عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-11-2008, 01:46 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( محب الايمان ) ، أما بخصوص هذا المصطلح فإليكم ما نقل شرعاً في المسألة :

( && العقد && )

إن من أكثر الأساليب التي يتبعها السحرة والمشعوذين هو اللجوء لاستخدام العقد والنفث ، ويتم ذلك بوسائل مختلفة كعقد الشعر أو الخيوط أو بعض الملابس ونحوه ، وسبيل الخلاص من ذلك أن تحل تلك العقد عقدة عقدة ، بعد قراءة بعض السور والآيات النافعة الوارد ثبوتها في الكتاب والسنة لإبطال السحر ، كسورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوها ، ويتم إتلافها بعد ذلك بالحرق أو بأي أسلوب شرعي آخر 0

روى البيهقي في دلائل النبوة : ( عن عائشة بإسناد آخر ولفظ أتم وفيه زيادات ليست في غيره ، نحو الحديث السابق إلى أن قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله ومن مراطة رأسه ، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله وإذا فيها إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتاه جبريل عليه السلام بالمعوذتين 0 فقال : يا محمد ( قل أعوذ برب الفلق ، وحل عقدة ، ( من شر ما خلق ) ، وحل عقدة 0 حتى فرغ منها ، ثم قال : ( قل أعوذ برب الناس ) وحل عقدة ، حتى فرغ منها ، وحل العقد كلها 0

وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ، ثم يجد بعد ذلك راحة 0 فقيل ، يا رسول الله ، لو قتلت اليهودي0 فقال رسول الله :" قد عافاني الله – عز وجل – وما وراءه من عذاب الله أشد " )( دلائل النبوة - 7 / 92 - 94 ) 0

وبالعموم فإن التعريف الشرعي للسحر :

هو عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه ، قال تعالى :

( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )

( سورة البقرة - جزء من آية 102 )

وقد أمر الله بالتعوذ من السحر وأهله ، فقال جل شأنه :

( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ )

( سورة الفلق - الآية 4 )

وهن السواحر اللواتي ينفخن في عقد السحر0

تقول الباحثة حياة سعيد با أخضر : ( السحر : علم سري 0 تزاوله النفوس الخبيثة ، إما بقصد تخييل الشيء على غير حقيقته ، أو بقصد الإضرار بخلق من مخلوقات الله ، ويستعان في هذا الإضرار بالتقرب إلى الشيطان ، بارتكاب القبائح ، قولا : كالرقى والعزائم ، والنفث على العقد ، بألفاظ فيها شرك 0 أو عملا : كعبادة الكواكب ، والتزام الجنابة ، والفسوق ، وسائر المعاصي ، أو اعتقادا : كاستحسان ما يوجب التقرب منه ، ومحبته إياه 0 فينتج عن كل ذلك أثر حقيقي على المسحور بدون إرادته ، بإذن الله تعالى )( موقف الإسلام من السحر - 1 / 46 )0

إن المتأمل في النصوص القرآنية والحديثية يعتقد جازما متيقنا أن للسحر حقيقة وتأثيرا ، ولذلك أمر الحق جل وعلا في محكم كتابه بالاستعاذة من ( شر النفاثات في العقد ) سواء كن النساء أو النفوس أو الجماعات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها - وهذا أمر اتفق عليه المفسرون حتى نفاة حقيقة السحر وأثره - وهذا دليل صريح في الدلالة على أن للسحر حقيقة وأثرا ، وإلا فما معنى الاستعاذة بالله - تعالى - من شر النفاثات ، ولو لم يكن لسحرهن أثر ضار ، ثم إن النفث الذي هو فعل الساحر نفخ مع ريق قد مازج خبث نفسه المتكيفة بالشر والأذى فيعقد ذلك على اسم المسحور ويكرر ذلك الفعل والعقد ، وللأرواح الشيطانية عون في ذلك 0

والنفاثات في العقد : وهن " السواحر " ، وهذا تفسير الحسن البصري ، وقد أخرجه ابن جرير بسند صحيح ، أنظر جامع البيان في تفسير القرآن - 30 / 227 ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير - 8 / 555 ، فتح الباري - 10 / 225 0

يقول ابن القيم : ( والنفث : فعل الساحر ، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ، ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة ، نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق ، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر والأذى ، مقترن بالريق الممازج لذلك 0

وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور ، فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري ، لا الأمري الشرعي )( بدائع التفسير - 5 / 404 ) 0

يقول الجصاص : ( النفاثات في العقد : السواحر ينفثن على العليل ويرقونه بكلام فيه كفر وشرك وتعظيم للكواكب )( أحكام القرآن - 5 / 378 ) 0

وهذه الأشياء مادية محسوسة - هواء ، وريق ، وخيط ، وفعل الساحر من ترديد ما يرقى به ونفثه ، وعقده - وأثرها ظاهر معلوم ، فلا معنى لنفي الحقيقة والحالة هذه ، وأيضا قد اتفق جمهور المفسرين على أن سبب نزول المعوذتين : ما كان من سحر لبيد بن الأعصم لرسول الله وهو الوارد في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - واتفاق المفسرين على أن سبب نزول المعوذتين هو هذه الحالة أكبر دليل وأصرحه على أن للسحر حقيقة وأثرا 0

