عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-07-2005, 09:57 AM   #1
معلومات العضو
ناصح أمين
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية ناصح أمين
 

 

Thumbs up ( ولا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون 000 ) !!!

كنت أتصفح كتاب تسلية أهل المصائب فأعجبني هذا الفصل فأحببت أن أجعله بين يدي أحبتي وإخوتي حفظهم الله

ذكر المؤلف :

فصل ـ في أن الحزن لم يأمر به الله تعالى و لا رسوله صلى الله عليه و سلم

و الحزن لم يأمر الله تعالى به و لا رسوله لا في المصيبة و لا في غيرها بل قد نهى الله عنه في كتابه و إن تعلق بأمر الدين لكن منه محمود و مذموم كقوله تعالى : ** و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون ** و قوله : ** و لا تحزن عليهم ** وقوله تعالى في حق نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و أبي بكر : ** إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ** و قوله تعالى : ** فلا يحزنك قولهم ** و نحو ذلك من الآيات كثير في القرآن و ما ذاك إلا لأن الحزن لا يجلب منفعة و لا يدفع مضرة فلا فائدة فيه و ما لا فائدة فيه لا يأمر الله به لكن لا يأثم به صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم من قول أو فعل كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ إن الله لا يؤاخذ بدمع العين و لا بحزن القلب و لكن يؤاخذ بهذا ـ وأشار بيده إلى لسانه ـ أو يرحم ]

قلت : واللفظ في الصحيحين (( إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم )) .

فدل على أنه لا يأثم إلا إذا اقترن به ما يجلب الإثم و يؤيده أيضا قوله صلى الله عليه و سلم : [ تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول إلا ما يرضي الرب ]

قلت والحديث ورد بألفاظ ففي صحيح الجامع (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب والله إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) . صحيح ‌ وفي رواية (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ولولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر منا يتبع الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجدا أشد مما وجدنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون )). ‌

قال مالك بن دينار : القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب .

و قال عبد الله بن أحمد : حدثني علي بن مسلم ثنا بشار ثنا جعفر ثنا إبراهيم بن عيسى قال : ما رأيت أطول حزنا من الحسن و لما رأيته حسبته حديث عهد بمصيبة ثم ذكر بسنده عن مالك قال : بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك و منه قوله تعالى : ** و قال يا أسفى على يوسف و ابيضت عيناه من الحزن**

فكل هذه الأدلة تدل على أنه لا يأثم به صاحبه فالبكاء و الحزن على الميت على وجه الرحمة و الرقة حسن و لا ينافي الرضا و الصبر بخلاف البكاء عليه لفوت حظ الحي منه فإذا اقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه و يحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن فالحزين على مصيبة في دينه و على مصائب المسلمين عموما فهذا يثاب على ما في قلبه من الخير و بغض الشر و توابع ذلك و لكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر و الجهاد و جلب منفعة و دفع مضرة نهي عنه وكان حسب صاحبه الإثم عنه من جهة الحزن و أما إن أفضى إلى ضعف القلب و اشتغاله به عن فعل ما أمر الله به و رسوله كان مذموما عليه من تلك الجهة إن كان محمودا من جهة أخرى فإنه إن كان المحزون عليه لا يمكن استدراكه لم ينفع الحزن فالعاقل يدفعه عن نفسه و لا يضم إلى مصيبته أخرى و ليعلم أنه سيسلو بعد حين و الله أعلم .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة