الأخ الحبيب ( المقنع ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
بعد هذا العرض المفصل عن حياة هذا الصحابي الجلبل أقول رداً على من استشهد بالتدليس على ( أبو هريرة ) من خلال النقولات التالي :
وقال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول أبو هريرة كان يدلس . رواه ابن عساكر . وكان شعبة يشير بهذا إلى حديثه من أصبح جنبا فلا صيام له فإنه لما حوقق عليه قال : أخبرنيه مخبر ، ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال شريك ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال : كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة . وروى الأعمش عن إبراهيم قال : ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة .
قال الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كانوا يرون في أحاديث أبي هريرة شيئا ، وما كانوا يأخذون من حديثه إلا ما كان من حديث جنة أو نار . وقد انتصر ابن عساكر لأبي هريرة ، ورد هذا الذي قاله إبراهيم النخعي وقد قال ما قاله إبراهيم طائفة من الكوفيين ، والجمهور على خلافهم .
أولاً : أن المقصود من كلام يزيد بن هارون عن شعبة أن التدليس وقع في حديث واحد وهو ( من أصبح جنبا فلا صيام له ) 0
ثانياً : أبو هريرة - رضي الله عنه - بشر يخطئ ويصيب ، وقد أخطأ في هذا الحديث ولا شك حيث قال أنه أتاه من مخبر ولم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
ثالثاً : أبو هريرة - رضي الله عنه - صحابي جليل له مآثر ومواقف تبينت معنا من خلال سرد تفصيلي لسيرة حياته ، وهذا يؤكد على قدره وعلمه حيث ذكر عنه :
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه ، من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم .
قال حماد بن زيد ، عن عباس الحريري ، عن أبي عثمان النهدي قال : كان أبو هريرة يقوم ثلث الليل ، وامرأته ثلثه ، وابنته ثلثه ، يقوم هذا ، ثم يوقظ هذا ، ثم يوقظ هذا وهذا .
رابعاً : وأهل السنة والجماعة يثقون بعلماء هذه الأمة وقد روى عنه - رضي الله عنه وأرضاه - : الإمام البخاري ومسلم ، والإمام أحمد والستة وغيرهم ، فلو كان غير ما هو عليه من ورع وزهد وتقى ، هل نقلوا عنه كل تلك الأحاديث 0
خامساً : ومعلوم أنه كما قال العلماء : ( فإن علم الحديث قد احترق ) ، أي قد تميز الصحيح من السقيم ( الضعيف والموضوع ) ، ومعلوم أن علماء الحديث يدرسون المتن والسند للحكم النهائي على الحديث ، هذا وقد صح عنه - رضي الله عنه وأرضاه - كثير من الأحاديث المدونة في الصحاح 0
سادساً : أما أن يطعن أبناء العلمقي بـ ( أبوهريرة ) - رضي الله عنه - فقد طعنوا بمن هو خير منه : عائشة وأبو بكر وعمر ، وهذا ليس بغريب عنهم ، ولا بعيد منهم 0
سابعاً : وعد لأحاديثهم لا تجد سنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحق والأولى لنا أن نطعن في كثير مما يزعمونه ويروجونه من أكاذيبهم الفاضحة وضلالاتهم البينة 0
سائلاً المولى عز وجل أن يقينا شرورهم وأن يرد كيدهم إلى نحورهم ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0