حيوانات محظوظة
تلك التي تم سجنها في سجون حديقة الترفيه ، وقد تم تقليص حجم المسؤولية عنها ، مسؤولية البحث عن الغذاء ، مسؤولية الحفاظ على النوع ، مسؤولية الحفاظ على الحياة ، وارتاحت كليا من صراع البقاء .
وقد حصلت على أسباب السعادة . صحيح أن حياتها تحددت في مساحة معينة وخلف قضبان ترى بها من يقف متفرجا عليها باستغراب متبادل ( عند الحيوان والزائر ! ) إلا أنها تتسلى ولا شك برؤية وجوه مختلفة يوميا تنظر اليها بإعجاب ، وأناس آخرون يقومون بخدمتها وحمايتها من أذى الإنسان والحيوان والعوامل المناخية .
لو خيّرت الحيوانات بين هذه الحياة وبين العودة الى مواطنها ، ماذا تختار ؟
مؤكد ستختلف الإجابة بين الحيوانات و ستختار الحكيمة منها على الأرجح المكان الذي وجدت فيه الراحة ، رغم ان ملل الترف قد يحرك فيها أحيانا نوازع الشوق الى مواطنها ، حيث المغامرة والاختباء والافتراس والتربص ، ولكنها لن تضحي بحياة الراحة والرفاهية من أجل مغامرة طائشة !