قال الحافظ في الفتح : ( وفي رواية عمرة عن عائشة : " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه " وجد في الطلعة تمثالا من شمع ، تمثال رسول الله وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فنزل جبريل بالمعوذتين ، فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ، ثم يجد بعدها راحة )( فتح الباري - 10 / 230 ) 0

وللحديث روايتان عند مسلم الأولى : ( فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ) ( صحيح مسلم - كتاب السلام – باب السحر ( 43 ) – برقم ( 2189 ) ، والأخرى : ( قلت يا رسول الله فأخرجه )( صحيح مسلم - كتاب السلام – باب السحر 44 ) 0

يقول الإمام مسلم عن الروايتين : ( كلاهما صحيح فطلبت أنه يخرجه ، ثم يحرقه والمراد إخراج السحر )( صحيح مسلم بشرح النووي - 13 ، 14 ، 15 / 348 ) 0

وفي الروايات زيادة وصف لما سحر به الرسول في مادته ، وهيئته ، وقبوله للإخراج ، والإحراق ، وهذه الصفات لا تكون إلا لحقيقة ثابتة محسوسة ، وفيها سبب التأثير حيث حصل بحل تلك العقد ذهاب مسبباتها 0 مما يحصل للرسول من تخيله فعل شيء لم يكن يفعله ، وزوال هذا السبب الظاهر ، وإتلافه زوال لمسببه ، ومعنى كونه سببا ظاهرا : أن تلك الأشياء التي استخدم بها السحر ، ووضعت في البئر وعاء استخدمه الساحر بوساطة معينة من الشياطين ، لا يحصل بها ضرر بمجموعها ، وصفتها ، لو عملها غير ساحر 0 كما قد يرتفع المسبب ، مع بقاء سببه لحصول مؤثر أقوى من مسببه ، كأثر التعوذ بتلك الآيات ( المعوذتان ) في حل السحر 0

وقول الرسول في آخر الحديث : ( قد عافاني الله ، وشفاني ) مما يؤكد حصول الأثر عليه من هذا السحر ، ثم شفاؤه منه ، ومعافاته ، ولا يكون إلا من مرض 0

قال البغوي : ( وقيل : كانت مغروزة بالإبر 0 فأنزل الله عز وجل هاتين السورتين 0 وهما إحدى عشرة آية : سورة الفلق خمس آيات ، وسورة الناس ست آيات فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، فقام النبي كأنما أنشط من عقال )( شرح السنة - 7 / 322 ) 0

ومن أهم العلامات التي تميز أفعال السحرة والمشعوذين هو استخدام العقد بالخيط أو الحبل أو غيره والنفث عليها بطلاسم وكلمات غير مفهومة 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية معرفة الساحر وتمييزه من غيره ؟ حيث أن هناك من يدعي القراءة بالرقية الشرعية ولا يدرى عن حاله ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الساحر هو الذي يظهر أعمالاً تخالف ما في قدرة الإنسان ظاهراً ، كإخباره بالمغيبات ، ومكان الضالة والمسروق ، وما في الضمير ، وهو يتوصل إلى ذلك باستخدام الشياطين ، والتقرب إليهم بما يحبون ، من فعل المعاصي ، وترك الطاعات ، وأكل الحرام ، وملابسة النجاسات ، ودعاء الغائبين ، ونحو ذلك ، وقد يعرف الساحر بعمل شيء من أنواع السحر كالشعوذة ، والمخرقة ، والتلبيس على أعين الناظرين ، والخط في الأرض ، وهو فعل الرمالين الذين يخطون في الأرض خطوطاً كثيرة بسرعة ، لمعرفة النحس والسعد ، ومثله الضرب بالحصى ، إذا جاءهم من يستخبرهم عن أمر مستقبل رموا بعدد كثير من الحصى ، ثم قاموا بعده ، فيتفاءلون بالفرد دون الشّفع أو بالعكس ، ومنهم من يعرف بنظره في النجوم ، أو بنفثه في العقد ، أو بجمعه أشياء نجسة من الشعر والزبل ، ومعها قطع من حديد ونحوه ، وللسحرة كتب ومشايخ يعلمونهم السحر ، وأكثر ما يعلمون بواسطة الشياطين ، ولا يغتر بما يظهره بعضهم من كثرة الذكر والقراءة ، والصلاة ، والصدقة ، ونحوها ، فإن قصده ترغيب الناس وخداعهم حتى يغتر به الجاهل ، ويعتقد أنه يعالج بالرقية الشرعية ، والقرآن الكريم ، وهو ليس كذلك )( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 47 ) 0

هذا بخصوص العقد عموماً ، ويترتب عن هذه العقد والتعزيم عليها بطلاسم كفرية وشركية والتقرب إلى ملوك الجن ربط للجن داخل الجسد بكيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، وقد يكون الربط بناء على تلك الطلاسم وقد يكون بناء على وضع خدام للسحر ومراقبة الجني في تنفيذ أوامر الساحر ، وهذا بالعموم ما نستطيع تفصيله ومنهجي لا يقوم على التوسع عن هذا الحد ، والله تعالى أعلم وأحكم 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة