو الموت ، ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بـ ( وعليكم ) وإنما يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم علينا ، والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولاً وفعلاً " انتهى .
فهذه الآيات ـ وغيرها مما لم نذكره ـ تبين أن ترك التشبه بالكفار في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم من المقاصد والغايات التي جاء بها القرآن الكريم .
وأما أدلة السنة على هذه القاعدة ، فهي كثيرة جداً ، منها :
1. عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود (4031) .
وصحح إسناده العراقي في تخريج الإحياء (1/342) ، وحسنه الحافظ في الفتح (10/222) ، والألباني في كتاب "حجاب المرأة المسلمة" (ص203) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم ، كما في قوله : ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) .
فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك ، وقد يحمل على أنه صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه ، فإن كان كفراً أو معصية أو شعاراً للكفر أو للمعصية كان حكمه كذلك .
وبكل حال ، فهو يقتضي تحريم التشبه بهم بعلة كونه تشبهاً [ أي : تحريم التشبه بهم من أجل أنه تشبه ، لا لسبب آخر ] " انتهى .
2. روى أبو داود (652) عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْيَهُودَ ، فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وهذا يدل على أن مخالفة اليهود أمر مقصود في الشرع .
3. عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا ) رواه مسلم (2077) .
فعلَّل الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن لبس هذه الثياب بأنها من لباس الكفار .
4. عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ ، وَأَوْفُوا اللِّحَى ) رواه مسلم (259) .
فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة المشركين أمراً مطلقاً ، ثم ذكر من ذلك : قص الشوارب ، وإعفاء اللحي .
5. عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ ) رواه البخاري (3462) ومسلم (2103) .
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( غَيِّرُوا الشَّيْبَ ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى ) رواه أحمد (7492) ، وقال الألباني في "حجاب المرأة المسلمة (ص189) : " إسناده حسن " انتهى .
وهذا الحديث أدل على الأمر بمخالفتهم ، والنهي عن مشابهتهم ؛ لأن بياض الشيب ليس من فعلنا ، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم إبقاءه وعدم تغييره من التشبه باليهود والنصارى ، وقد نهى عن ذلك ، فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى .
6. عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ : ( اهْتَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلَاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا ، فَقِيلَ لَهُ : انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَاةِ فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ ، قَالَ : فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ (يعني : البوق) ، فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ ، وَقَالَ : هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ ، قَالَ : فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ ، فَقَالَ : هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأُرِيَ الْأَذَانَ فِي مَنَامِهِ ) رواه أبو داود (498) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فعَّلل النبي صلى الله عليه وسلم كراهته للبوق بأنه من أمر اليهود ، وكراهته للناقوس بأنه من أمر النصارى ، وهذا يقتضي نهيه عما هو من أمر اليهود والنصارى .
7. عن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه قال : ( قلت : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، وَأَجْهَلُهُ ، أَخْبِرْنِي عَنْ الصَّلَاةِ ، قَالَ : صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، حَتَّى تَرْتَفِعَ ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ، ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ) رواه مسلم (832) .
قال شيخ الإسلام بن تيمية :
"فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت الغروب معللاً ذلك النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان ، وأنه حينئذ يسجد لها الكفار .
ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى ، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان ، ولا أن الكفار يسجدون لها ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسماً لمادة المشابهة بكل طريق ..... وكان فيه تنبيه على أن كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون كفراً أو معصية بالنية ، ينهى المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصد المشركين ، سداً للذريعة ، وحسماً للمادة" انتهى .
8. وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ) ، قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (1134) .
فعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على مخالفة اليهود والنصارى بصيام يوم آخر مع يوم عاشوراء .
ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنها : (صوموا التاسع والعاشر ، خالفوا اليهود) أخرجه البيهقي ، وصححه الألباني في "حجاب المرأة المسلمة" (ص177) .
فهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة على النهي عن التشبه بالمشركين ، والأمر بمخالفتهم ، وهذا يدل على أن ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية ، فعلى المسلمين أن يراعوا ذلك في شؤونهم كلها .
وقد اختصرنا هذا البحث من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ، فمن أراد التوسع فليرجع إليه ، فإنه لم يؤلف في هذا الموضوع مثله .
وانظر كتاب "حجاب المرأة المسلمة" للألباني رحمه الله (ص161-212) .
والله أعلم .

المراجع
close
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-09-2025, 05:12 PM   #2
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي

التشبه بالمشركين واليهود والنصارى
منذ 2024-10-12
ظواهر التشبه بغير المسلمين من الأمم الكافرة، أو المبادئ الإلحادية الخاوية، ظواهر متنوعة المجالات ومختلفة الاتجاهات

عناصر الخطبة
1/ تقليد شبابنا وفتياتنا للكفار في السلوكيات وغيرها 2/ النهي الصريح عن التشبه بالكفار 3/ السيرة النبوية تؤصل قاعدة مخالفة الكفار في الظاهر والباطن 4/ ما يشمله التشبه المحرم وما لا يشمله 5/ حرمة تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال

الحمد لله الذي أعز أهل الإيمان بطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه من خلقه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعد:



فيا أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا– فطاعته هي النعمة العظمى، ومعصيته هي الخسارة الكبرى.

أيها المسلمون: في منظومة تيارات العولمة التي تحمل الغث والسمين، وتحمل في طياتها نسف قيم المسلمين ومبادئ دينهم وثوابت شريعتهم، وتحت شعارات براقة تتضمن بث عفن المدنية الغربية، وتسعى لإذابة الفوارق الدينية ومسخ الشخصية الإسلامية، في خضم هذا البحر الذي لا ساحل له يتسارع إلى مجتمعات المسلمين ظواهر خطيرة وسلوكيات قبيحة تنذر بخطر عظيم وتهدد بشرٍّ جسيم..

إنها ظواهر التشبه بغير المسلمين من الأمم الكافرة، أو المبادئ الإلحادية الخاوية، ظواهر متنوعة المجالات ومختلفة الاتجاهات، ومنها التشبه بالكفار في الأفكار والثقافات، وفي السلوكيات والعادات حتى صدق في مثل هذه الظواهر قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: " لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى ؟ قال: فمن ؟ " متفق عليه.

إن من المصائب التي تطالع مجتمعاتنا الإسلامية تسارع شبابنا المسلم إلى تقليد الكفار في السلوكيات، ومحاكاتهم في الهيئات والحركات والصفات مما لا تحصى أشكاله، ولا تعد أنواعه من تقليعات وموضات ظناً أن ذلك من التحضر والتمدن، والأناقة والتجمل، وهو في الحقيقة تضييع للشخصية، وإذابة للهوية من باب تبعية المغلوب للغالب، والضعيف للقوي، جره ضعف الإيمان وانحراف التربية ونقصان التعليم.

وإن من المصائب من أمة الإسلام في هذا العصر أن تتهافت نساء بعض المسلمين إلى محاكاة النساء الكافرات في كثير من الصفات المنكرة والخصال المستقبحة التي جرت إليهن السفور والتبرج، وأسباب الشر والفجور، وصور تطالعنا بها بعض مجتمعات المسلمين وللأسف.

إخوة الإسلام: المتأمل في كلام الله -جل وعلا- يجد النهي الصريح عن التشبه بالكفار بصيغ مختلفة، وطرق متعددة في القرآن.. الله -جل وعلا- يقول في حق موسى وهارون- عليهما السلام- **(فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)** [يونس: 89]، ويقول سبحانه لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: **(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)** [الجاثية: 18].

قال ابن تيمية -رحمه الله-: " وأهواءهم ما يهوونه وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل ".. انتهى.

إخوة الإسلام: وعن التشبه بأعياد المشركين بشتى أشكالها وصورها يقول ربنا -جل وعلا- في حق عباده المؤمنين ** (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)** [الفرقان: 72]، قال غير واحد من السلف: الزور هو عيد المشركين.

إخوة الإسلام: وفي السنة النبوية المطهرة النهي الأكيد والزجر الشديد عن التشبه بالكفار، وبيان خطورة ذلك وسوء عاقبته على الأفراد وعلى الأمة؛ روى أبو داود بسند حسن عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: " اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- للصلاة كيف يجمع الناس لها ؟ فقيل له: أنصب رايةً عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن؛ أي أعلم بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال فذكر له القنع.. يعني الشبورة - وهو من أمور اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، قال فذُكر له الناقوسُ؛ أي الجرس، فقال: هو من أمر النصارى.." الحديث، قال أهل العلم: وهذا الحديث يقتضي نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن كل ما هو من أمر اليهود وأمر النصارى.

أيها المسلمون: وفي مقام النهي عن مشابهة الكفار -حتى ولو في مجرد الصور الظاهرة- يقول -عليه الصلاة والسلام- حينما صلى بالصحابة قاعداً، فصلوا خلفه قياماً أشار إليهم: " أن أقعدوا "، ثم قال لهم: "إن كنتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا".

وفي مقام الترهيب عن التشبه بالكفار مطلقا يشدد النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك ويحرم ذلك تحريما أكيداً في حديث طويل، فيقول: " ومن تشبه بقوم فهو منهم " أخرجه أبو داود وأحمد، وقال ابن تيمية: إسناده جيد.

إخوة الإسلام: السيرة النبوية القولية والعملية تؤصل قاعدة في مقصود الشارع، وأنها مخالفة الكفار في الظاهر والباطن.. يقول -صلى الله عليه وسلم-: "خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم" رواه أبو داود وابن حبان، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: " خالفوا المشركين وفِّروا اللحى وأحفوا الشوارب " متفق عليه، وفي صحيح مسلم: "خالفوا المجوس جزوا الشوارب وخلوا اللحى"، ومن هنا فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين من هذه النصوص وغيرها تحريم التشبه بالكفار بأي حال وعلى أي صورة، ولو لم يرد في تعيين حكم التشبه بهم في ذلك الفعل بعينه نص خاص.. حكى إجماعهم على ذلك شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم.

أيها المسلمون: هذه النصوص الشرعية تشمل النهي عن محاكاة الكفار، والتشبه بهم في العقائد والعادات، وفي التزيي بزيهم والتخلق بأخلاقهم، والسير بسيرهم وهديهم وهيئاتهم وحذيتهم وصفاتهم فيما اختصوا به من عادات وأشكال، وصور وأنماط.

إخوة الإسلام: هذه النصوص لا تشمل في تحريم التشبه بهم ما يكون في الأمور النافعة للمسلمين والتي تحقق المصالح والمنافع والفوائد؛ كالأمور التنظيمية لحياة الناس ومعائشهم مما لا يخالف نصاً شرعياً ولا أصلاً كلياً من أصول الشريعة.

إخوة الإسلام: ويشمل النهي عن التشبه بالكفار ما كان مأخوذًا عن الكفار في الأصل ولو صار بعد ذلك من عوائد المسلمين، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ونسبه ابن حجر لبعض السلف، ولكن ما استفاض عند المسلمين حتى صار من شعار المسلمين ولم يعد الكفار يفعلونه فلا بأس ما لم يرد نصٌّ بتحريمه كما قرر ذلك ابن حجر -رحمه الله- أما ما ليس في الأصل مأخوذٌ عنهم وهم يفعلونه فهذا ليس به محذور شرعاً.. ولكن يستحب تركه لمصلحة مخالفتهم المقصودة في الشريعة؛ فاتقوا الله أيها المسلمون وتمسكوا بهدي وسيرة نبينا محمدٍ تفلحوا وتسعدوا وتفوزوا في الدنيا والآخرة.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعد:

فياأيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا– فمن اتقاه وقاه، وأسعده ولا أشقاه.

أيها المسلمون: ومن التشبه المحرم تحريماً غليظاً في الشريعة تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في الصفات والحركات وفي الصفات والهيئات.. يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: " لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ".. رواه البخاري.

ثم إن الله -جل وعلا- أمرنا بأمرٍ عظيمٍ تزكو به حياتنا وتعظم به أجورنا.. ألا وهو الإكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم..

اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيدنا ونبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين. اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.

اللهم ردنا إلى ديننا رداً جميلاً. اللهم ردنا إلى ديننا رداً جميلاً..

اللهم وفقنا لطاعتك. اللهم وفقنا لطاعتك، اللهم وفقنا للعمل بشريعتك. اللهم وفقنا للعمل بشريعتك.

اللهم من أرادنا وأراد ديننا أو أراد شبابنا أو أراد نساءنا اللهم اخزه اللهم اخزه في هذه الدنيا قبل الآخرة، اللهم اجعل عمله في بوار، اللهم اجعل عمله خسار، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك. اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك.

اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم من أراد ثوابت ديننا بسوءٍ فأشغله في نفسه، اللهم من أراد قيمنا بسوءٍ فأشغله في نفسه، اللهم اجعله عبرة للمعتبرين، اللهم اجعله للمسلمين آية، اللهم اجعله للمسلمين آيةً وعبرة، اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره..

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى من أراد بلاد المسلمين بسوءٍ اللهم اجعل عاقبته في خسار.. اللهم رده خائباً خاسراً ياأرحم الراحمين ياأكرم الأكرمين.

اللهمّ مُن على شبابنا بالطاعة والتقوى، اللهم من على شبابنا بالتربية الصالحة. اللهم من على شبابنا بالتربية الصالحة، اللهم من على نساء المسلمين بالتقوى والعفة يارب العالمين، اللهم جنبهن أسباب الشرور والفجور ياأرحم الراحمين.

اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، اللهم واكفهم شرارهم وفجارهم. اللهم واكفهم شرارهم وفجارهم، اللهم واكفهم شرارهم وفجارهم ياذا الجلال والإكرام.

اللهم وفق خادم الحرمين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لما تحب وترضى، اللهم اجعله حصناً حصيناً لأحكام الإسلام يارب العالمين، اللهم اجعله حصناً حصيناً لأحكام الإسلام يارب العالمين.

اللهم اجعله حصناً حصيناً لأحكام الإسلام يارب العالمين، اللهم وفقه وأمراءه لما تحب وترضى، اللهم وفقه ووزراءه لكل خيرٍ ياذا الجلال والإكرام..

اللهم من أراد بلاد الحرمين أو أراد بلاد المسلمين اللهم فاكفنا شره. اللهم فاكفنا شره. اللهم فاكفنا شره ياذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

عباد الله: اذكروا الله ذكراً كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة وقاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com