الموضوع: ( && القرين && ) !!!
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-04-2006, 11:41 PM   #7
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

قال تعالى :

[ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ( ق 23 ) ]

تفسير السعدي ( تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )

‏[‏23ـ 29‏]‏ ‏{‏وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ‏**‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ قَرِينُهُ‏**‏ أي‏:‏ قرين هذا المكذب المعرض، من الملائكة، الذين وكلهم الله على حفظه، وحفظ أعماله، فيحضره يوم القيامة ويحضر أعماله ويقول‏:‏ ‏{‏هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ‏**‏ أي‏:‏ قد أحضرت ما جعلت عليه، من حفظه، وحفظ عمله، فيجازى بعمله‏.‏
ويقال لمن استحق النار‏:‏ ‏{‏أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ‏**‏ أي‏:‏ كثير الكفر والعناد لآيات الله، المكثر من المعاصي، المجترئ على المحارم والمآثم‏.‏ ‏{‏مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ‏**‏ أي‏:‏ يمنع الخير الذي عنده الذي أعظمه، الإيمان بالله ‏[‏وملائكته‏]‏ وتبه، ورسله مناع، لنفع ماله وبدنه، ‏{‏مُعْتَدٍ‏**‏ على عباد الله، وعلى حدوده ‏{‏مُرِيبٍ‏**‏ أي‏:‏ شاك في وعد الله ووعيده، فلا إيمان ولا إحسان ولكن وصفه الكفر والعدوان، والشك والريب، والشح، واتخاذ الآلهة من دون الرحمن، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ‏**‏ أي‏:‏ عبد معه غيره، ممن لا يملك لنفسه نفعًا، ولا ضرًا، ولا موتًا ولا حياة، ولا نشورًا، ‏{‏فَأَلْقِيَاهُ‏**‏ أيها الملكان القرينان ‏{‏فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ‏**‏ الذي هو معظمها وأشدها وأشنعها‏.‏ ‏{‏قَالَ قَرِينُهُ‏**‏ الشيطان، متبرئًا منه، حاملاً عليه إثمه‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ‏**‏ لأني لم يكن لي عليه سلطان، ولا حجة ولا برهان، ولكن كان في الضلال البعيد، فهو الذي ضل وأبعد عن الحق باختياره، كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم‏**‏ الآية قال الله تعالى مجيبًا لاختصامهم‏:‏ ‏{‏لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ‏**‏ أي‏:‏ لا فائدة في اختصامكم عندي، ‏{‏و‏**‏ الحال أني قد ‏{‏قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ‏**‏ أي‏:‏ جاءتكم رسلي بالآيات البينات، والحجج الواضحات، والبراهين الساطعات، فقامت عليكم حجتي، وانقطعت حجتكم، وقدمتم علي بما أسلفتم من الأعمال التي وجب جزاؤها‏.‏ ‏{‏مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ‏**‏ أي‏:‏ لا يمكن أن يخلف ما قاله الله وأخبر به، لأنه لا أصدق من الله قيلاً، ولا أصدق حديثًا‏.‏ ‏{‏وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ‏**‏ بل أجزيهم بما عملوا من خير وشر، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم‏.‏
ـــــــــــــــــــــــــــ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة