عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-06-2007, 06:03 PM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي &( مدرسة النبوة ... الرشوة )&

د. عثمان الغزالي





حذر الدين من صفات مقيتة وأفعال مشينة وأخلاق ذميمة، إذ أشر بها قلب قسا وأظلم، وإذا ارتضاها مجتمع خرب وتهدم وفسد وتحطم.

والرشوة بمعنى الجعل، وهي تدل على التسبب للشيء برفق وملاينة والمراشاة بمعنى المحاباة، والراشي هو الذي يعطي من يعينه على الباطل، والمرتشي هو الآخذ للرشوة، والرائش هو الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا.

قال ابن مسعود: “الرشوة في الحكم كفر وهي بين الناس سحت وأقل ما يقال فيها شبهة ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه”.

وحرم الله الرشوة: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل”، وقال الحبيب المصطفى: “لعن الله الراشي والمرتشي والرائش”.

وتلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية المسلم أو ليدفع له بها ما لا يستحق، أما إذا أعطى ليتوصل الى حق له أو ليدفع عن نفسه ظلماً أو خطراً فإنه غير داخل في اللعنة ويقول صلى الله عليه وسلم: “من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا”.

ويقول ابن مسعود: “السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى فيهدي إليك هدية فتقبلها”.

إن الرشوة تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً وترفع الوضيع وتضع الرفيع وتذل العزيز، تقدم من يستحق التأخير وتؤخر من يستحق التقديم، تقدم السفيه الخامل وتبعد المجد العامل، وهي مهدرة للأموال، جالبة للظلم، داعية للبغضاء.

إن المجتمع إذا شاعت فيه هذه الصفة فهي مؤذنة بفساده معلنة عن دماره واضعة لقدره، مذلة لكرامته، ممتهنة لعزته.

إنها أيها السادة مرض عضال وداء مزعج وخطر قاتل، لذلك يجب على العقلاء أن يسعوا في قمعها وأن يتعاونوا لدحضها وأن يجتهدوا لتمزيقها.

إن الدولة حينما تضع العقوبات الصارمة لكل من يتعاطى الرشوة فهي بذلك تحفظ كيانها وتحمي بنيانها وتصون كرامتها، وأهم شيء أنها ترضي ربها وتسعد في دنياها وآخرتها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة