عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-04-2007, 08:44 AM   #3
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير وخاتم المرسلين وآله الطاهرين وصحبه ومن اهتدي بهديه بإحسان إلي يوم الدين
ثم أما بعد

الاستعانة بالجان من الموضوعات التي أخذت حيزا" كبيرا لدي كل باحث في علوم الرقي الشرعية وكل راق ومتابع لهذا الأمر وتصدي له الفقهاء والعلماء الجهابذة كلا" يدلي بدلوه في هذه المسألة الخطيرة .
وإذا ما نحن نظرنا إلي جميع جوانب هذه المسألة سنجد أن غالبية العلماء أخذوا موقفا" جاد وصارم لكل متعاون مع الجن بأي شكل من أشكال هذا التعاون محذرين ومنذرين من عواقب تلك المعاونة التي قد يشوبها الكثير والكثير من المحظورات الشرعية حتى إننا نستطيع أن نقول أن العلماء قد أجمعوا علي حرمة هذا التعاون حيث لا أساس ولا مستند شرعي يقول به بل النصوص تحظر علي عباد الله المتقين من إنس وجن الدخول إلي هذه العملية الخطيرة التي قد تجلب المصائب علي فاعليها.
اللهم إلا عالم أو اثنين أباحوا مثل هذا التعامل ولكن بشروط وضوابط شديدة في الجان المعين والإنسي المستعين حتى يمكننا القول إنهم حظروا من حيث أباحوا مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة ولكن المستعينين بالجان والمتعاملين معهم أخذوا تلك الفتوى من الشيخ متكئا" لهم وباب للخلوص ممن يرمونهم بالعرافة والكهانة وسنتعرض لقوله في حينه بإذن الله تعالي .


وبالعموم يمكننا أن نقول أن كافة العلماء أجمعين قد اجتمعوا علي تحريم الاستعانة بالجان تحريم قطعي نهائي إذا ما كانت الاستعانة بهم علي ما حرم الله أو بطريقة عبادتهم وتعظيمهم أو إشراكهم بالله تعالي أو بأي طريقة محرمة شرعا وهذا لا نعلم له مخالف أبدا".
وهؤلاء هم السحرة الفجرة وعباد الشيطان أذلهم الله دنيا وآخرة .


أما الخلاف فقد وقع في الاستعانة بالجان بطريقة ليس فيها مخالفة شرعية ( من وجهة نظرهم ) وعلي أمور مباحة مشبهين الاستعانة بالجان بالاستعانة بالإنسان لا فرق بينهما قائلين كما تستعين بالطبيب الإنسي علي معالجة أمراضك فنحن كذلك نستعين بالجان لا فرق!!

وهؤلاء هم محل بحثنا الموجز هذا لأنهم ضلوا وأضلوا ، قليلهم عن جهل و كثيرهم عن عمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ودعونا نرجع الأمر إلي أصله حتى لا تتشتت بنا السبل ونقول ما هي الاستعانة أو الاستخدام أو الاستعمال فهي كلها مترادفات مستعملة في الاستعانة بالجان:

الِاسْتِعَانَةُ مَصْدَرُ اسْتَعَانَ , وَهِيَ : طَلَبُ الْعَوْنِ , يُقَالُ : اسْتَعَنْته وَاسْتَعَنْت بِهِ فَأَعَانَنِي وَالْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيُّ لَا يَخْرُجُ عَنْ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ
الِاسْتِعْمَالُ فِي اللُّغَةِ : طَلَبُ الْعَمَلِ , أَوْ تَوْلِيَتُهُ , وَاسْتَعْمَلَهُ : عَمِلَ بِهِ , وَاسْتُعْمِلَ فُلَانٌ : وَلِيَ عَمَلًا مِنْ أَعْمَالِ السُّلْطَةِ , وَحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ : قَدْ عُمِلَ بِهِ وَمُهِنَ . وَالِاسْتِعْمَالُ فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ لَا يَخْرُجُ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ
الِاسْتِخْدَامُ لُغَةً : سُؤَالُ الْخِدْمَةِ , أَوْ اتِّخَاذُ الْخَادِمِ . وَلَا يَخْرُجُ الِاسْتِعْمَالُ الْفِقْهِيُّ عَنْ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ . (: .( الموسوعة الفقهية )

إذا تبين لنا أن الاستعانة والاستعمال والاستخدام مشتقين من أصل واحد هو طلب العون أو العمل أو الخدمة .

أما الجان
فهم: نوع من المخلوقات ذات أجسام وأرواح ، وهي عاقلة مدركة مريدة مكلفة على نحو ما عليه الإنسان ، خلقوا من مادة أصلها مارج النار وهو خالصه وأحسنه ، وطبيعة خلقتهم لها ماهية لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله ، مستترون عن الحواس في أصل خلقتهم)….. منهج الشرع في بيان المس والصرع (
(وقال ) ابن عقيل : انما سمي الجن جنا للإستجنانهم واستتارهم عن العيون منه ، سمي الجنين جنينا والجنة للحرب جنة لسترها والمجن مجنا لستره للمقاتل في الحرب.

إذا" الاستعانة أو استخدام أو استعمال الجان معناها:
طلب العون أو العمل أو الخدمة من مخلوقات ذات أرواح وأجسام عاقلة مدركة مريدة مكلفة مخلوقة من مادة أصلها النار وطبيعة خلقهم لها ماهية لا يعمل كنهها وكيفيتها إلا الله ، مستترون عن الحواس وهم الجان .
    مشاركة محذوفة