،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( معلوماتى الاكيده ان ليس كل سحر للانسان مقترن بشيطان او جنى ، ولكن من تواتر ما يخبر عنه لرقاه ان السحر وحالات السحر يقترن بها خادم سحر ، وحين القرائه على المريض يحضر الجنى على انه خادم السحر ويقول انه جاء عن طريق سحر وقد يدل على مكان السحر احيانا )
هذا الكلام لا يؤخذ على اطلاقه ، فإن قلنا بذلك دون التقييد فقد جانبنا الصواب ، ودليل ما أقول :
أولاً : أن السحر ثماني أنواع كما ذكر ذلك ابن كثير - رحمه الله - حيث قال :
( قد ذكر أبو عبدالله الرازي أن أنواع السحر ثمانية :
1)- سحر الكذابين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة وهي السيارة ، وكانوا يعتقدون أنها مدبرة العالم وأنها تأتي بالخير والشر 0
2)- سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية 0
3)- سحر الاستعانة بالأرواح الأرضية وهم الجن 0
4)- سحر التخييلات والأخذ بالعيون والشعبذة 0
5)- الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب آلات مركبة على النسب الهندسية 0
6)- الاستعانة بخواص الأدوية يعني في الأطعمة والدهانات 0
7)- التعليق للقلب : وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الاسم الأعظم وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور 0
8)- السعي بالنميمة والتقريب من وجوه خفيفة لطيفة وذلك شائع في الناس ) ( تفسير القرآن العظيم – باختصار – 1 / 138 ، 140 ) 0
ومن هنا يلاحظ بأن بعض هذه الأنواع لا دخل للجن والشياطين بها ، وإن كان فعن بعد ولا يتعلق الموضوع بخادم سحر 0
ثانياً : دليل السنة المطهرة يؤكد على ذلك فقد ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها – أنها قالت :
( سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ( أي مسحور ) ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت )
( متفق عليه - وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة )
ثالثاً : رابعاً أقوال علماء الأمة على تأكيد ذلك وإليك بعض ما ذكر :
قال الألوسي : ( السحر أمر غريب يشبه الخارق وليس به ، إذ يجري فيه التعلم ويستعان في تحقيقه بالتقرب إلى الشيطان ، بارتكاب القبائح قولا : كالرقى التي فيها ألفاظ الشرك ، ومدح الشيطان وتسخيره 0 وعملا : كعبادة الكواكب ، والتزام الجنابة ، وسائر الفسوق إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس ، فإن التناسب شرط التضام والتعاون ) ( روح المعاني - 10 / 338 ) 0
نقل التهانوي عن الفتاوى الحمادية : ( السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر وبأمور حسابية في مطالع النجوم ، فيتخذ من ذلك هيكلا على صورة الشخص المسحور ، ويترصد له وقت مخصوص في المطالع ، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع ، ويتوصل بها إلى الاستعانة بالشياطين ، ويحصل من مجموع ذلك أحوال غريبة في الشخص المسحور ) ( الموسوعة الفقهية -24/260 - نقلا عن كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي -3/648) 0
أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعدم جواز سؤال السحرة والعرافين والذهاب إليهم حيث يقول : ( هذه المرأة وأشباهها لا يجوز سؤالها ولا تصديقها لأنها من جملة العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب ويستعينون بالجن في علاجهم وأخبارهم 0 وقد صح عن رسول الله أنه قال :
( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام – ( 35 ) باب تحريم الكهانة – برقم 2230 )
خرجه مسلم في صحيحه ، وصح عنه أنه قال :
( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد )
( صحيح الجامع 5939 )
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، فالواجب الإنكار على هؤلاء ومن يأتيهم ، وعدم سؤالهم وتصديقهم والرفع عنهم إلى ولاة الأمور حتى يعاقبوا بما يستحقون ، لأن تركهم وعدم الرفع عنهم يضر المجتمع ويساعد على اغترار الجهال بهم وسؤالهم وتصديقهم 0 وقد قال النبي :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان ( 78 ) – برقم 49 )
رواه مسلم في صحيحه ولا شك أن الرفع عنهم إلى ولاة الأمر كأمير البلاد وهيئة الأمر بالمعروف والمحكمة من جملة الإنكار عليهم باللسان ، ومن التعاون على البر والتقوى وفق الله المسلمين جميعا لما فيه صلاحهم وسلامتهم من كل سوء ) ( فتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - مجلة الدعوة - العدد 999 ) 0
رابعاً : ثبوت التواتر في ذلك عند أثبات المعالجين في العالم الاسلامي 0
خامساً : لا يعني بأن الآيات التي تتحدث عن السحر ولم تتحدث عن اقتران تنفي مسألة السحر بالاقتران :
كما أنه لا يوجد نص صريح صحيح في كتاب الله عز جل يؤكد على مسألة الصرع أو الاقتران الشيطاني 0
وخلاصة القول في المسألة : بأن هناك أنواع من السحر يكون معها اقتران شيطاني ( خادم موكل بالسحر ) ، وةبعض الأنواع لا يكون فيها مثل ذلك 0
هذا ما تنيسر لي بخصوص هذه المسألة والله تعالى أعلم 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0