عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-06-2010, 09:41 PM   #4
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ـ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

أنزل الله سبحانه وتعالى الأمراض التي تصيب الإنسان وأنزل معها الدواء ، وجعل أغلب أنواع الدواء مجهولا لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى ، وكان لا بد على الإنسان أن يبحث عن الدواء لأجل البقاء حتى يعيش ويحافظ على نفسه و نسله وفصيلته ليعمر هذه الأرض التي اختارها الله له ليعبد الله فيها ، قال تعالى : ** يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ** . سواء كان ذلك بالحدس أو التأمل أو التفكير والتدبير أو بإلهام من الله سبحانه وتعالى فهو يرزق من يشاء بغير حساب .
روى مسلم في " صحيحه " : من حديث أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل .

وفي " مسند الإمام أحمد " : من حديث زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا : يا رسول الله أنتداوى ؟ فقال " نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد " قالوا : ما هو ؟ قال " الهرم وفي لفظ إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله .

لقد اعتنى الإسلام بالصحة وحث العناية بها والحفاظ عليها من الأمراض المختلفة وأمر بالتداوي والبحث عن العلاج والتشخيص الصحيح للحالات والعلل المرضية مع التقصي والبحث والدراسة فظهر الكثير من الأطباء العرب والمسلمين آنذاك فوضعوا لنا الأسس والقواعد الصحيحة وكان لهم الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى في تقدم وتطور هذا العلم الشريف و لما وصلنا إليه اليوم من تقدم ورقي في العلاج الطبي بأنواعه المختلفة ، وما زالت كتبهم تدرس في أكبر الكليات الأكاديمية وجامعات العالم وأصبحت مرجعا هاما يرجع إليها كل طالب علم وباحث وطبيب .

ولم تكن هذه الأمراض التي يعاني منها إنسان هذا العصر منتشرة آنذاك والتي وصلت إلى نحو 370 مرضا بين بسيط ومتوسط وخطير وبعضه مجهول ، الأمر الذي أقلق العلماء والباحثين والأطباء بمختلف دياناتهم ومعتقداتهم ومذاهبهم مسلمين وغيرهم ، حتم عليهم واجبهم المقدس تجاه الإنسانية وتلك الروح التي كرمها الله من فوق سبع سموات ، أن يجتهدوا ويبذلوا كل جهد وأن يضحوا بالغالي والنفيس لهدف الوصول للغاية المرجوة في سبيل الحفاظ على صحة الناس وإسعاد البشر .

الأمر بالتداوي والحث عليه أصل من أصول العلاج في الهدي النبوي ، ولا توجد أمراض ليس لها علاج في المفهوم الإسلامي ، ولكن على المهتم أن يبحث ويجد في البحث حتى يصل للعلاج أو الدواء ، ولا يوجد دواء واحد يصلح أن يكون علاج لكل الأمراض وهو ما أكده صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل ولقد حثنا الإسلام بتحصيل العلم بالطب وممارسة التطبيب وأصبح شرطا لا بد منه في التعرض لعلاج الناس بأي وسيلة علاجية إن كانت لا تعارض الدين والأخلاقيات الإنسانية .

ولقد تطور العلم في هذا العصر واختلفت النظرة القديمة والسابقة في تشريح الجسم الإنساني ، وكذا الحال في تصنيف الأمراض وعلم وظائف الأعضاء ، وبفضل تطور التكنولوجيا تم اكتشاف كل ما هو جديد وغريب وعجيب في هذا الجسم الذي تتحكم به شبكة عظيمة وهائلة من الأعصاب والأوردة والشرايين ومليارات من الخلايا التي تتحكم في نظام هذا الجسم البشري فأذهلت عقول أكبر وأعظم العلماء ، اكتشفوا من خلالها أسرار جديدة ومعلومات حديثة لم يسبقهم إليها أحد ، تطورت بعدها الأساليب العلاجية وتغيرت المفاهيم القديمة واختلفت النظرة المعتادة ، وفتح لنا من خلالها باب جديد .

والسؤال هنا : هل تطورت الحجامة عما كانت عليه سابقا ؟

نقول نعم !

لقد تطور علم الحجامة مع تطور العلم وتطورت معه دراسة مواضع الحجامة ، وتم اكتشاف مواضع حديثة لها بالغ التأثير في علاج أكثر الأمراض الخطيرة ، فعلى الرأس وحده فقط تم اكتشاف أكثر من 53 موضعا للحجامة ، يتم السيطرة من خلالها على كثير من الأمراض ووظائف أعضاء الجسم عن طريق التأثير الكهروكيميائي ، ما عدا المواضع الجديدة التي تم اكتشافها على الفقرات الصدرية وخاصة الأولى و الثالثة والرابعة ، والثامنة ، والعجزية ، وفي أنحاء متفرقة من الجسم والتي لها علامات أو دلالات خاصة يتم إثارتها والتي تنتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي ، وخلال نهايات الألياف العصبية الدقيقة ، ومنها إلى الحبل الشوكي بالعمود الفقري وعبر البوابة التي تسمى ( سبستانتيا بيلاتينوسا ) ينتقل هذا الإحساس عبرها إلى الدماغ عن طريق الرد الفعل الانعكاسي ويتم بعدها التفاعل الاستبدالي عن طريق المركز العصبي بالمخ وخاصة المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد ، ويقصد بها الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد بمراكز واحدة ، حيث يكون الجلد مشترك مع الأعضاء الداخلية في أماكن حسية عصبية واحدة ، فالتأثير على نقطة معينة في الجسم باستخدام كاس الحجامة يرتبط ارتباطا وثيقا بكهربية الجسم ، إذ ينتقل هذا التأثير عن طريق الانعكاس اللاإرادي العصبي إلى الجهاز العصبي المركزي ومنه إلى الأعصاب الداخلية المسئولة عن إفراز المواد المناعية ومضادات الألم والإلهاب وترتفع هذه المواد تباعا وتتفاعل أجهزة الجسم المختلفة للتعامل مع الخلل حتى يزول الألم ويشفي العضو المصاب بعد أن تم ضبط وبرمجة كهربية الجسم ، وتم تنظيم انسياب الطاقة في الأنسجة والأعضاء وإعادتها للقيام بوظائفها الطبيعية .

وكما يجب أن نشير هنا كذلك عن دور الحجامة على مسارات الطاقة الكهرومغناطيسية ، حيث أنها تلعب دورا هاما في تصحيح مسارات الطاقة والتي لها نقاط خاصة بالجسم والتي يستعيد بها الجسم صحته وعافيته إذا ما تم التعامل معها بالشكل الصحيح ، حيث تتصل كل نقطة عمل على مسارات الطاقة بالحبل الشوكي الذي يتصل عن طريق دورة عصبية أخرى بالأعضاء الداخلية أو ( الأحشاء ) الداخلية ، فهي تتصل بشكل شبه مباشر بالأحشاء الداخلية ، بينما تؤثر النقاط البعيدة في الأحشاء الداخلية من خلال اتصالها بالمخ ، فكل نقطة من نقاط المجال المغناطيسي على سطح الجسم لها دلالتها الخاصة ، فامراض الكبد لها نقاط ذات دلالة خاصة بها وكذلك أمراض القلب والضغط والسكر والروماتيزم وغيرها .

كما يؤدي التعامل مع النقاط التوازنية إلى إحداث نوع من التوازن والانتظام في عمل الجهاز السمبثاوي واللا سمبثاوي ( الجهاز العصبي اللإرادي ) فإذا كان في احدهما أو كلاهما اضطراب ما ، فإن التوازن الناتج عند التعامل مع نقاط القوى المغناطيسية يعيد للجسم حالته الطبيعية وهذا ما يفسر دور الحجامة في تنظيم ضربات القلب ومعدل التنفس ، ودرجة حرارة الجسم ، والنوم والشهية ، وقوة العضلات ، وكذلك حركة الأمعاء .

فالعلاج بالحجامة لا يقتصر على ستة أو سبعة مواضع بالجسم فقط ، فنحن نعرف جيدا ما هو أهمية الكاهل والأخدعين والهامة وقمة الرأس وخلفه ، وأغلب الحجامين يكتفون بهذه المواضع فقط ويهملون غيرها ويجهلون أهميتها وذلك راجع لجهلهم في علم التشريح وهم لا يعلمون أن هناك أربع أقسام هامة يجب التعامل معها مع كل الحالات المرضية وحتى لغرض الوقاية حيث أن هذه الأقسام الأربعة تلعب دورا هاما جدا في علاج الكثير من الأمراض وهي : الجهاز العصبي المركزي ، والجهاز الغدي ، والجهاز الدوري ، والجهاز المناعي ولها مواضع مختلفة وهامة على فقرات العمود الفقري سواء ابتداء من الفقرة الصدرية الأولى وحتى الثانية عشرة نتعامل معها على حسب نوع المرض والحالة الصحية لكل مريض .

نعم العلاج بالحجامة تطور كثيرا وقطع شوطا طويلا وبعيدا جدا ، ولقد انفرد بتميزه عن باقي العلاجات التقليدية الأخرى ، وعالج كثير من الأمراض عجزت عن علاجه أدق وأفضل الوسائل الطبية الحديثة .

مع خالص شكري واحترامي وتقديري للجميع .


التعديل الأخير تم بواسطة د.عبدالله ; 27-06-2010 الساعة 09:51 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة