عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-09-2013, 09:02 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم سلمى ) ، أحسن الله إليكم هذا من الغيب الذي لم يقف عليه الانسان ونتقبله من الشارع ونعلم ذلك يقينا سواء كان العلاج الشرعي بالنفث أو الأثر كما هو الثابت ، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاج السحر والشعوذة بالنفث والأثر ، مع فرق أن الأول مباح والثاني كفر بالله عز وجل ، وقد بين ذلك ابن القيم - رحمه الله - بأعظم بيان وأسطع برهان ذلك فيما تم نقله من قبلكم أعلاه 0

ولذلك دعينا نتأمل ما ذكرته في ردي على سؤال : ( هل الحديث عن المس والسحر والعين والحسد يعتبر خوضاً في مسائل الغيب ؟؟؟ )

والإجابة بطبيعة الحال لا ، ولا بد هنا أن نفرق بين الحديث عن الأعراض المشاهدة لدى المعالج بالنسبة للحالة المرضية ، وبين الحديث عن طبيعة وكنه وتأثير المرض ، أما الأول فمن الأولويات التي لا بد أن يوليها المعالج دراسة الحالة المرضية والوقوف على كافة الأعراض المتعلقة بها كي يقف على الداء ويصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، وهناك أدلة كثيرة في السنة النبوية المطهرة تؤكد على جواز ذلك ، كما حصل مع الجارية التي رأى رسول الله في وجهها سفعة فقال :

( استرقوا لها فإن بها النظرة )

( متفق عليه )

ونحوه من قصص أخرى 0

أما الحديث عن طبيعة كنه المرض وتأثيره : كيف يؤثر السحر ، وكيف تؤثر العين ، وكيف يدخل الجني إلى بدن الإنسي وكيف يخرج ، كل ذلك من أمور الغيب التي لا نملك بها نصاً كي نبينه للناس ونرتكز عليه في الاستدلال والاستشهاد ، ومن هنا كان لا بد من التوقف في تلك المسائل أو الخوض فيها دون إصدار تأويلات وتفسيرات خاطئة ، والمعلوم أن مسائل الغيب لا بد فيها من الاستناد إلى نصوص الكتاب والسنة الصريحة الصحيحة ، وهذا ما نعنيه عند الحديث في هذه الجزئية ، والله تعالى أعلم 0

ولذلك قلت في كتابي الموسوم ( المنهج المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين - 9 / 13 ، 15 ) - المبحث الثاني - تحت عنوان ( كيف تؤثر العين والحسد ) ؟؟؟

قال الحافظ بن حجر - رحمه الله - في الفتح : ( إن طبائع الناس تختلف ، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون ، وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني 0

ويقرب من ذلك المرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد ، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد ، وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس من غير أن تمسها يدها ، ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد ، ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب 0 قال المازري : زعم بعض الطبائعيين : أن العائن ينبعث من عينه قوة سمية بالمعين فيهلك أو يفسد ، وهو كإصابة السم من نظر الأفاعي ، وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر عند نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عند مقابلة شخص لآخر )( فتح الباري - 10 / 200 ) 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وهذه العين إنمـا تأثيرها بواسطة النفس الخبيثة ، وهي في ذلك بمنزلة الحية التي إنما يؤثر سمها إذا عضت واحتدت فإنها تتكيف بكيفية الغضب والخبث ، فتحدث فيها تلك الكيفية السم ، فتؤثر في اللديغ 0 وربما قويت تلك الكيفية واشتدت في نوع منها حتى تؤثر بمجرد نظرة ، فتطمس البصر ، وتسقط الحبل ، كما ذكره النبي في الأبتر 0 فإذا كان هذا في الحيات فما الظن في النفوس الشريرة الغضبية الحاسدة ، إذا تكيفت بكيفيتها الغضبية ، وانسمت وتوجهت إلى المحسود بكيفيتها ؟ فلله كم من قتيل ؟ وكم من سليب ؟ وكم من معافى عاد مضنّى على فراشه ، يقول طبيبه : لا أعلم داءه ما هو ؟ فصَدَق 0 ليس هذا الداء من علم الطبائع ، هذا من علم الأرواح وصفاتها ، وكيفياتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام والطبائع ، وانفعال الأجسام عنها )( بدائع التفسير – 5 / 414 – 415 ) 0

يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - بعد أن بحث مسألة كيفية إصابة العين : ( وبعد هذا المشوار الطويل بحثا عن كيفية إصابة عين العائن لمن تصيبه ، وكانت حصيلة ذلك دائرة بين كونها قدر الله 00 أو أنها خلق يوجده الله عند النظرة أو قوة سمية أو أجزاء لطيفة تخرج من العين 00 إلى غير ذلك ، وكلها اجتهادية ، ولم تسلم من اعتراض ولا نقاش ، ووجدنا كلام ابن عبدالبر أن التأثير حاصل يعرفه العامة والخاصة ، فلا حاجة إلى إطالة الكلام في طلب الكيفية 00 ووجدنا كلام الألوسي أنه سهم معنوي ، أخفاه الله علينا ، فهو من حكمة الله أن أخفاه علينا 00 وبهذا نقطع بأمرين الأول : ثبوت وجود العين وثبوت وجود أثر عنها وهذا كما قال ابن القيم – رحمه الله – هو قول عقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم ، يثبتون العين ، وأنهم لا يدفعونها ولا ينكرونها 0 الأمر الثاني : عدم العلم الثابت بكيفية تأثيرها )( العين والرقية والإستشفاء من القرآن والسنة – ص 37 – 38 ) 0

كما ذكرت في نفس الكتاب ( 9 / 16 ، 18 ) - المبحث الثالث - تحت عنوان ( كيفية الإصابة بالعين ؟؟؟ ) ما نصه :

قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( إن الإجابة عن كيفية إصابة العين والكشف عن حقيقة ذلك فعلا ومسببا ليس بالعمل الميسور ، ولم يزل ذلك خفيا حتى اليوم 00 وهذا من الناحية المنهجية ، متعذر أو ممتنع ، لأنه تأثير غير محسوس ، وغير المحسوس لا يمكن إدراكه بالحس ، وإنما الحس يدرك آثاره ، ويحكم بوجوده أو عدمه ، أما كنه عمله وتفاعلاته ، فلا 00 مثله كالروح في الجسم ، وتيار الكهرباء ، وتلك الأشعات الحديثة ، تردك آثارها ويتصور وجودها من تلك الآثار 00 وقديما قالوا : كتأثير المغناطيس في جلب الحديد ، أما ما هو المغناطيس فليس معلوما بماهيته 00 ومن هذا الباب تأثير عين العائن فيمن أصابه بعينه 00 ومع ذلك فقد اجتهد العلماء رحمهم الله تعالى في العصور المتقدمة في الكشف عن حقيقته ، ونقل عنهم – رحمهم الله ما قالوه ، وهو ما بين موجز ومطول ، مع اختلاف وجهات النظر ، شأنهم في ذلك شأنهم في المسائل الاجتهادية ، ولا سيما الخفي منها عن الحسي )( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 24 ) 0

ويقول ايضا : ( فالوقاية من كل ذلك – يعني العين - وما يشبهه يكون بما يتلائم معه ويدفع ضرره ، وكذلك العلاج والوقاية الطبية فإن من بديهيات الطب وأولياته تشخيص الداء ومن ثم تقديم الدواء 000 والوقاية من كل داء بحسبه من أنواع الأمصال الملائمة له 0

وموضوع العين لم تعرف على التحقيق كيفية الإصابة منها ، كما تقدم لأنها من الأمور المغيبة عنا ، فلا يمكن تشخيصها في مختبرات كيميائية ، ولا بالأشعات الكهربائية ولا بعوارض ظاهرة 000 وعليه فلا سبيل إلى معرفة شيء عنها إلا ما يظهر من عوارض التأثير بعد وقوعها تظهر على من أصابته العين 0

فلا سبيل إلى الوقاية منها قبل وقوعها إلا بما جاء وحياً من كتاب الله أو سنة رسول الله )( العين والرقية من القرآن والسنة – ص 39 – 40 ) 0

قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في منظومته العلمية لنيل درجة الماجستير :

( لم يرد في الشرع ما يبين كيفية الإصابة بالعين ، ولسنا مطالبين بمعرفة ذلك ، ولا متعبدين به ، فكل ما أخبر به الشارع وجب علينا الإيمان به والتسليم ولو لم نعقل الحكمة أو الكيفية 0 وإن علمت فذلك مما يزيد في الإيمان وهو خير على خير 0

والذي يمكن معرفته من كيفية الإصابة بالعين هو أن العائن إذا رأى ما يعجبه ولم يبرك قد يخلق الله من الضرر للمعين ما يشاء إذا شاء 0

أما ما ذكره بعض العلماء :

من أن كيفية الإصابة بالعين هو : انفصال قوة سمية من عين العائن أو جواهر لطيفة غير مرئية تتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه 0

فهذا أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا يجزم بنفيه والله أعلم )( أحكام الرقى والتمائم – ص 94 ) 0


هذا باختصار وجيز الاجابة على تساؤلكم الكريم ، وكوني معنا على تواصل عبر صفحات المنتدى ، وأدعو لكم ولسائر مرضى المسلمين فأقول :

( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )

( بسم الله ... بسم الله ... بسم الله ... )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أم سلمى ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 12-09-2013 الساعة 09:03 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة