عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-04-2007, 08:50 AM   #8
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي


3/ ذهاب بعض العلماء وعلي رأسهم ابن تيمية بإباحة الاستعانة بالجان كما جاء في مجموع الفتاوى بقوله رحمه الله :
الجن مع الإنس على أحوال:

فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه .

ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر انه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر .
وان استعان بهم على المعاصي فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق .

ويرد عليه ولكن قبل الرد لابد من تقرير مسائل هامة هي :

أولا "ابن تيمية من العلماء الأجلاء الذين شهدت لهم الأمة بالصلاح والعلم وتقوي الله ولا نزكيه علي الله ولكن قول المعصوم مقدم على من سواه ، وقد علّمنا العلامة ابن تيمية ومن هو علي شاكلته من العلماء الأبرار من جماعة أهل السنة والجماعة أن نوافق ما وافق الكتاب والسنة ، وأن نترك ما سوى ذلك وكل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.

ثانيا":وذلك كله علي فرض ثبوت ذلك القول لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية فإن كان الأفاقين نسبوا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال ما لم يأتي به أبدا ووضعوا عليه وكذبوا فلماذا نستبعد هذا عن وضع ذلك القول علي شيخ الإسلام الذي قضي حياته في جهاد في سبيل الله وعمل وأوذي كثيرا" في سبيل الله والدعوة إليه وسجن السنوات والسنوات من عمره ولم يقل عنه ولم يثبت عنه أبدا الاستعانة بالجان في أي مكان أو زمان وقد كان في وقت من الأوقات من أشد الناس لهذه المعونة من الجان طالما أنه يقول بحل التعامل معهم والاستعانة بهم في حلال أيحلل للناس ويحرم علي نفسه ؟؟
وهو الذي مات في القلعة حبيسا" لا يجد حتى الورق الذي يكتب عليه فلماذا لا يستعين بالجان وهو أحوج الناس إلي معونتهم في تلك المحن الشديدة التي مر بها فالحرام أيضا" أن يحرم المرء علي نفسه ما أحله الله له كما جاء في قوله تعالي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فإذا كان ابن تيمية يري الاستعانة حلال فلماذا حرمها علي نفسه ؟؟؟؟
.
ثالثا:فصل الشيخ مشهور بن حسن سلمان في حاشية كتاب ( فتح المنان ) حيث قال : ( وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الاسلام متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج فإنه من الأمور المباحة ولا أرى في كلام شيخ الاسلام ما يسوق لهم هذا فإذا كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب معتداً ظلوم غشوم لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجن مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح لذا الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض في العلاج لا تجوز للاسباب التالية :

أو لا : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره واقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق استعانة بالجن .

ثانياً : الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض تعلق قلب الراقي بهذا الجني وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة سد الذرائع إلا من هذا القبيل .

ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي في القرآن والساحر عليه لعنة الله وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة .

رابعاً : من المعلوم أن الجن خلقته من النار والنار خاصيتها الاحراق فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه قال الشاعر : احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة . فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل من خالف طريقتهم كائناً من كان فهل بعد سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان ... الله أعلم ) ( انظر فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام عن الجان المجلد الأول صفحة 213 – 214( .

وفي رد الشيخ مشهور الكفاية لمن أراد الحق وأهله.
    مشاركة محذوفة