عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-05-2005, 12:30 PM   #3
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الحبيب (أبو البراء) أعانك الحنان المنان


لقد قمت بأبحاثي واسقصائاتي العملية حول جزء في هذا الأثر، وهذه الجزئية هي: (وما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره)، رغم ما يكتنف سنده من ضعف على ما يبدو، لكن ضعف الإسناد قد لا يؤثر أحيانا في صحة السند نفسه أو المتن، أو سلامة معناه، إذا لم يتعارض مع ما هو أصح منه، وأن يثبت عمليا صحته، والله تعالى أعلى وعلم.

ثم بعد ذلك بزمن من البحث في المسألة، ذكر لي أحد الجن الصالحين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب زعمه، والله تعالى أعلى واعلم، قال: (الشياطين توجد في الغضاريف)، ولم يزد في قوله عن هذا، فلما ظهرت علي علامات الدهشة والزهول، قال: (ابحث)، وقد نقل لي المريض ما سمعه منه حرفيا، وكان المريض يرافقني حينئذ في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكنت أستعرض بعض الكتب الطبية آنذاك، وعندما كنت أطالع مرجعا علميا ضخما في علم التشريح anatomy مختص بأساتذة الطب والتشريح، توقفت عند رسوم تفصيلية للعمود الفقري أتأملها، فوجدت المريض ينقل لي ما سمعه حرفيا.

وإليك الاستدلالات العلمية على هذه النظرية.

وبطانة فقار الظهر هي ما يبطن بين كل فقرة من فقار الظهر وبين التي تليها من الفقرات، وهو ما يطلق عليها (الأقراص بين الفقرية intervertebral discs، هي مجموعة من الغضاريف الليفية البيضاء المتداخلة بين أجسام الفقرات.. وتزيد الأقراص مرونة العمود الفقري، وتميل إلى إعادة تقوسه الطبيعي بعد أن يكون قد انعطف جانبًا بعمل العضلات. وتكون الأقراص بين الفقرية رابطة الاتحاد الأساسية بين أجسام الفقرات. ولكنها، إلا في المسنين، لا تلتصق في العظم مباشرة، لأن طبقة رقيقة من الغضروف الشفاف تغلف الأسطح الفقرية المتواجهة)، ()

والسر في اختيار الشيطان الغضروف هو عدم وجود مستقبلات الألم الجسمية Nociceptor، و(.. هي العناصر الحسية التي يتم التنبيه من خلالها عن وجود أذية في المفصل أو العضلة أو عن وضعيتها، وتتواجد هذه المستقبلات في كل مكان من الجسم، وبالنسبة للعمود الفقري فهي موجودة في المفاصل الفقرية وفي العظم والسمحاق والعضلات والأوتار. أما بالنسبة للمفاصل فالمستقبلات تتوضع في محفظة المفصل وفي الأربطة والوسادة الشحمية وفي جدر الأوعية دون أن تتواجد في غضروف المفصل).()

وبالتالي لن يشعر المريض بأدنى ألم يشير إلى وجود شيطان داخل جسده، وإلا فطن المريض إلى وجوده، فقد يذكر الله، أو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، أو يذهب على الفور إلى معالج نتيجة لوجود هذا التنبيه المرتبط بوجود الشيطان في جسده، وبالتالي سيتحرك المعالج على الفور للقيام بتدابير العلاج، والشياطين خاصة الأقوياء منهم يحرصون بقدر الإمكان على التخفي، وعدم صدور أي مؤشر يدلل على وجودهم على الإطلاق، وليس أدل على هذا من استجنانهم عنا مصداقًا لقوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ [الأعراف: 27]، فاستكانة الجن الظاهرية، وعدم صدور أدنى ردود فعل منه نتيجة للرقية مؤشر يدل على مدى قوته، فالجن إذا تحرك ونشط داخل الجسد سوف يشعر المريض بهذه الحركة على الفور، حيث يظهر أثرها على هيئة تنميل أو رعشة تسري في جسده، والغضروف يعد أفضل الأماكن في الجسد التي تحقق له مراده، حيث لا وجود للمستقبلات الجسمية فيه، وعلى هذا الأساس فالشيطان يتخذ من الغضاريف في كل مفصل من مفاصل الجسد مكمنًا له، وقاعدة ارتكاز، لذلك فالمفصل يعد بوابة انطلاق يندفع منها الشيطان إلى سائر أنحاء الجسد ليعيث فيه فسادًا

أضف إلى كل ما ذكرته أن الغضروف cartilage تلتقي فيه جذور الأعصاب بالحبل الشوكي spinal cordفي العمود الفقري، حيث يلتصق في الحبل الشوكي واحد وثلاثون زوجا من الأعصاب الشوكية spinal nerves ، وهي مصنفة إلى خمس مجموعات تبعا لفقرات التي ترتبط بها.

يلتصق كل عصب شوكي في الحبل الشوكي بجذرين جدر بطني ventral، وجذر ظهري dosral، .. وهناك أيضا اختلاف فسيولوجي بين الجذرين يتركب الظهري من ألباف واردة (حسية)، ويتركب الحذر البطني من ألياف صادرة (محركة)، ويتحد الجزران فيما يلي العقدة مباشرة ليكونا جذع العصب الشوكي، الذي يحتوي إذا على كلا النوعين من الألياف)

(تحقق الأعصاب العنقية الستة السفلي والأعصاب الصدرية والقطنية مخرجها خلال الثقوب بين الفقرية)، إذا فملتقى جذور الأعصاب متجمع داخل بطانة فقار الظهر وهو الغضروف، وبالتالي يستطيع الجن بدون ان يدخل إلى المخ ان يتحكم في حركة الصادر والوارد من أوامر موجهة إلى أحد الأعضاء الواصل إليها العصب، وبهذا يسيطر الجني على الأعضاءمباشرة بدون دخول إلى المخ مباشرة.

وفي ضوء ما سبق قمت بتجارب اكلينيكية وفحوصات سريرية على عدد من المرضى، وفقا لاطلاعي على كتب التشريح العربية والأجنبية، خاصة وأنني درست علم التشريح في كلية (الفنون الجميلة)، لأتأكد بنفسي من صحة النظرية، وذلك بالضغط الموضعي على جانبي الفقرات، وقمت بالربط بينها وبين العضو المعطل عن وظيفته، وتتبع منشأ العصب ومساره حى يصل إلى العضو المصاب، فوجدت بالضغط على يمين وشمال الفقرات وجود بعض الألم، قد يكون أحيانا يمين، أو شمال، أو في الجهتين معا، وبالفعل وجدت أن هناك صلة مباشرة بين العضو وموضع الألم من الفقرة.

وخلصت ايضا إلى نتيجة مهمة جدا، وهي ان العصب نفسه على امتداده يوجد آلام تقل حدة كلما اقتربنا من طرف العصب، وهذا يعني أن أشد الجن قوة هم المتجمعون عند جذر العصب، بينما تقل قوتهم كلما اقتربنا من العضو المصاب، وعلى هذا فمركز القيادة موجود عند جذر العصب وليس في العضو نفسه، أي أن الجن عددهم يكثر كلما اقتربنا من العضو لتعويض الضعف فيهم، بينما يتمركز قائد السرية عند الجذر ليتحكم في المجموعة كاملة، وللعلاج السليم، وجدت أن أبدأ أولا بالأضعف حتى أصل إلى الأقوى فيكون ضعيفا بلا حماية، لأن الشيطان ليس قوي بنفسه بل قوي بأعوانه.

ملاحظة هامة: ذكر لي المرضى أن هذه المواضع المؤلمة لم يشعروا بالألم فيها من قبل إلا عندما ضغطت عليها فقط، وتفاوتت حدة الألم من مكان إلى الآخر، ومن حالة إلى الأخرى.

وبعمل الحجامة الجافة في الموضع المحدد، وعن جانبيه ينحصر السحر في الوسط ويبطل بإذن الله تعالى، وهذه النظرية إذا ثبتت فستغير من تقنية الحجامة المتخصصة في علاج الأمراض الجنية، وهذا التغيير له بحث علمي آخر مستقل.

والله تعالى أعلى وأعلم
.


التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 12-05-2005 الساعة 09:58 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة