عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-07-2019, 07:05 PM   #1
معلومات العضو
اخت المحبه
مشرفة عامة ومشرفة ساحة الأخوات و العلاقات الأسرية

افتراضي بعض الصور الأخلاقية



هي بعض الصور الأخلاقية ..
التي تنبثق من خلايا الطبع الإنساني ..
نفتح عليها نافذة لتدخل علينا بشيء يسير
من أنفاس معانيها ورياح مفاهيمها ..
*
*
( من تواضع لله رفعه ) ~
لكل شيء زينة تجمّله
وزينة النفس التواضع ، وما أجملها من زينة !
كأن المتواضع يحمل مغناطيساً يجذب إليه معادن القلوب ..!
هل رأيت عظيماً متواضعاً يكرهه الناس ؟!
لاأحد يكره المتواضع إلا الوضيع ..
التواضع يحمل دعوة للمحبة والسلام ..
هو بمعناه البسيط .. خفض الجناح ،
والتعامل مع فئات الناس باللين والحسنى ..
مهما اختلفت منازلهم ومشاربهم ..
يُرفع أناساً بالتواضع ، ويخفض الكبر أناساً ..!
البعض يلبسون رداء الكبرياء ، ويترفعون عن الغير ،
ويدعون الكمال..
وما مغالاة المرء في العجب بنفسه إلّا أحد حسّاد عقله
حيث يتوهم أنه أفضل منزلة من سواه فيتملكه البطر والكبر
ولن تكون حصيلته من القلوب إلا النفور ..!
يقول الشاعر :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تك كالدخان يرفع نفسه ..
إلى طبقات الجو وهو وضيعُ
*
*
( ومن شر حاسدٍ إذا حسد )
حينما تضيق أوعية القلوب تغادرها المحبة ..
ذلك لأن المحبة تحتاج إلى القلوب الكبيرة الرحبة
لتتربي ، وتعيش ، وتنمو ..
وحين تنحصر في سجن ضيق.. تلفظ أنفاسها ..!
وتنمو بدلاً عنها عناقيد الكراهية ..
ولا أبغض من الحسد إلى قلوب الناس ...!
الحاسدون يتنفسون جواً موبوءاً بالمقت..
الحاسدون دائمو التطلع إلى مافي أيدي الناس ..
غافلين عماعندهم من الخيرات ..
هم في مقارنة دائمة بين
ماينقص حياتهم .. وما يفيض عند غيرهم..
نهمين إلى أن يحوزوا على كل شيء..ولن يقتنعوا أبداً ..!
الحاسد رفيق الطمع ، وأسير القلق..
لايعرف الراحة ولا تستقر في قلبه القناعة ..
وأغلب الحاسدين هم الفاشلون ،
الذين يمقتون الناجحين والمنجزين والكادحين ..
وبدلاً من أن يحاولوا الوصول إلى نجاحاتهم بجهدهم الخاص
تراهم يتلذذون بممارسة النميمة والغيبة فيما بينهم ..
الحسد داء نفسي يصنع بالقلب ماتصنع الأوبئة بالأجسام
فهو كالنار تسري في الهشيم ..
والحاسدون هم وقودها.. وهم ضحاياها ..
يقول الشاعر :
اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتلهْ
كالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ماتأكلهْ
*
*
( يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم )
قال بملء فمه :
أنا صريح لاأحب المراوغة ولا التملق
مايجري على لساني هو ذاته مايدور في قلبي ..!
شيء جميل أن تكون صريحاً..!
تظهر لأخيك ماتراه فيه من نقيصة وعيب وتحاول لفت نظره
بطريقة مهذبةٍ ، وأسلوب لطيفٍ ، ونية مخلصة ..
بذلك تكون صراحتك تبني وتُصلح ..
ولكن هذا القول لا يسري على كل من يدعي أنه صريح !
فبعض الصراحة المعلنة خبث مبطن ..
ترى المرء فيها يتلون كما يبدل الثعبان جلده
ويظهر في قوله مالا مايضمرهُ في نفسه
يتملق ويجري الكلام على لسانه طيباً وفي قلبه ألد الخصام
فهو يتعامل مع الناس بوجهين ..
يأتي هذا بوجه ، وذاك بوجه، حسب ماتقتضيه مصلحته ..
لكن هذه الفئة لا تستطيع أن تخدع الناس طويلاً
إذ سرعان مايتعرى اللسان ويكشف الوجه عما في السريرة
فيسقط القناع ..!
و يجد نفسه أخيراً وحيداً لا صديق له ولا صاحب ..
*
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا مُدح قال :
اللهم أنت أعلم بي من نفسي
اللهم اجعلني خيراً مما يحسبون
ولا تؤاخذني بما يقولون .
*
وبعض الصراحة قبح
حين تواجه إنساناً بما تراه فيه من نقيصة مواجهة ظالمة
فتقذف الكلام في وجهه قذفاً دون مراعاة لمشاعره ..
وتبرر موقفك حين تعاتب بقولك :
هذا طبعي .. أنا صريح ولا أطيق التملق ..!
أنت ياهذا تهدم علاقتك بالناس وتجرحهم ..
ماهكذا تكون الصراحة ..؟!
وصدق من قال :
جراحات السنان لها التئامُ
ولا يلتامُ .. ماجرح اللسانُ ..
*
*
ومضة ~
في هذه الحياة ..
التي تسير على موجة سريعة التردد
نحتاج إلى الاطمئنان ..
وإلى تعزيز الثقة بأنفسنا وتجديدها بمن حولنا ..
حتى لايكون حكمنا قاطعاً على من أساء إلينا..
بل علينا نرى الناس بمنظار الأمل والوضوح ..
وبحكمةٍ أن الخير أصلٌ
والشرّ عارض ..


منقول للفائدة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة