عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2004, 04:25 PM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Post الأثر الشفائي للقرآن الكريم وبعض التطبيقات العلمية وأثرها وفعاليتها !!!

الحمد لله رب العالمين
من خلال تتبعى لاى شىء يخص الرقية الشرعية وجدت بحث بعنوان التشافى بالقرءان للأستاذ الدكتور أحمد القاضـــــــي وإيـــــــــمـان أبو السعـــــــــود القاضـــــــــــــي احببت ان اعرضه لكم حتى نتناقش ونستفيد من هذا البحث وجزاكم الله كل خير


بسم الله الرحمن الرحيم

(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)(123).
وإن لكم في القرآن لما يشفيكم (124).
الأثر الشافي للقرآن حقيقة مقررة نص عليها الله تعالى في كتابه الكريم، وأوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا الأثر الشافي له أوجه متعددة ومظاهر كثيرة بدأنا في السنوات الأخيرة نفهم بعضها، وما زلنا لم نسبر غور أغلبها؛ ونسأل الله تعالى أن يزدنا فيها علماً. وفى هذه العجالة نذكر بعض أوجه الأثر الشافي للقرآن التي ثبت لنا بالتجربة العلمية أثرها وفعاليتها.

1- الأثر الشافي للاستماع للقرآن:
ثبت بالتجربة المقارنة أن الاستماع إلى تلاوة القرآن ينتج عنه تغيرات في عدد من الوظائف الحيوية في الجسم البشري؛ والتي يمكن قياسها ورصدها إلكترونيا. وهذه التغيرات الفيزيولوجية تصاحب في العادة عمليات الشفاء، وهى مضادة للتغيرات التي تصاحب الحالات المرضية. وتظهر هذه التغيرات الفيزيولوجية الإيجابية عند من يفهم اللّغة العربية ومن لا يفهمها، وإن كانت التغيرات أعمق وأكثر وضوحاً حين يتوفر فهم معاني كلمات القرآن.

2- الأثر الشافي للرقية (أي اللمس مع قراءة القرآن):
ثبت عن طريقة التصوير الكهربائي (تصوير كيرليان) أن قراءة القرآن تحدث تغيرات إيجابية في مجال الطاقة الكهربائية المغناطيسية المحيطة بجسـم
123- سورة الإسراء آية: 82.124- قول مشهور.
وأطراف القاريء، وثبت كذلك أن هذه التغيرات في المجال الكهربائي المغناطيسي للقاريء تؤثر تأثيراً إيجابياً على المجال الكهربائي المغناطيسي للمقروء عليه، أو المرقى. وهذه التغيرات بالتالي يكون لها أثر إيجابي شاف على صحة المريض بإذن الله.

3- الأثر الشافي لبعض المفاهيم من القرآن والسنة التي تساعد المريض على التخلص من المشاعر
السلبية:
ثبتت فعالية بعض المفاهيم من القرآن والسنة الشريفة في التخلص من المشاعر السلبية عند المريض. وقد ثبت بالتجربة العملية أن المشاعر السلبية المختزنة من أقوى العوامل التي تؤدي إلى تثبيط وظائف المناعة عند الإنسان. وثبت أن ضعف أو خلل وظائف المناعة عند الإنسان يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض المختلفة، ومنها ما يهدد الصحة والحياة. وبالتالي فإن الإرشاد النفسي لتعلم كيفية التخلص من المشاعر السلبية هو جزء أساسي في علاج الأمراض المزمنة والتي كان يظن أنها مستعصية على العلاج الشافي. وقد ثبتت فعالية الإرشاد النفسي المبنى على المفاهيم الإسلامية المنبثقة من القرآن، والسنة الشريفة، وهذا على المسلمين وغير المسلمين، لأنه يستند على مفاهيم تتناسب مع فطرة الإنسان، بغض النظر عن ملته. وإن كانت فعالية هذا الإرشاد النفسي تزداد مع زيادة عمق المفاهيم الإيمانية وال******ة عند المريض، وهذا أحد الأهداف المرجو الوصول إليها عند المرضى.



4- الأثر الشافي للسلوكيات الحياتية الإسلامية المنبثقة من التعاليم الإسلامية النابعة من القرآن والسنة الشريفة (ما يسمى بالطب الإسلامي التطبيقي أو السريري أو الإكلينيكى):
وبعد مراجعة نتائج العلاج طويلة المدى (أكثر من خمس سنوات)، تبين أن استعمال الطب الإسلامي السريري في علاج الأمراض التي فشل الطب الحديث في تقديم العلاج الشافي لها؛ قد نجح نجاحاً كبيراً يفوق نجاح علاجات الطب الحديث أضعافاً مضاعفة. وهذا نمط ثابت وراتب بالنسبة لجميع الأمراض المختلفة؛ وإن كانت نسبة ودرجة النجاح متفاوتة من مرض لآخر.
وهذا النجاح عند المرضى المسلمين وعند غير المسلمين على السواء. وهذا مظهر آخر من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إضافة إلى ما ظهر في السابق في مجال الإعجاز المذكور.
ولقد فرقت العقيدة الإسلامية بين أفعال العباد وإرادتهم، وبين إرادة المولى عز وجل. وقد أوضحت العقيدة الإسلامية بتفصيل متناه في الدقة العلاقة بين الإنسان وإرادته وبين خالقة جل وعلا…
وأحد أبواب الإيمان بالله عز وجل هو التسليم بأن الشفاء والنفع والضر كل ذلك من عند الله عز وجل دون الإخلال بما يملك الإنسان من أفعال يستجلب بها منفعة أو مضرة أو مرضاً أو شفاء يحدث بإذن الله.
ولعل الأطباء المسلمين الذين كانوا في عهد النهضة الإسلامية يدرسون علم التوحيد والفقة إلى جانب دراستهم للعلوم المادية؛ نقول: كان هؤلاء الأطباء الأوائل على دراية وعلم في العقيدة الإسلامية تجعلهم يتعاملون مع المادة تعامل المدرك الواعي…
ولهذا الفهم الصحيح للعلاقة بين الروح والجسد عند أطباء المسلمين، وبين صفاء وردهم من العقيدة فقد المسلمون دافعهم للعلم المادي، كما فقدوا تميزهم بالمعرفة والحقيقة لمراد الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان فابتعدوا عن الغايات النبيلة التي من أجلها أمر المسلمون بالتداوي، ولم يربطوا بين المادة كجزء هام في خلق الجسد الإنساني وبين الروح كمحرك لهذا الجسد…
ومع تقدم سنوات التخلف على العالم الإسلامي انقسم المسلمون إلى قسمين كبيرين، أحدهما مندفع في اتجاه الحضارة المادية البحتة لا يؤمن إلا بما يأتي منها، ولا يعترف بأي علم إلا إذا كان بلسان هذه الحضارة.
والقسم الثاني انفصل بنفسه عن أبواب العلم المادي، وظن أن الدين هو بالتزام العبادات والانشغال بأمور الآخرة، تاركاً الدنيا لأهلها كما يقول.
وبين هذين الفريقين الكبيرين توجد هناك قوى أخرى ضعيفة أو متفرقة، وهم من أبناء المسلمين الذين يعتقدون أنهم أولى من غيرهم بهذا العلم المادي كما أن الأخذ به أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية. وبالتالي وجب عليهم أن يأخذوا بهذا العلم وجوب كفاية. وأن يتقدموا فيه، بل ويتقدموا على غيرهم…
إن هؤلاء القلة الذين تزداد كثرتهم في السنوات الأخيرة بفضل الله عز وجل يحاربون على ثلاث جبهات: أولها جبهة أهل الكفر الذين لا يعترفون بميزان غير ميزان المادة، وجبهة أبناء المسلمين الذين يسخرون من تدينهم، وجبهة الآخرين من أبناء المسلمين الذين يهزؤون بعلمهم المادي…
إن ندوة التشافي بالقرآن التي نعيش في هذه الأيام تحت ظلالها هي إحدى المحاولات الجادة التي نعتقد أنها ستحقق الرابط الصحيح-كما نتمنى- بين العلم الديني والعلم المادي.
وإذا كان فقهاء هذه الندوة قد تكلموا في شرعية الرقى بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية، أو بما يصح من ألفاظ طيبة، وبينوا جواز حكمها الشرعي، ثم عرجوا بعد ذلك بشيء، من التفصيل نحو شروط الرقية والراقي، ومن تُلقى عليه الرقية، وأوضحوا الحكم الشرعي فيها فإنهم في الحقيقة وضعوا الأطباء في بداية الطريق- فتحوا لهم باباً من أبواب المندوب-على أقل تقدير. حتى يبدأ الأطباء المسلمون في دخول هذا الباب، والبحث في جوانبه بما يمكن أن يحقق للمسلمين فائدة صحية لا يستغني عنها المرضى …مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"(125).
إن مهمة الطب وضوابطها من الناحية الإسلامية قد وضعت لها آداباً قننها علماء المسلمين بمجهودات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية. فإذا تم الاتفاق كما أظنه فسيكون على أن الرقية الشرعية هي إحدى وسائل العلاج التي يقرها الإسلام بنص ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله علية وسلم قال: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء"(126).
وفى رواية لمسلم: " لكل دواء داء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله"(127)…
ولعلنا كأطباء هنا، لا نملك إلا أن نفرق بين التداوي بالدواء، وبين الرقى الشرعية؛ وإن كان كلاهما مما جعله الله من الأسباب التي يتم الشفاء من المرضى بها. وفـى هـذا روى الإمام الترمذي أن سائلاً سأل رسول الله صلى

125- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمه والنظرة ح(2199) وأحمد في مسنده (3/382) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية (9/348) قال الألباني: وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى، وذلك ما كان معناه معروفا مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز-انظر الصحيحة ح(472). 126- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ح(5678) وأحمد في مسنده (1/377). 127- أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام: باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ح(2204) وانظر تحفة الأشراف ح(2785) وأحمد في مسنده (3/335).
الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله أرأيت رقية نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها؛ هل ترد من قدر الله شيئاً؟ فقال صلى الله علية وسلم: هي من قدر الله"(128). وبرأيي أن الفرق بينهما فرقا بين الكرامة والسنن، فإن التداوي الطبي المادي يصيب سننا ثابتة أوجدها الله في صلب الخلق، وبالتالي يغلب على هذه السنن التفاعل مع الدواء. أما الرقية فهي كرامة يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء، فتُحقق الشفاء بدون أسباب ظاهرة لنا. وقد وصف علماء المادة العلم الدوائي بأنه إلزام وجوب تحقيق النتيجة وتكرارها بإيجاد المؤثر. فإذا وضعت مغناطيساً بجانب إبرة، فيجب أن ترتفع الإبرة إلى هذا المغناطيس. وإذا سلطت إشعاعاً في مستوى معين على الجلد، فيجب أن يحمر هذا الجلد. ولو كررت هذه العملية مئات المرات لحصلت هذه الاستجابة بشكل قطعي في كل مرة. فهذه السنن الثابتة التي تخضع لمعايير المادة، والتي خلقها الله بداخل الإنسان أو في الطبيعة هي لب الحضارة المادية. وهي التي نجد فيها قصوراً كبيراً بين المسـلمين للأســف الشديد. فهذا العلم المادي فيه أسرار عظيمة ما جهل منه أكبر مما علم. وطرق معرفته لا تتم إلا بالجهد والانشغال به.
لهذا تجد أن باع المسلمين فيه قليل لأسباب كثيرة ومتنوعة…
أما الرقى الشرعية، فإنها قد تحدث وقد لا تحدث. فهي كالدعاء قد يستجيب الله لها، أو يقع بها ضرر آخر أو قد يؤجلها لوقت آخر. ولهذا فإن الرقى الشرعية تكون في رأيي حين لا يكون هناك متفق عليه، أو حين يكون هناك موانــع صحيــة أو اقتصادية تمنع استخدام هذا
128- أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب الرقي والأدوية ح(2072) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ح(3437). وأحمد في مسنده (3/421). قال الهيثمي في المجمع (5/85): رواه الطبراني والحرث لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح غير أبي خرابة. وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة ح(749).
الدواء. عند ذلك، يلجأ إلى من بيده الشفاء باستخدام الرقية الشرعية. وفي رواية أبو داود في سننه، عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: "مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها في فؤادي. أي في صدري فقال: يا سعد إنك رجل مفؤود أي مريض بصدرك، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبَّب أي يتعاطى الطب-وله خبرة به"(129).
في رأيي هذا الحديث يلزم المسلمين بالبحث عن الطب الذي جعله الله سبباً من أسباب التشافي. فإذا وقف الطب، أو اختلف، أو صعب الوصول إليه فإن تأثيرات الرقى نافعة بإذن الله …
وقد اعترف أصحاب العلم المادي في السنوات الأخيرة بمثل هذه التأثيرات الروحية على المادة. فقد قال "روجر سبري" الحاصل على جائزة نوبل بأهمية الربط بين المفاهيم الروحية والعلوم.
ورغم أن مثل هذه المعرفة لم تنل حقها من البحث العلمي لأسباب سياسية واجتماعية وفلسفية كثيرة ومعقدة؛ إلاّ أنها بدأت في السنوات الأخيرة تجد لها حظاً أوفر بين العلماء والباحثين وبدأ الخوف من لمس هذه العلاقة يتلاشى في نفــوس العلماء الذين ظلت عقدة التعارض بين الروح والعلم قابعة في أنفسهم عقوداً طويلة.
ونحن هنا لابد أن نتطرق بشكل ما إلى قدرة الجسم على مكافحة المرض حتى يمكننا أن نتفهم السنن المادية التي يعمل بها جسم الإنسان، وحتى ندرك أن الجهاز المناعي الذي إذا اختل أصاب الجسم علة هو جهاز معقد في التركيب، عظيم في الوظيفة، يعمل بصورة ذاتية في سنن أوجدها الله فيه، يمكن لكل من اجتهد في العلم كافرا كان أو مسلماً أن يصل إلى قواعد تلك
129- حديث ضعيف أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الطب: باب في تمرة العجوة (3875) ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود ح(834).
السنن، ويدرك أبعادها. فالجهاز المناعي يتكون بشكل أساسي من خلايا ليمفاوية بشقَّيها خلايا "باء"، وخلايا "تي" ويتكون أيضاً من الخلايا الآكلة ولعل الثقل الأكبر يقع على الخلايا الليمفاوية حيث تشكل خلايا "باء" ما يقارب من 15% من الخلايا الليمفاوية السابحة في الدم. وهى المسئولة عن المناعة الخلوية التي تصنع المضادات الخاصة ضد الأجسام الغريبة.
أما الخلايا "تي"، فهي تشكل ما مقداره 70% إلى 80% من الخلايا الليمفاوية السابحة. وهى مسئولة عن ردود الفعل المناعية الخلوية، وأيضاً مسئولة عن تنظيم الوظائف المناعية. ولو لمسنا بداية علم المناعة لوجدنا أن الخلايا "باء" تصنع مواد جلوبيولين المناعية، والتي تنقسم إلى أقسام خمسة أساسية أكثر من الـIGG”". وتتراوح أعمارهم بين 230 يوم وكل عنصر من الجلوبيولين المناعي يتركب من نوعين من سلسلة عديد البيبتيد؛ أحدهما السلسلتين الثقيلتين، وثانيهما السلسلتين الخفيفتين. وكل من السلسلتين يرتبط ببعض بواسطة رابطة ثنائية الكبريتيد، وأيضاً برابطة غير تساهمية. ويعتبر الـ"IGG" هو أكثر الجلوبيولينات المناع وأخفها، فهو يصل إلى داخل الرحم عابراً المشيمة. وقد تم التعرف على عدة أنواع من “IGM”و “IGA”و “IGE” أماّ الخلايا الآكلة فهي تُكوِّن 70% من خلايا كرات الدم البيضاء، ويتراوح عددها بين 10000 إلى 5000 خلية في كل مليمتر من الدم. وهى خلايا متحركة تقوم بالانتقال خلال شعيرات الدم المتناهية في الدقة، وابتلاع البكتريا، واستخدام إنزيمات هاضمة يوجد فيها الليزوزوم لتحطيم البكتريا…
وهذه الخاصية لحماية الجسم بطريقة مباشرة تشكل الجزء البسيط على قدرة الجسم لمقاومة الأمراض. كل هذه الشبكة من المضادات المناعية المعقدة-والتي تتعمق بالتخصص لتصل إلى حد التفرد الخلوي-تعمل بشكل منتظم ودقيق لحماية الجسد الحي من غلبة المضار العضوية وغير العضوية المحيطة به. ولكن عندما تنتصر البكتريا على القدرة المناعية، فإنها تؤدي إلى الإصابة بالمرض. وهذه الإصابة لا تشل حركة المقاومة، بل إنها تثيرها، فيزداد الصراع بين الجسم وبين البكتريا أو الفيروس. ويبدأ الجسم في سلسلة معقدة بتخليق مواد مضادة لهذا الجسم الغريب حتى يهزمه وينتصر عليه.
وقد يحتاج الجسم إلى الدواء في هذه المرحلة حتى يتمكن الجسم من هزيمته. أو قد يحتاج الجسم إلى الدواء في هذه الفترة للتخفيف من آثار المعركة بين الجهاز المناعي وبين الغازي والتي تظهر على شكل حرارة، أو أوجاع، أو ما شابههما من الأعراض…
فالدواء هنا له وظيفة محددة، وتأثيراته معلومة ومقيسه بدقة كبيرة، ولها أصول علمية متفق عليها بين العلماء، ولا يحق إعطاء هذا الدواء إلاّ لمن لديه علم بالمرض والدواء، وهو الطبيب…
من هذا كله نخلص إلى أن التطبيب عملية تخضع لقواعد وأصول علمية مادية تحقق نتائج متفقا عليها بين العلماء. وهو أمر يختلف في المفهوم الإسلامي عن الشفاء، وإن كان التطبيب يتبعه عادة الشفاء إلا أن النظرة الإسلامية جعلت الشفاء حقاً إلهياً، ونحن كأطباء مسلمين نتوقع دائماً أن يأتي الشفاء وباستخدام الدواء المناسب، لأننا نعلم أن ذلك من قدر الله كما ذكرنا في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي وغيره.
من هنا فإننا أيضاً نؤمن أن الرقية يمكن أن تكون ذات فائدة للمرضى إذا استفيد منها بالطريقة التي يتفق عليها الفقهاء بشروطهم، وبإضافة ما نراه كأطباء من شرط آخر وهو استخدامها في حالة تعذر الدواء المتفق عليه لأي سبب كان. أما استخدام الرقى للمنع من وصول الداء، فهذا أمر لا بأس به، ويمكن برأي الأطباء أن يستخدم في الطب الوقائي لأنه من بركات الدعاء التي يؤمن بها المسلمون. وإننا نعتقد في النهاية أن على المسلمين أن يستخدموا الرقية الشرعية في أبواب ثلاثة:-
في الطب المناعي؛ حيث يتم الدعاء والرقية لمنع الضرر، كمن يقول: "باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض والسماء وهو السميع العليم"(130)، ليتفادى الضرر عن الحيوانات، أو من لسعات الحشرات مثلاً…
أما الباب الثاني، فهو استخدامها في التشافي حسب ما يقره الفقهاء والأطباء.
أما النوع الثالث؛ فهو استخدام الرقى في الوقاية، وهو يحتاج إلى مزيد من الأبحاث، لأننا كأطباء لاحظنا-ومازلنا نلاحظ-أن قوة الإيمان وقراءة القرآن تساعد الجسم على مقاومة المرض. ومن هنا نقول أن استخدام القرآن في التشافي في نظر الأطباء يكون بتعميم التشافي بما يزيد عن مفهوم الرقية. فيصبح هناك علم للطب الإسلامي قائم على مراكز علاجية تحت إشراف أطباء مسلمين ثقات عالمين بالعلم المادي ولديهم علمٌ شرعيٌّ، يقومون بالعلاج المشترك: المادي بالأدوية، والروحي بالرقية. ويمكن بهذه الطريقة تحقيق نمط مشترك من العلاج أظن أن العالم كله في حاجة إليه كما أشرنا في بداية المقال إلى مقولة "روجر سبري".
ويجب أن تخضع هذه المراكز لإشراف الدولة، أو تلحق بالمستشفيات، وتخضع للبحث العلمي المتعارف عليه؛ حتى يمكن علماء المسلمين أن يحاجوا وفق المعايير والقواعد المتعارف عليها…

130- أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح ح(5088) والترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى ح(3399) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة في سننه: كتاب الدعاء: باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ح(3869) وانظر تحفة الأشراف ح(9778) وانظر صحيح سنن ابن ماجة للألباني ح(3120) وتمام الحديث: وكان إبان قد أصابه طرف من الفالج، فجعل الرجل ينظر إليه فقال له إبان: ما تنظر إلى؟ أما أن الحديث كما قد حدثتك ولكني لم أقله يومئذ، ليمضي الله على قدره.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم / ادريس( HSHAKE1 )

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة