أخوتي في الله من معالجين ومرضي عفا الله عن الجميع
تحية طيبة وبعد
أسوق اليكم اليوم الحديث عن الفصام والتشابه الكبير بينه وبين المرض الروحي وهذا مفيد من جانبان :
الأول:للمريض الذي قد يظن أن به مرض روحي وهو ليس أكثر من مريض نفسي فيقصد بذلك الطبيب النفسي ليعالجه مما
أصابه
الثاني : للمعالج ليعرف الفرق بين المرض الروحي والفصام الذي يتشابهان في كثير من الأعراض
والله من وراء القصد
يشكل الاضطرابات الوجدانية أو الأنفعالية أحد الملامح المشتركة في كثيرمن الاضطرابات النفسية فالخوف والقلق أحد
الملامح المركزية للرهاب ، والشعور بالبهجة والمرح غير واقعي المصحوب باحساس مبالغ فيه بالجدارية الذاتية يصاحب حالة الهوس
أما المعنويات المنخفضة والحزن والشعور بعدم الجدارة وبالذنب فهي أعراض تصاحب حالة الأكتئاب والاضطرابات ثنائية
الأقطاب تشتمل علي التحول السريع من الأكتئاب الي الهوس وثمة أيضا" اضطراب انفعالي مهم يمثل مكونا" مركزيا" في
واحد من أشهر الأمراض النفسية هو الفصام(لاحظوا هنا التشابه بين المرض الروحي والفصام)
ويتميز الفصام بحدوث اختلال في التكامل بين الانفعالات والأفكار والأفعال ، وبأن الفاصل بين ماهو واقعي وما هو
خيالي يبدأ في التلاشي بمصاحبة الضلالات (الأعتقادات الواهمة ) والهلاوس في كثير من الحالات .
والضلالات هي معتقدات ناتجة عن تشويه الواقع أو منفصلة تماما" عن الواقع .
وقد تكون الضلالات بارانوية (اضطهادية) يعتقد المريض أن هناك مؤامرة تحاك ضده تنطوي علي خيانة الأصدقاء
وعلي استخدام جواسيس وأجهزة تصنت ويمكن أن تنطوي أيضا" علي نسبة أهمية بالغة الي أشياء تافهة ، حيث
يكتسب مثلا" تغيير موضع نبات أو زاوية أحد الكراسي بصورة مفاجئة دلالة خاصة بالنسبة الي المريض ومثل هذه
الضلالات يكمن أن تصبح مزعجة للأصدقاء وللأسرة كلها لكنها يمكن أن تصبح أيضا" مصدر خوف للمريض نفسه فتجعله
يقع في شرك العزلة عن المجتمع.
أما الهلاوس في تشوهات تحدث في الأدراك وتتكون غالبا" من سماع أصوات لاوجود لها فكثير منا قد يتصور أحيانا"
أن شخصا" ما وجه اليه كلاما" لكنه لم يسمعه جيدا" وحين يسأله أن يعيد ما قال ينفي أنه قال شيئا" .
ويمكننا القول بأن المخ ينشئ فرضيات حول ما يسمع وهذه العمليه تختل تماما" في حالة الفصام الي درجة أن المريض
يسمع أصواتا" تحدثه من دون أن يكون لها وجود وهي تحدثه بطريقة ليست ودية عادة، اذ يمكن أن تعلق بسخرية علي
تصرفاته أو تملي عليه ان يفعل شيئا" ويمكن أن تأتي الأصوات من مكان قريب وتتحرك معه كما يمكن أن تنبعث من
غرفة معينة أو تسلل اليه عبر الشارع
وقد يظهر في سلوك الفصاميين عدم اتساق بين التعبير الأنفعالي والخبرة الأنفعالية اذ قد يبدو مبتئسا" ويبكي بينما
يعلن أنه يشعر بالغضب ويمكن أن يكون لديه ضلال يجعله يعتقد أن الحزن الذي عبرت عنه الدموع ونما أحدثته له قوة
شريرة في الخارج وهذا مايسمي ضلال السلبية أو التأثير وكثيرا" ماتكون المشاعر المعبر عنها غير متوافقة مع
الموقف فقد ينتابه غضب شديد مفاجئ من مجرد تقديم فنجان قهوة له وقد يستجيب لسماع أنباء محزنة من صديق
بالضحك والأبتهاج وهذه النوبات الأنفعالية الغير متوقعة وغير المفهومة بالأضافة الي المحتوي اللاعقلاني لكلامه يمكن
أن تسبب بدورها ابتئاسا" لدي المتعاملين معه الأمر الذي قد يؤدي الي الشعور بعدم الراحة لديهم ويجعلهم يترددون في
لقائه ثانية وهذا بدوره يعود فيزيد من الشعور بالأضطراب لدي الفصامي وفي أوقات أخري قد يكون هناك فتور في
الأستجابة الأنعالية وميل الي الامبالاة والأنسحاب وقد تصاحب هذه الأعراض حالة من البلادة
يتبع=============