[الحـياة الطيبة]

لقد أثلجتي صدري بصفعك لها...تستاهل.
أختي زهرة أمل وإسلامية ذكرتما قصتين وقعتا في بلاد الغرب, أما أنا فقد وقعت لي قصة في بلدي ومع شخص ملحد, كنت مدعوة لإجتماع من أجل تأسيس لجمعية القانونيات الفرانكفونيات و التي كنت سأنتسب لها بطلب من أستاذي, خلال الإجتماع دخل علينا دكتور جامعي - لم أرتح له البتة- ورمقني بنظرات ناقمة علي تواجدي حيث كنت المحجبة الوحيدة بين الفتيات الحاضرات...وحجابي أكيد بالنسبة له ولأمثاله بعتبر ذلا ومهانة...لا أخفيكن حينما نظر لي تلك النظرات رددت عليه بنفس الأسلوب, لأنني لا أحب الإحتقار, إضافة إلى أنني أحب استفزاز ذلك النوع حتى يفصح عن نواياه, في نفس الوقت كنت معتزة جدا بديني وبحجابي...وحاولت استغلال هذا الشعور لكي أسبب له جلطة دماغية كي أتخلص منه.
لا أدري ما الذي جال في خاطره, وأطلق لسانه بالطعن في الشيخ ابن تيمية, حيث قال: "لقد وضعنا في قنينة وأغلق علينا, ضيق علينا" وهلم جرا من تلك الأسطوانات المشروخة التي لا تسمن ولا تغني من جوع, فأجبته كيف أغلق عليك يعني؟...ممكن تشرح أكثر كي أفهم؟....رد علي بسؤال: " هل قرأت الفتاوى الكبرى؟" فأجبته بأنني اطلعت عليها...وكنت في قمة الإسترخاء النفسي....بعدها بدأ يمدح في تلك الشمطاء نوال السعداوي ومن هن على شاكلتها...فلم يستطع استفزازي...وابتعلت الأمر بكوب ماء...لكن الطامة الكبرى هي حينما قال لي : " القرآن لا أدري من أين أتى هل نزل من السماء أم خرج من الأرض؟"...حينها دارت بي الدنيا...وأحسست بضيق....لم أصدق ما سمعت...فبقي من سمعه مصدوما وأنا منهم..لم أكن أعرف بأنني أمام ملحد, سكتت ولم أرد عليه لأنه لا حياة لمن تنادي...ومررت باللغو كريمة....خرجت من القاعة....واتصلت بالمسؤول لأطلب سحب توقيعي من الإعلان التأسيسي للجميعية وشرحت له بأنني لا أجتمع مع ملحد في مكان واحد...يا إما أنا أو هو....وحتى لو اجتمعنا فسأعلنها حربا عليه لأني لست من النوع الذي يسكت....وانسحبت بهدوء...لكن بصراحة ما حصل لي أشعرني بالذل, ليس بسبب ذاك الشخص بل أحسست بأني أذللت ديني...لو كان عندي العلم الكافي للتعامل مع هذه النوعية الخاصة...لوقفت وصرخت في وجهه ولقنته درسا لن ينساه...وبعدها أخرج , لكن ليست الأمور بالتمني بل تؤخذ الدنيا غلابا...ومن ذاك الوقت يعني منذ 3 سنوات عزمت على أن أدافع عن ديني وأفقه نفسي...وأطبق ديني ولا أكترث للناعقين.