نذكر بحزن وبكاء وأسى قصة تلك الأميرة التي أحسّت بحبة الفول من فوق ستين او اكثر من الأغطية السميكة ، فأرقها احساسها وضيقها وحرمها النوم
نرثي لحال الاحساس اليوم حيث تولى أينما تولى ، ولم نعد نشعر به ، ولم يعد ( يزعجنا )
وأعطينا لأنفسنا الحق في التصرف دون مراعاة لأي أحاسيس أخرى كانت أخلاقية أو نفسية أو مجتمعية
فكل يتصرف حسب هواه ويقول ما يريد ضاربا بطول الحائط وعرضه وارتفاعه أية قيم أخلاقية أو شعورية إنسانية ......
كثير من تصرفات غبية وأقوال هوجاء نسمعها خلال أيامنا ،
يُقال الهدف منها بطريقة مغلفة بغلاف رخيص لا يستر شيئا وانما يدل على أكثر من الكثير
ربما هذه احدى نتائج الفراغ الروحي الكامل الذي يعصف بكثير من البشر هذه الأيام
هل إيصال الكلمة أصبح صعبا لكي نلقيها خالية من غلاف الإحساس ؟
لماذا أصبحت كل الفاظنا وافكارنا بحاجة الى ترجمة .. ترجمة المقاصد والنوايا ?
لماذا نعتقد ان من حولنا أغبياء لن يفهموا أكثر مما يصلهم من كلمات ؟
أو أننا لا نهتم إن فهموا أو لم يفهموا بقدر اهتمامنا بإلقاء ما لدينا من كلمات تثقلنا ، او افكار ترهقنا ، او مشاعر نحتار بها ..
الأولى بنا اليوم هو البكاء على اميرتنا المفقودة والتي غابت دون عودة ،
والأبلغ بنا بذل جهودنا لفحص درجة حرارة احساسنا ، وإجراء الإسعافات الأولية اللازمة له ،
والتأكد هل من الممكن اسعافه أم انه فات الأمر .
وإن جرح احد احساسك وشعرت بالجرح ، فاشكره واطمئن ،
الى انك لا زلت تملك احساسا