عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-04-2007, 08:49 AM   #7
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

ثالثا" أنتم تزعمون أن الله تعالي أمر بالتعاون علي البر و التقوى فحملتم الآية أنها تقصد الإنس والجن بحيث يتعاون كلا" منهم مع الآخر تعامل مباشر متبادل وهذا ما لم يقل به أي علم من أعلام التفسير أو الصحابة أو أي من له باع في تفسير قول الله تعالي .

كما أن هذا التعاون إذا كان مقصود به تعاون الإنس مع الجان وهذا مسوغ شرعي لهذا التعامل فلماذا لم يقم به رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو أكثر من أوذي في سبيل الله ولا قام به الصحابة وهم مشردون من بلادهم مطرودين معذبين فقراء لا يملكون قوت يومهم ألم يكن من الجن من هو مؤمن بالله وصالح يساعدهم ويمد لهم يد العون فيأتي لهم بالسلاح والعتاد والمئونة من باب التعاون علي البر والتقوى فلماذا لم يفهم لا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا صحابته من الإنس والجن هذا و فهمتموه أنتم وجنكم فهذا دليلا" عليكم لا لكم لو تدبرتم القول و لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم نقطة أخيرة أود هنا أن أبينها لكل من ألقي السمع وهو شهيد من إنس وجن

الله سبحانه وتعالي كما بيّنا خلق الجان وخلق الإنسان وفصل بينهما حني يعيش كلا" منه في عالمه دون التدخل في عالم الآخر وفرض جهاد شياطين الإنس علي صالحي الإنس ومؤمنيهم
وفرض جهاد شياطين الجن علي صالحي الجن ومؤمنيهم

وما يدل عليه أن لا القرآن ولا النبي صلي الله عليه وسلم أشار ولو حني إشارة إلي حرب صالحي الجن مع صالحي الإنس في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم كما أشار إلي وجود الملائكة في حرب الإنس ومثاله غزوة بدر وبالطبع هذا لم يكن بناء علي دعاء الرسول أو الصحابة الملائكة أو طلب الغوث منهم أبدا بل كان بدعائهم لربهم عز وجل وها هنا يقول الله سبحانه وتعالي (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )
ويقول تعالي (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)

وهذه هي سنة الله في الأرض وإلا فليجلس المسلم الإنسي في بيته آمنا" مطمئنا" ويترك مسلمي الجن يقوموا بجهاد الكفار وأعداء الدين بدلا " عنه وهذا لا يرضي الله أبدا .
بل الله سبحانه وتعالي يريد أن يمحص إيمان عباده المخلصين ويجتبي منهم أهل مساكنته في دار الخلد من إنس وجان فعلي العباد أن يأخذوا بالأسباب وأن يتوكلوا علي رب الأرباب وحده لا شريك له وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه ((، والجن الذين يتبعون الصحابة يقاتلون كفار الجن، لا يحتاجون في ذلك إلى قتال الصحابة معهم‏.)))

وبالطبع لا ننكر أبدا أن في الجن الصالح المؤمن الذي لا يرجوا الأجر إلا من رب العباد ويساعدون الإنس فيحاربون شياطين الجن الذين يتعرضون لبني آدم وذلك دون أن يعلموا الإنس بذلك وهم من تقواهم لرب العباد لا يعملون الإنسي أبدا بهذه المساعدة حتى لا يفتنوه في دين الله فهنيئا" لهم الثواب الأكمل من رب العباد.

لأنهم بذلك أتقي وأخلص لله في القول والعمل أسأل الله العلي العظيم أن يجزل لهم الثواب والأجر وأن يثبتهم علي دينه ويحسن خاتمتهم ويحشرهم في زمرة الصالحين نحن وإياهم ومن صلح من آبائنا وذرياتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
    مشاركة محذوفة