الموضوع: ثورة الشكّ
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-01-2009, 02:30 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

إحصائية العضو






فاديا غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة jordan

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي ثورة الشكّ


من المفروغ منه ، أن الشكّ حين يتملك الإنسان تصبح حياته جحيما وعذابا لا يُطاق .

الإنسان الشكّاك ،
هو ذلك الآدمي الذي يحمل رغبة مكبوتة في عقله الباطن بالنزوع الى المغامرة العاطفية والطيش الجنسي ،
نظرا للكبت الإنفعالي والإجتماعي الذي عاشه طفلا ومراهقا .

وهكذا ينفجر الصراع في نفسه،
بين نزوعه الوهمي للخيانة ، وتعاليم ضميره الصارمة ،
وحتى يوفق بين الاثنين ، تظهر هواجس الشك لتخدم تكيفه المرضي ،
ويكون اتهامه للشخص القريب بما في نفسه ، لكي يجد مخرجا مريحا تستقر اليه وتهنأ به نفسه .


إن عاملا نفسيا واحد يكفي لحدوث الاضطرابات النفسية ، والأسباب النفسية تعمل بعدة طرق ،
وحياة كل فرد مليئة بالحوادث والتجارب الشخصية التي تكوّن شخصيته ،
وبناء الشخصية يكرر درجة المرض النفسي .
هنا ، يجب وضع الأجزاء الأكثر ظلاما في الشخصية تحت الضوء.


إن محور حياة الإنسان ،،، هو علاقاته الشخصية ،، منذ ولادته وحتى الشيخوخة ،
وقد ترى من الناس من ينظر إلى أسرته ومن حوله نظرة الثقة والإطمئنان،
فهو المتفائل المستبشر الذي يعيش في نور الأمل ،
ويرقب الشمس وراء الغيوم ، ويردد الحكمة القائلة : " الجو العاصف لا يمكنه أن يبقى طوال الوقت "

ومنهم من تعكس الحياة على نفسيته ظلا قاتما ،
فلا يثق بأي إنسان ، ولا يرى غير الشكّ والظلم ،
فهو الشكّاك المتشائم الذي يعيش في ظلام اليأس والتردد والشك ،

ومنهم من هو بين بين ، يتخذ لنفسه مركزا وسطا لا ترف فيه ولا مغالاة ،
تدفعه سفينة الحياة كما تشاء ،
فتارة يرجو الخير فينشرح ،
وتارة يرقب فيغتم ويتردد ويشكو .


من أهم عوامل الشك ، فقدان الحماس والولع والطموح ،
وهذا ما يسمى " خمول الروح "

كثيرون هم الذين يداعبون في خيالهم الحصول على أعلى المناصب ، الإرتباط بشخص ما ، أو أي نتيجة تسرهم ،
ولكنهم لا يشعرون تجاهها بذلك الحماس الحار المتحرر المتحرك ،
الذي يدفعهم الى بذل كل ما في حوزتهم من موارد لتحقيقها .


الخمول الروحي ،
قد يكون من أسبابه هزال صحي بدني ، يتم علاجه عضويا .
وقد يدل في الغالب على " عبودية نفسية " أملتها تربية فاسدة ،آلية ، وأوحاها محيط ضيق ،

نبع من الخوف يتدفق في عروقه من حين لآخر ، ليصنع منه قالبا من الجمود النفسي ،
بسبب الإخفاقات المتكررة التي حررت التشاؤم ،
وما يصاحب هذا من مشاعر الرهبة والتحسب،
فهو لا يرى من وراء أعماله إلا العاقبة الوخيمة .
ولا يجد من الحماس المبدع غير " الغرور"

فقد علقت في ذهنه خواطر الفشل والإخفاق المتوالية السابقة ،
لا يفكر الا بالجانب المؤلم الحزين في حياته .

باختصار...

إنه يسير باتجاه الجمود النفسي .




إن المران والإستقرار وبذل الجهد يؤدي مع الزمن إلى نمو الخيال السليم ،
ومرونة الذهن كفيلة بمواجهة الصعوبات بثقة واطمئنان
ويجعل كافة الأمور المستحيلة ... ممكنة !
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة